محللون: أسعار النفط تقع تحت ضغوط متلاحقة .. وحالة عدم اليقين وراء تقلبات الأسعار

  • 8/30/2020
  • 21:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

توقع مختصون ومحللون نفطيون استمرار التقلبات السعرية للنفط الخام خلال الأسبوع الجاري بعد ختام الأسبوع الماضي على تراجع مفاجئ، بعدما جاءت خسائر إعصار "لورا" في الولايات المتحدة أقل من التقديرات المسبقة. وأشار المختصون إلى أن تسارع الإصابات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة والعالم تسبب في زيادة الضغوط على الطلب على الوقود بينما تكثف دول "أوبك+" الامتثال لحصص خفض الإنتاج بهدف تسريع جهود استعادة التوازن في السوق، ودعمتها بيانات عن انخفاض المخزونات النفطية. وأوضح المختصون أن إعصار لورا أضاف مزيدا من الأعباء إلى صناعة النفط الأمريكية التي تكافح في الوقت نفسه للتغلب على تداعيات فيروس كورونا، لافتا إلى أن الإعصار تسبب في إغلاق منتجي النفط في خليج المكسيك أكثر من 84 في المائة من إنتاج النفط وأكثر من نصف إنتاج الغاز، لافتين إلى توقف إنتاج النفط عند 1.558 مليون برميل يوميا كما بلغ وقف إنتاج الغاز 1.65 مليار قدم مكعبة يوميا. وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو إتش أي" لخدمات الطاقة، "إن أسعار النفط الخام تقع تحت ضغوط متلاحقة خاصة في ضوء أزمة الأعاصير الأمريكية، ما يعزز حالة عدم اليقين ويدفع الأسعار نحو تقلبات متلاحقة"، لافتا إلى تأثر البنية التحتية للطاقة بأكملها نظرا إلى ارتباط كل حلقاتها سواء خطوط الأنابيب أو المصافي أو شبكات الكهرباء، ما جعل الخسائر والأضرار الكلية ليس من السهل التغلب عليها. وأوضح أن ارتفاع أسعار النفط الخام جراء الإعصار جاء محدودا، حيث لم يحدث نقص واسع في النفط أو البنزين نتيجة للإعصار بسبب استمرار فائض المخزونات في عديد من الولايات الأمريكية خاصة مع بقاء مخزونات النفط الخام والبنزين أعلى من متوسط الأعوام الخمسة لهذا الوقت من العام، لكن المخزونات مرشحة لمزيد من التقلص في الفترة المقبلة، لكن لن يصل الأمر إلى مرحلة انقطاع الإمداد بعدما تبين أن الآثار التخريبية لإعصار لورا أقل من إعصارات سابقة. من جانبه، يقول ألكسندر بوجل المستشار في شركة جي بي سي إنرجي الدولية، "إن جائحة كورونا تظل هي الحدث الأكبر والممتد في التأثير الواسع في صناعة النفط الخام، وهي التي أوجدت ضغوطا هبوطية حادة على الأسعار جراء ضعف الطلب العالمي خاصة أخيرا مع تجدد الإصابات الجديدة واتجاه بعض الاقتصادات إلى العودة إلى الإغلاق جراء الموجة الثانية من الوباء. وذكر أن المستثمرين في القطاع النفطي يتطلعون إلى الحفاظ على أموالهم آمنة في المستقبل وهم في وضع حرج في الوقت الحالي بسبب تعقد الأوضاع في السوق ما يتطلب إرجاء بعض القرارات الاستثمارية والحذر في التعامل مع بعض المشاريع الأخرى التي قد لا تكون مجدية في ظل الفترة الراهنة، مشددا على أهمية ترشيد القرارات الاستثمارية ودراسة الخيارات بشكل دقيق وصحيح. من ناحيته، يقول دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة تكنيك جروب الدولية، "إن تحالف "أوبك+" يبذل جهودا واسعة لاستعادة استقرار وتوازن الصحة ودعم علاقة صحية ومستدامة بين العرض والطلب خاصة في ضوء الاختلالات الحادة الراهنة التي تترجم إلى تقلبات سعرية متلاحقة وهو الأمر المتوقع استمراره خلال