قال المعهد البرتغالي للعلاقات الدولية والأمن، في تقرير بعنوان الإمارات وإفريقيا في طريق الحرير الجديد، إن الإمارات تستثمر بقوة في القارة الإفريقية، وتحديدا في البنية التحتية، في وقت رسخت فيه مكانتها كمحور رئيسي في طريق الحرير الجديد، المتمثل في طرق التجارة بين الجنوب والجنوب التي تربط آسيا، والشرق الأوسط، وإفريقيا، وأميركا اللاتينية، والمقدر له أن يحدث ثورة في الاقتصاد العالمي. وأضاف التقرير أنه نتيجة لذلك فإن الإمارات بفضل موقعها الجغرافي المميز في مركز الممر التجاري الدولي، ودبي وجهتها الأرقى في العالم في حقلي النقل واللوجستيات، وسعت محفظتها التجارية إلى الحد الذي مكنها اليوم من التحكم بـ 80% من وارداتها، وصادراتها، وإعادة التصدير، ورسخت مكانتها كوجهة للاقتصادات الناشئة في آسيا ومناطق اخرى. جبل علي وقال التقرير ان ميناء جبل علي في دبي يعتبر تاسع أكثر الموانئ ازدحاماً في العالم، وواحدا من أكثر وجهات النقل البحري أهمية في العالم. علاوة على ذلك، فإن مطار دبي يحتل المركز الـ 7 في قائمة أكثر المطارات ازدحاماً في العالم، ورائداً متقدماً في عملية الربط الجوي. وساهم ترسيخ مكانة الإمارات كمحور للتجارة العالمية، مقرونا بحقيقة كونها محوراً للاستقرار في منطقة مضطربة، في جذب عدد من الشركات متعددة الجنسية لتأسيس مقار لها في دبي لإدارة عملياتها في إفريقيا والشرق الأوسط. التحول لإفريقيا أكد التقرير أن الإمارات عامة ودبي خاصة، عكفت على ترسيخ تواجدها في القارة الإفريقية. مقدرا حجم التبادل التجاري بين دبي وإفريقيا بـ 35.5 مليار دولار. ورغم غلبة النفط على هذه التجارة، إلا أن الروابط الاقتصادية اتسمت بالتنوع خارج إطار مصادر الطاقة، حيث ان التجارة غير النفطية مع إفريقيا بنسبة 700% منذ 2002، بزيادة 141% بين 2008-2013. وكانت التجارة في معظمها على شكل إعادة التصدير، مما حول القارة الإفريقية إلى سوق سريعة النمو كمجموعة لدبي. واستثمرت عدة شركات من الإمارات في إفريقيا خاصة في النقل، والموانئ، والمطارات، والاتصالات والسياحة. ووفرت تلك الاستثمارات محفزاً قوياً لتطور البنية التحتية في إفريقيا، والتي لعبت بدورها دوراً أساسياً في تطور ربط القارة داخلياً وخارجياً. وفي هذا السياق، فإن الاستثمار النشط في إفريقيا لموانئ دبي العالمية، رابع أكبر مشغل للموانئ عالميا، كان بمثابة عامل مغير لقواعد اللعبة، من حيث ان عمليات الشركة تعتمد على تطوير وإدارة موانئ في القارة، وتوفير التدريب لليد العاملة الإفريقية. النقل الجوي وعلى الصعيد ذاته قال التقرير ان الربط الجوي يعتبر عاملاً رئيساً في التطور الاقتصادي، والتكامل الإقليمي، والذي تلعب فيه طيران الإمارات دوراً أساسياً، في حقلي الشحن والمسافرين، في عدة أسواق إفريقية، مشغلة رحلات مباشرة إلى 25 وجهة إفريقية، وتعتزم استحداث طرق جديدة في القارة. وشكلت القارة الإفريقية قرابة 9.6% من إيرادات الشركة خلال السنة المالية 2013-2014، بنمو سنوي 15.1%. كما استقطبت دبي أعداداً متزايدة من رجال الأعمال الأفارقة، الذين يعتبرون المدينة- الدولة منصة انطلاق للتجارة مع إفريقيا. جذب بذلت غرفة تجارة وصناعة دبي جهوداً مضنية لجذب الشركات إلى دبي، وارتفع عدد الشركات المسجلة في الغرفة 171% بين 2008-2014. ونظمت الغرفة المنتدى الاقتصادي الإفريقي، ولديها مكاتب في إثيوبيا وغانا وتعزم فتح مكاتب جديدة في انغولا ونيجيريا وجنوب افريقيا وكينيا.