بكين - أجرت السلطات الصينية تحديثا على قواعد التصدير لإعطاء نفسها القول الفصل في البيع القسري لمنصة التواصل الاجتماعي تيك توك التابعة لمجموعة بايت دانس الصينية. وتعتبر هذه الخطوة أحدث تحرك في الحرب التجارية القائمة بين الصين والولايات المتحدة، لقطع الطريق أمام طموحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشل نشاط الشركات الصينية في البلاد. ولأول مرة تقوم بكين بهذا الأمر منذ العام 2008 حينما خضعت فيها اللوائح المتعلقة بالتصدير إلى التعديل، ما يعني أن الصينيين مصرون على تحدى القيود الأميركية مهما كلفهم ذلك من أجل الحفاظ على أعمال الشركات المحلية التي تعمل في الخارج. وأصدرت وزارة التجارة الصينية تعديلات على "قائمة التقنيات المحظورة أو المقيد تصديرها من الصين"، يتم بموجبها توسيع قيود التصدير لتشمل تكنولوجيا خدمة المعلومات الشخصية القائمة على تحليل البيانات وتقنية واجهة الذكاء الاصطناعي. ونسبت وكالة شينخوا الصينية إلى كوي فان، من جامعة الأعمال والاقتصاد الدولي الصينية قوله، إن "التعديلات الجديدة يمكن أن تشمل التقنيات الخاصة بشركة بايت دانس، التي يتبعها تطبيق تيك توك المنصة الرقمية المخصصة لمشاركة وتركيب الفيديوهات القصيرة". وأوضح أنه حتى لو لم يعد لدى بايت دانس حصة في تيك توك، فمن المحتمل أن تكون هناك بعض عمليات نقل التكنولوجيا التي قد تنتهك القواعد، ولم تعلق بايت دانس حتى الآن علي القواعد الجديدة. ورغم الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب الذي يجبر بايت دانس على بيع أعمال تيك توك في الولايات المتحدة إلى شركة أميركية في غضون 90 يوما، فإن قواعد التصدير الجديدة يمكن أن تمنح بكين القول الفصل في مسار أي عملية للبيع. ومنذ مطلع هذا الشهر، ضاعفت إدارة ترامب ضغوطها على بايت دانس للتوصل إلى اتفاق نهائي بشأن تخليها عن حصتها في تيك توك لصالح مايكروسوفت الأميركية في خطوة تعكس الإصرار على تقليص فرص المناورة خصوصا وأن البديل جاهز. وستصبح مايكروسوفت، التي تملك أيضا شبكة لينكد إن للتواصل الاجتماعي، منافسا رئيسيا لشركات عملاقة في مجال التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وسناب إذا نجحت في الاستحواذ على تيك توك. وذكرت رويترز في وقت سابق الشهر الجاري أن شركة بايت دانس تلقت اقتراحا من بعض مستثمريها، بما في ذلك شركتا سيكويا وجنرال أتلانتيك لنقل معظم ملكية تيك توك إليهم. وبموجب الصفقة المقترحة ستسيطر مايكروسوفت على عمليات تيك توك في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا. وقالت عملاق وادي السيلكون إنه سيضمن نقل كل البيانات الشخصية للمستخدمين الأميركيين لتطبيق تيك توك وبقائها في الولايات المتحدة.