بحضور مهندس «صفقة القرن»، جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي وكبير مستشاريه، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الفلسطينيين إلى التفاوض على أساس الخطة الأميركية للسلام، معرباً عن تفاؤله بأن يؤدي الاتفاق مع الإمارات إلى تحفيز دول أخرى على المثل، وذلك عشية مفاوضات إسرائيلية - إماراتية رفيعة. أشادت الولايات المتحدة وإسرائيل، أمس، مجدداً، بمعاهدة السلام الموقعة مع دولة الإمارات التي يصل إليها اليوم وفدان أميركي وإسرائيلي رفيعا المستوى، على متن أول رحلة مباشرة لطيران «العال» الإسرائيلي تقلع من تل أبيب. وبعد يوم من إعلان الإمارات إلغاء مقاطعتها الاقتصادية لإسرائيل التي تأمل توقيع معاهدة سلام مع أول دولة خليجية الشهر المقبل، وصل إلى القدس الوفد الأميركي الرفيع الذي يضم كبير مساعدي الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنر، ومستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين، والمبعوث الخاص للشرق الأوسط آڤي بيركوڤيتش والمبعوث الخاص لإيران المنتهية ولايته بريان هوك. وأجرى الوفد مباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزيري الدفاع بيني غانتس والخارجية غابي أشكينازي. كوشنر وفي مؤتمر صحافي مشترك، أكد كوشنر أن «الشرق الأوسط تغيّر كثيراً منذ تولي الرئيس ترامب منصبه»، مضيفاً: «اليوم نحتفل بانطلاقة تاريخية للسلام في الشرق الأوسط». وأضاف كوشنر: «كتب الرئيس سيناريوهاً لشرق أوسط جديد، بدءاً من رحلته الرئاسية الأولى إلى السعودية وإسرائيل وروما. لقد عكس 20 عاماً من النتائج السيئة في الشرق الأوسط ووضع أسساً قوية للتقدم». وقال: «وصف الكثير من الناس حالة الشرق الأوسط بأنها ميؤوس منها، ولكن في الأسابيع الماضية، شعرت بالتفاؤل، والمرحلة الآن مهيأة لمزيد من الاتفاقات». ووصف كوشنر الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل «اتفاق إبراهيم» بأنه «خطوة عملاقة إلى الأمام»، مضيفاً أن الطريق لم يكن سهلاً للتوصل إليه. وكشف كبير مساعدي ترامب النقاب عن الإدارة الأميركية ستواصل «العمل على اتفاقات أخرى بين الدول العربية وإسرائيل». وكشفت صحيفة «يديعوت احرنوت»، أمس، إن «كوشنر، يعمل على إقناع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، للمشاركة في حفل توقيع الاتفاق الإماراتي ـ الإسرائيلي في واشنطن مع رؤساء دول الإمارات والبحرين ودول أخرى». وكانت «سي إن إن» أشارت إلى أن الهدف الأول من جولة كوشنر التي ستشمل إسرائيل والإمارات ومصر والمغرب وعمان والبحرين، هو إقناع قادة دول عربية بالمشاركة في التوقيع، الذي قد يعزز حظوظ ترامب الانتخابية، مضيفة أن دولاً عربية لا تزال متردة بهذا الشأن. نتنياهو بدوره، جدد نتنياهو وصف «اتفاق إبراهيم» مع الإمارات بالتاريخي معتبراً أن سيفسح الطريق لاتفاقيات مع دول أخرى في المنطقة. وأشار إلى وجود «لقاءات السرية بعيداً من الأضواء الإعلامية مع زعماء عرب ومسلمين من أجل تطبيع العلاقات مع إسرائيل». وقال إنه تحدث إلى مسؤولين من السودان وتشاد وسلطنة عُمان. وإذ تحدث عن تبادل تجاري وسياحي واسع وواعد مع الإمارات، أبدى نتيناهو استعداده التفاوض مع الفلسطينيين على أساس «صفقة القرن» التي سبق أن رفضها الفلسطينيون. وفي الشأن الإيراني، جدّد نتنياهو موقف بلاده الثابت بعدم السماح لطهران بالحصول على سلاح نووي». وقال «إننا ندعم المساعي الأميركية بتمديد حظر السلاح على إيران التي لن نسمح لها بتطوير سلاح نووي، وأدعو كل دول العالم لدعم الموقف الأميركي في رفض العدوان الإيراني». أوبراين أما مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين، فاعتبر في المؤتمر نفسه، أن «معاهدة إبراهيم هي أهم تطور في الشرق الأوسط منذ عام 1994 وستكون له انعكاساته الإيجابية على كل الشرق الأوسط». ولفت إلى أن خطة السلام التي اقترحها الرئيس دونالد ترامب تقترح دولتين