تحقيق إخباري: أزدهار زراعة القمح في الريف اللبناني ينعش "خبز الصاج" القروي

  • 8/30/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حاصبيا ، جنوب لبنان 30 أغسطس 2020 (شينخوا) مع ساعات الفجر الأولى تبدأ الستينية دلة يحيى الملقبة "ملكة الصاج "رحلتها المحببة والشاقة مع خبز الصاج القروي ، فعليها تحضير وتأمين حوالي 250 ربطة خبز يوميا لزبائنها في العديد من المناطق اللبنانية وصولا حتى العاصمة بيروت. دلة التي عرفت خبز الصاج منذ طفولتها ،عززت مع تردي الأوضاع الاقتصادية وتراجع العملة الوطنية مخبزها القديم وحولته إلى مخبزعصري بامتياز في بلدتها "كفرشوبا" في القطاع الشرقي من جنوب لبنان، حيث زودته بمعدات حديثة من عجانة وقطاعة وفرامة تعمل بالطاقة الكهربائية و8 صاجات تعمل على الغاز إضافة لمستلزمات تحضير وتوضيب وتسويق الخبز. وأكدت دلة لوكالة أنباء( شينخوا) أن خبز الصاج أو "الخبز المرقوق" وصل في هذه الفترة إلى أوج عزه . وأضافت لقد دخل هذا الخبز في حالة من الأنتعاش الكبير وغير المسبوق في معظم الأرياف اللبنانية وهذا ما دفعها إلى رفع عدد العاملات في مخبزها إلى 11 عاملة. وقالت إن عودة المزارعين الكثيفة هذا العام لزراعة القمح البلدي ووفرة انتاجه أعطى دفعة قوية لهذه الصناعة، بحيث تكاثرت المخابز وبات خبز الصاج سلعة غذائية أساسية مطلوبة بكثافة في الأسواق. واعتبرت دلة أن خبز الصاج في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة والحجر المفروض بسبب"كورونا" بات مصدر كسب مادي مقبول لنسبة كبيرة من المواطنين في الريف اللبناني الذين وجدوا في هذه المهنة فرصة ذهبية لتحصيل رزقهم تزامنا مع البطالة التي تضرب معظم قطاعات الأنتاج. من جهته قال صاحب مخبز "الأمانة" في حاصبيا سليم حميدان لوكالة أنباء (شينخوا) إن صناعة خبز الصاج القروي انتشرت وتوسعت بسرعة لتصل إلى معظم المناطق الريفية. وأضاف حميدان لقد عادت ربات المنازل في القرى الريفية إلى العمل في خبز الصاج بعدما هجرته لسنين طويلة حتى كادت تنقرض بعدما سيطر خبز الأفران على السوق. أما فاضل الحاج علي صاحب محل تجاري في مدينة النبطية أشار لـ (شينخوا) إلى أن نسبة كبيرة من المستهلكين تخلت عن خبز الأفران لصالح خبز الصاج . وأضاف أكثرية الزبائن باتت تعتبر خبز الصاج الأفضل من حيث النوعية والجودة مع اعتماد الخبازين على طحين القمح البلدي في تحضيره . وكذلك تحول الكثير من أصحاب المطاعم إلى خبز الصاج في محاولة لجذب الزبائن، بحيث يختار هؤلاء مدخل المطعم لتركيز صاجة الخبز للفت الأنظار وإغراء الزبون، خاصة وأن رائحة خبز الصاج القروي التي تفوح في الأجواء تعطي نكهة خاصة ومميزة. وأشار صاحب مخبز (اللقمة الشهية) في ابل السقي جنوب لبنان سامر زين الدين لـ (شينخوا) إلى أن في مخبزه 14عاملة، أجرة كل منهن 30 الف ليرة يوميا أي ما يعادل 4 دولارات أمريكية حسب سعر الصرف في السوق السوداء. وأضاف العاملات تخبزن يوميا من 4 إلى 5 أكياس من الطحين، وزن كل كيس25 كيلوجراما ،ويعطي الكيس الواحد ما بين 60 إلى 70ربطة من الخبز، سعة كل منها 7 أرغفة على أن تباع الربطة للمستهلك بـ 5 آلاف ليرة لبنانية أي ما يعادل 65 سنتا أمريكيا. وأوضح المواطن الستيني محمود علام لـ(شينخوا) انه بات يزود الكثير من المخابز بالقمح البلدي ،وأنه للمرة الأولى منذ أكثر من ربع قرن عمل على زراعة حقله في سهل "الماري" بشرق جنوب لبنان الذي تبلغ مساحته دونمات بالقمح البلدي. وأضاف الكثير من أبناء الجنوب عادوا لزراعة أرضهم بمختلف أنواع الحبوب مع تردي الوضع الاقتصادي وفي محاولة للوصول إلى اكتفاء ذاتي. وجاءت هذه الخطوة بدعم من وزارة الزراعة اللبنانية ومن البلديات التي ساهمت في تحضير الأرض وإصلاحها وحراثتها وتقديم البذور مجانا. من جهتها أوضحت عليا الحاج صاحبة مخبز في "مرجعيون" أن معظم مخابز الصاج غير مرخصة من الجهات المعنية بالدولة اللبنانية. وطالبت بأدخال هذه المخابز ضمن اهتمام وزارة الاقتصاد، وتقديم المساعدات المطلوبة لدعم هذه الصناعة الريفية التي بدأت تستقطب أيدي عاملة في ظل البطالة المستشرية. وباتت هذه الصناعة تترعرع من جديد لتشكل بابا من أبواب الرزق لشريحة واسعة من أبناء الريف في ظل تردي اقتصادي يتزامن مع تصاعد خطر لمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19 ). وقال المزارع السبعيني سلام أبو عمر إن العودة إلى خبز الصاج يحيي التراث القروي القديم،الذي يعتبر فخر القرية اللبنانية وعنوان حياتها،علما أن هذا النوع من الخبز فيه الكثير من الحماية والغذاء الصحي الممتاز./نهاية الخبر/

مشاركة :