من على خشبة مسرح «العروس الساحلية» أزيح الستار عن فصول مسرحية درامية لتنضم إلى أكوام وأكوام من المسرحيات المشابهة لها في المضمون والمختلفة في العنوان والمعروضة على المسرح نفسه، هذه المسرحية كانت بعنوان «غائص في دهاليز المتاهة» وكان بطلها «حراج كيلو سبعة» فيما اختلفت الروايات حول مخرجها ما بين جهات معنية «أفَلت» وأخرى اكتمل بدرها. التراجيديا المملة والمتكررة التي يقدمها مخرجو أعمال مسرح «العروس الساحلية» طاولت «حراج كيلو سبعة» فترك يغوص في دهاليز المتاهة العينية والمعنوية فمن أراد الذهاب إليه عليه أن يتقي شر تلك المتاهات وأن يبحث عن مركبة رباعية الدفع وأن يشد رحاله ليتقي وعثاء الطريق وصعوبة الوصول إلى مبتغاه وعليه أن يصطحب البوصلة المغناطيسية وأن يحدث نظام الـ «GPS» لتكفيه شر المتاهة العينية ولينعم برحلة مغامرات آمنة نوعاً ما، من دون أن يغرق في دهاليز المتاهة وأن تكون رحلته الأولى للحراج آمنة. التوجه إلى «حراج كيلو سبعة» هو مغامرة مشوقة تبدأ من مكانه الذي يشابه مثلث «برمودا» في غموضه الذي يجب قبل التوجه إليه أن تسأل عن مكانه مرات عدة، لأن الأمر ليس سهلاً وإذا عقدت العزم فاستعن بالله وتحمّل عقبات المتاهة المعنوية التي يعيشها الحراج من انعدام في أبسط الخدمات فالطرق المؤدية إليه مملوءة بالحفر والشوارع يكتسيها الضيق ويعشعش فيها زحام السير المستمر إلى زحمة سير لسوء التنظيم المروري وانعدام في وجود اللوحات الإرشادية. وعند وصولك إلى السوق بعد أن اجتزت سلسلة من المغامرات ستجد نفسك في متاهة ليست لها نهاية أو بداية وسترى من العشوائية ما يذهل عقلك ويدهش عينك، فمن مستودعات متناثرة إلى أكوام من الأدوات المستعملة إلى محال تبيع كل شيء، هنا ملابس مستعملة وهناك «دلال» يصرخ بأعلى صوته «قرب ياولد..على عشرة..الزين عندنا» وفي الجوار عامل آسيوي يحمل عصا غليظة يضرب بها مفروشات عفى عليها الزمن تتطاير منها عواصف الأتربة وخلفه صاحب له من بني جلدته وضع «صاجاً» كبيراً وسط الشارع يعد عليه «الكبدة البلدي» كما يسوق لها. هذه المشاهد كانت من فصول مسرحية «غائص في دهاليز المتاهة» وهي التي دعت فهد الغنامي ليتحدث إلى «الحياة» «عانيت الأمرين كي أستطيع أن أصل إلى السوق فمكانه ليس واضحاً ولا توجد أية لوحات إرشادية تدل عليه، مضيفاً المكان يعاني من التوهان وقلة الاهتمام من الجهات المعنية والمكان تعمه الأوساخ من كل جانب ولم أر أي عامل نظافة». وزاد الغنامي: «ما لاحظته في هذا السوق هو العشوائية التي لا توصف ولابد من تنظيم لهذه الأسواق الشعبية ليتسنى للجميع أن يأتوا ويستمتعوا بالتسوق بكل راحة وهدوء». في المشهد الأخير للمسرحية كان البطل يغوص في دهاليز المتاهة ويصارع للنجاة ولكن دون جدوى ليرسم المخرج الحيرة على وجوه من شاهدوا المسرحية وسط نهاية محزنة.
مشاركة :