مرآتي يا مرآتي | فضاء كويتي

  • 7/26/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بعدما لملم الضيف أيامه ولياليه، حيا العائلة التي استضافته بابتسامه جميلة، ووعدهم بزيارة قادمة العام المقبل كما اعتاد. لوحوا له مودعين على أمل اللقاء الموعود. ووقفوا صفاً أمام المرآة. مرآتي يا مرآتي... وماذا سيكون السؤال؟ تقدم الوالد أمام المرآة وقال: مرآتي يا مرآتي... هل كنت خير مُضيف؟ هل الضيف كان مرتاحاً واستمتع في ضيافتنا؟ تأتي الأم من بعده فتسأل: مرآتي يا مرآتي... هل كان الطعام الذي حضرته للضيف لذيذا؟ أما الابنة كان سؤالها: هل كنت الأجمل؟ والابن سأل المرآة: هل سيحضر لي هدية في العام المقبل عندما يعود؟ ولكن المرآة لم تجب!... هذة المرة كان للمرآة الحق في توجيه الأسئلة، وكان سؤالها واضحا كوضوح الشمس: يزوركم هذا الضيف في نفس الوقت من كل عام، لا يخلف موعده أبداً. تستبشرون بقدومه وتكرمونه بموائد طعام طويلة، تسامرون ليله بخير الكلام وتخصونه دائما بخيرالأعمال طيلة فترة اقامته. كيف أنتم بعدما رحل؟ وما ترك فيكم؟ في العام المقبل عندما يعود الضيف الكريم ويسألكم عن أحوالكم، بماذا ستجيبون؟ أستكون إجابتكم إجابة ذاك الطالب الذي اعتاد على الجلوس في الصف الأول من الفصل، ذاك الذي يقف شامخاً ويسرد إجابته واثقاً راضياً عن ذاته، أو ستكون إجابتكم مجرد إجابة لبقة، منمقة وديبلوماسية، تخفي الكثير ولا تقول إلا القليل، أم أنكم ستعترفون بأن ما كان منكم خلال إقامته ما هو الا خير ضيافة للضيف العزيز؟ ابتسم الأب، وأخذ نفسا عميقاً من سيجارة كانت بيده ونظر لأفراد عائلته برضى. وأنت عزيزي القارئ لو كنت ممن وجه لهم السؤال... بماذا ستجيب؟ Twitter: amina_abughaith

مشاركة :