الفترة المقبلة لحين حدوث عوامل قوية داعمة لانتعاش الصناعة مرة أخرى وعلى رأسها التوافق الدولي على لقاحات فاعلة للسيطرة على الإصابات المتلاحقة بالوباء. وأضاف أن "الجميع على قناعة بضرورة التعاون والتنسيق لمنع تكرار تجربة انزلاق أسعار النفط الخام إلى المنطقة السلبية لأول مرة في التاريخ، التي حدثت في أبريل الماضي"، عادّا هذه الفترة كانت كارثية على صناعة النفط، حيث تلقت الاقتصادات المعتمدة على النفط ضربة مدمرة ولا يزال كثير منها يكافح من أجل التعافي". وترى أرفي ناهار مختص النفط والغاز في شركة أفريكان ليدرشيب الدولية، أن البعض يتوقع أن تكون أزمة كورونا بداية تغيير حقيقي في أولويات موارد الطاقة، لكن الأغلبية تتفق على أنه لا يمكن التخلي عن النفط تماما حيث لا يزال النفط جزءا حيويا ورئيسا في مزيج الطاقة، علاوة على أنه يوفر مئات الآلاف من فرص العمل، كما أنه يمثل عائدات مالية رئيسة تشتد الحاجة إليها للحفاظ على نمو اقتصادات كل الدول المنتجة. ولفتت إلى أن الاستعانة بكل موارد الطاقة بالتوازي ستكون مطلوبة في الفترة المقبلة وليس إحلال مورد محل الآخر، ولذا نجد من الطبيعي أن هناك عددا من الدول يدفع بأجندة خضراء جديدة للطاقة من خلال توجيه الإعانات إلى الاستثمارات في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من مشاريع الطاقة المتجددة بهدف المساعدة على تحفيز الاقتصاد وخفض انبعاثات الكربون في المستقبل، ما يسمح بالحد من مخاطر الكوارث المناخية. من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، تراجعت أسعار النفط يوم الجمعة بعد أن اجتاح الإعصار لورا قلب صناعة النفط في الولايات المتحدة في لويزيانا وتكساس دون أن يتسبب في أضرار واسعة النطاق لتبدأ الشركات استئناف الأنشطة. وانخفض خام برنت تسليم تشرين الأول (أكتوبر) أربعة سنتات ليتحدد سعر التسوية عند 45.05 دولار للبرميل في يوم حلول أجل العقد، ونزل الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط سبعة سنتات ليسجل 42.97 دولار. حقق خاما القياس مكاسب أسبوعية بنحو 1.5 في المائة وارتفع "غرب تكساس" للأسبوع الرابع على التوالي، وكان الخامان بلغا ذروة خمسة أشهر خلال الأسبوع مع تقليص المنتجين الأمريكيين إنتاج الخام قبل هبوب "لورا" بمعدلات تقارب المستويات التي صاحبت الإعصار كاترينا في 2005. وقال جيم ريتربوش، رئيس "ريتربوش" وشركاه، "تداول النفط اتسم بمكاسب قوية في مطلع الأسبوع في ظل ضخ قدر كبير من العلاوة السعرية للعاصفة في السوق قبيل الإعصار لورا، ثم أعقب ذلك محو كبير لعلاوة الإعصار إثر وصول العاصفة، حيث ظهر أن الأثر كان محدودا في إنتاج الخام البحري ونشاط مصافي التكرير". وأكد إيوجن فاينبرج المحلل في "كومرتس بنك" أن السوق عالقة في نطاق تذبذبات محدودة طال أمده على غير المعتاد، وفي أداء متناقض مع أسواق الأسهم، متابعا "حتى تراجع الدولار لم تتفاعل معه، لا يوجد نبض في أي من الاتجاهين، نادرا ما كانت تقلباتها محدودة هكذا ولفترة طويلة كهذه، على صعيدي العرض والطلب". ضرب الإعصار لورا، الذي خفض مستواه إلى منخفض مداري، في وقت مبكر يوم الخميس ولاية لويزيانا محملا برياح سرعتها 240 كيلو مترا في الساعة، ما أدى إلى تدمير مبان وسقوط أشجار وانقطاع الكهرباء عما يزيد على 650 ألف شخص في لويزيانا وتكساس، لكن مصافي التكرير لم تشهد سيولا ضخمة.

مشاركة :