بدءاً من يوم الغد، يطلّ لبنان على مرحلة حاسمة، تُرجِمت أهميّتها القصوى بتكثيفٍ لافت للحراك الدولي الضاغط على السلطة الحالية لإعادة لبنان إلى مسارٍ مستقيم، بعيداً من الخيارات «الرماديّة». ذلك أنّ الكارثة اللبنانية، التي تعاظمت مع انفجار مرفأ بيروت (4 أغسطس)، جمعت المجتمع الدولي كلّه حول لبنان، وجرّب بكلّ لغاته أن يُفهِم القابضين على الدولة بأنّ تجاوز هذه الكارثة مشروط بانقلاب جذري على السياسات التي حكمت البلد وخرّبته. استكمال ضغط وفيما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يزور لبنان بعد غدٍ الثلاثاء، مصرّ على استكمال الضغط على السلطة الحالية لتطبيق وعود الإصلاحات العاجلة التي قطعتها أمامه لدى زيارته الأخيرة لبيروت، فإنّ الجهود الفرنسيّة تتقاطع مع المساعي الأمريكيّة بزيارة مساعد وزير الخارجية الأمريكي ديفيد شينكر إلى لبنان، الأربعاء المقبل، حيث سيلتقي مع ممثلي المجتمع المدني، ويحضّ المسؤولين على بدء الإصلاحات والاستجابة لرغبات الشعب في الشفافية والمساءلة، إضافة إلى الدعوة لتشكيل «حكومة خالية من الفساد»، بحسب بيان لوزارة الخارجية الأمريكية. تطورات مفاجئة ورغم تحديد موعد الاستشارات النيابية المُلزِمة، غداً، لتكليف شخصيّة بترؤّس الحكومة المقبلة، وهي من أكثر الاستشارات إثارةً للغموض والتشويش والشكوك، ما لم تطرأ حتى صباح الغد تطوّرات نوعيّة أو مفاجئة، إذ لا يزال الغموض يحيط باسم الشخصيّة السنيّة التي ستفوز بمهمّة التكليف، في حين لم يُسحب اسم رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري من التداول بعد، كمرشّح وحيد من جهات خارجيّة، أبرزها فرنسا، وداخلية باعتباره رجل المرحلة المؤهل للاستجابة لمتطلّبات المرحلة الإصلاحيّة داخلياً وتوفير غطاء الدعم الدولي للبنان. رهان ومع الإشارة إلى أنّ الساعات المقبلة ستبلور الصورة أكثر، إن في اتجاه إجراء الاستشارات في موعدها المحدّد غداً، أو في اتجاه تأجيلها إلى موعد آخر، فإنّ الرهان في هذه الحالة يبقى على مفاجأة «ربع الساعة الأخير»، ذلك إنّ إجراء الاستشارات وعدمها هما احتمالان ما زالا متساويين، لأنّ الخيارات المطروحة لرئاسة الحكومة محدودة جداً، ومعزّزة بجملة أساسيّات، وأبرزها أنّ هذه الاستشارات ينبغي أن تتمّ بصورة توافقيّة لا خلافيّة، وأنّ الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة ينبغي أن يحظى بأوسع توافق من المكوّنات السياسيّة. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :