الكويت (العظمى)

  • 8/26/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

المكان في الولايات المتحدة الأميركية وفي مستشفى الكساندريه في العاصمة واشنطن، قبل تفشي (فيروس كورونا المستجد) بأسابيع قليلة، كنت طريح الفراش في قسم الطوارئ منتظراً لحضور الدكتور المختص بعد إصابتي بتسمم غذائي، والألم يزداد شيئاً فشيئاً، حتى جاءت الدكتورة بعد انتظار دام ثلاث ساعات لتكشف عن حالتي، بعدها أخذت علاجي وتحسنت لله الحمد وقبل خروجي توجهت إلى الاستقبال لأسألهم عن قيمة العلاج، كوني لا أملك تأميناً صحياً فردت الموظفة قائلة: حسابك 820 دولاراً بما يعادل 255 ديناراً كويتياً، وهذا بعد الخصم لأنك ستدفع اليوم!بعد خروجي تساءلت عن الخدمة المتواضعة التي قدمها لي واحد من أكبر المستشفيات هناك وعن القيمة الكبيرة التي دفعتها نظير علاج بسيط، من دون أي تحاليل أو فحوصات زائدة، فوجدت الغالبية هناك تشتكي من غلاء التأمين الصحي والخدمة الصحية، وهذا ما أثار استغرابي، فنحن نعتبر هذه الدولة الأولى في كل شيء - كما صور لنا الإعلام وأفلام هوليوود - ولكن بعد تجربتي والأرقام القياسية التي حققتها الولايات المتحدة في تفشي (فيروس كورونا المستجد)، وفشلها في إدارة الأزمة الصحية الأخيرة، التي راح ضحيتها الآلاف راجعت بعض قناعاتي.فمن يزر الولايات المتحدة سيشعر بالإبهار وهذا أمر حقيقي، فالتطور والنهضة الفكرية والعلمية ملموسة، ولكن لم نفكر يوماً بتقييم الوضع الصحي، لأننا لم نمر بأزمة صحية مماثلة هددت حياة الإنسان، وهذا يجعلنا نراجع قناعاتنا وهي بأن الدول الرأسمالية ناجحة بكل المقاييس، وأن الخصخصة ستشعل المنافسة، وستقاتل الشركات لتقديم خدمة أفضل للمواطن، وهذا لم يحدث، فالحكومات بوزاراتها ومؤسساتها هدفها تحقيق المصلحة العامة وخدمة المواطن، بعيداً عن الربح المادي وهذا الهدف عظيم وسام وشعرنا به أكثر في (الكويت العظمى) هذه الأيام.هذه الأزمة الأخيرة والإدارة السلبية التي أظهرتها بعض الدول، تجعلنا نراجع قناعاتنا ونضع النظام الصحي في المقدمة فنطوره وندعم عامليه، فالواضح أن الصحة هي الأساس في نهضة الشعوب فقد انهار الاقتصاد وبرميل النفط وصل لأدنى مستوياته والحياة تعطلت، ودول قد تنهار في قادم الأيام، بسبب عارض صحي أصابها.

مشاركة :