فلسطينية وإسرائيلية، مشيراً إلى أن واشنطن تدعم قرار إسرائيل بوقف ضم أراض من الضفة الغربية. وشدد أوبراين على أن «أمن إسرائيل لا يزال يمثل أولوية قصوى في البيت الأبيض». «العال» وكانت سلطة المطارات الإسرائيلية أدرجت رحلة مباشرة لطيران شركة «العال» بين تل أبيب وأبوظبي في تمام الساعة العاشرة من صباح اليوم، وتحمل الرقم 971 وهو رمز الاتصال الدولي لدولة الإمارات. ونشرت «العال» صوراً للطائرة، وهي من طراز «بوينغ 900-737»، وكتبت لهذه المناسبة كلمة «السلام» باللغات الإنكليزية والعبرية والعربية أعلى نوافذ قمرة القيادة. وكانت الخطوط الجوية الإسرائيلية قدمت طلباً إلى السلطات السعودية عبر مجلس الأمن القومي في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية ووسطاء دوليين، للسماح لطائرة «العال» بالتحليق عبر أجوائها خلال رحلتها إلى أبوظبي. ونقل موقع «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلي، عن مسؤول رفيع المستوى في «إلعال»، إنه «بسبب وجود شخصيات أميركية، فمن المتوقع أن تحصل الطائرة على موافقة استثنائية من السلطات السعودية، ليتسنى لها العبور عبر أجوائها، في طريقها إلى الخليج العربي»، مشيراً إلى أنه «في حال عدم الموافقة، ستضطر الطائرة للوصول إلى الخليج العربي، متجاوزة البحر الأحمر وخليج عدن، مما سيمدد الرحلة بنحو ساعتين». وفي وقت لاحق، نقلت «رويترز» عن مصادر تأكيدها أن الطائرة ستعبر الأجواء السعودية. وفد دفاعي في سياق متصل، قال مسؤولون إسرائيليون، إن من المقرّر أن يتوجّه إلى الإمارات في الأسبوعين المقبلين، وفد من وزارة الدفاع وممثلين عن جميع وكالات الأمن والاستخبارات الإسرائيلية لمناقشة الجوانب الأمنية لصفقة التطبيع. وأنشأت إدارة ترامب حواراً أمنياً ثلاثياً بين الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات. ويأمل المسؤولون الإسرائيليون والإماراتيون أن يتّسع الحوار الأمني نتيجة الاتفاق. وسيرأس الوفد الإسرائيلي المدير العام لوزارة الدفاع الجنرال أمير إيشيل (القائد السابق لسلاح الجو) وسيضم الوفد ممثلين من الموساد والشين بيت والجيش ووكالات أخرى. وكان من المفترض أن يكون الجنرال إيشيل ومسؤولون دفاعيون آخرون جزءاً من الوفد الإسرائيلي الذي سيسافر إلى أبوظبي اليوم. وقال مسؤولون أن إسرائيل والإمارات والولايات المتحدة قررت فصل المحادثات الاقتصادية والمدنية المخطط لها اليوم، عن المحادثات الأمنية والاستخباراتية التي ستعقد في وقت لاحق في النصف الأول من شهر سبتمبر المقبل. وذكر بيان إماراتي، أمس، أن وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون الأمن الغذائي والمائي مريم المهيري بحثت هاتفيا مع وزير الزراعة الإسرائيلي ألون شوستر سبل التعاون في مجال الأمن الغذائي والمائي يوم الجمعة الماضي. وجاء، في البيان، أن الوزيرين «تعهدا بالتعاون في مشاريع تتعلق بالأمن الغذائي والمائي». من ناحيته، أعلن وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي أوفير أكونيس أمس، أن إسرائيل تأمل إقامة مراسم توقيع اتفاق تطبيع مع الإمارات في واشنطن بحلول منتصف سبتمبر المقبل. وقال أكونيس، في مقابلة مع تلفزيون «مكان»، إن حكومة نتنياهو تأمل أن تتم المراسم قبل رأس السنة العبرية الجديدة التي توافق يوم 18 سبتمبر. وقال الوزير الإسرائيلي: «نحن نتحدث عن اتفاقات تجارية قيمتها 500 مليون دولار في المراحل الأولى وهذا سيستمر في الزيادة طول الوقت». بايدن من ناحية أخرى، أكد المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن، أنه مع حل الدولتين، ويرفض نوايا إسرائيل ضم أراض فلسطينية. وحسب «وكالة الأنباء الفلسطينية» الرسمية (وفا)، تعهّد بايدن في وثيقة أصدرها أمس الأول، باستئناف العلاقات الدبلوماسية والدعم المالي للسلطة الفلسطينية، وإعادة المساعدات المالية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا».
مشاركة :