«دبي للثقافة» تروي حكاية الغوص على اللؤلؤ عبر الحضارات

  • 8/31/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

من قصص الحضارات والثقافات المشوّقة، وما استلهمه منها الإنسان في تطوره عبر العصور، انطلقت هيئة الثقافة والفنون في دبي، «دبي للثقافة»، بجمهورها في رحلة سبرت أسرار حرفة الغوص على اللؤلؤ التي تشكل جزءاً من تراث الإمارات عبر ندوة افتراضية نظمتها في 12 الجاري، تحت عنوان «الغوص في الحضارات القديمة - الغوص والاستدامة». تحدث فـي الندوة مصطفى الفـــردان، تاجر اللؤلؤ، والمشرف على معرض «نوادر اللؤلؤ» السنوي، وباحث التراث جمعة خليفة أحمد بن ثالث الحميري.وحرص الفردان في بداية جلسته علـى توجيه الشكر الجزيل إلى سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة «دبي للثقافة»، وللهيئة، على استضافته في هذه الندوة المتخصصة في إحياء الموروث الحضاري للدولة.وروى الفردان حكاية مهنة الغـوص وتجارة اللؤلؤ، وما جمعه مـن علوم ودراسات بحثية حولها، مشيراً إلى أن تاريخ ارتباط هذه المهنة بأهل الخليج يعود إلى آلاف السنين. وعاد الفردان بالحاضرين إلى ملحمة جلجامش، أول ملك في الحضارة السومرية، وبطل مهم في ميثولوجيا حضارة بــلاد الرافديــن التي ترجع إلى 7500 سنة، والتي يقــول المؤرخون إن أول إشارة، أو ذكر للغوص هو ما جاء في هذه الملحمة.ألقى الفردان بعد ذلك الضوء على تاريخ حرفة الغوص على اللؤلؤ التراثية وطقوسها المميزة، لافتاً إلى أن موسمه كان يستمر أربعة أشهر يقضيها الغواصون بين الشقاء، والهلاك، وعندما ينتهي الموسم يكون (القفّال)، فيعود الجميع إلى ديارهم. وأشار إلى ما ترسخه هذه الرحلات من قيم الصبر وتحمل المشاق، والصعاب، وروح العزيمة والثبات، وقوة الإرادة التي تحلى بها الآباء والأجداد في سبيل تحصيل رزقهم.وعرّف الفردان الحاضرين بمسميات العاملين على متن السفينة من البحارة، ويرأسهم النواخذا، والجمع نواخذة، ثم يأتي الغواصون ثم «السيوب»، ثم بعض المراتب، ومنها النهام، وهو مطرب السفينة الذي يحصل على حصة أكثر من الغواصين من نسب الدخل الذي تحققه، نظراً لكونه يخفف من معاناة العاملين عليها. وأشار الفردان إلى أن هذه الصناعة تعرضت للكساد والتلاشي مع ظهور النفط الذي وفر فرص عمل كثيرة للخليجيين، بعيداً عن مخاطر البحر، وأهواله.وقـدّم الحميـري الشكر إلى «دبــي للثقافة» على تنظيم الندوة وإتاحة الفرصة أمام الجمهور للتعرف إلى هذا الجزء المهم من تراث الإمارات، مشيراً إلى أن الندوة تسلط الضوء على الكثير من المسميات والمفردات والفترات المرتبطة بمهنة الغوص على اللؤلؤ التي شكلت في حقبة من الزمن عصب الاقتصاد في الدولة.وقال: «رحلة الغوص على اللؤلؤ في الإمارات تميزت عن مثيلاتها في دول الخليج من حيث المدة الزمنية التي كان غواصو الإمارات يستغرقون فيها أربعة أشهر، بدلاً من شهر في بقية الدول. والغــوص على اللؤلؤ مهنة الآباء والأجداد، وهناك الكثير من التفاصيل والحقائق المثيرة المتعلقة بها التي تستحق الوقوف عندها». تاريخ غني أكدت الندوة أهمية إحياء هذا الموروث الثقافي البحري الذي يشكل أحد أعمدة الهوية الوطنية بوصفه تاريخاً غنياً يزخر بمدلولات وثقافات ومصطلحات ومقتنيات جديرة بالاهتمام والحفظ والتسجيل والدراسة والترويج لها عالمياً كتراث حضاري عالمي، لا يقل أهمية عن الموروثات التراثية الشعبية العالمية. وذكر ناصر جمعة بن سليمان، مدير حي الفهيدي التاريخي، أن الباحث التراثي جمعة خليفة أحمد بن ثالث الحميري من أهم الركائز الثقافية للمعلومات عن الغوص في الامارات، وأن له إصدارات عديدة في الغوص والحياة البحرية والبرية في الامارات . ولفت إلى أن مصطفي الفردان من المختصين في اللؤلؤ وأنه من عائلة عريقة عرفت بتجارته في الخليج منذ القدم .

مشاركة :