تطوير العشوائيات أحد الحلول لأزمة الإسكان

  • 7/26/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يوجد عندنا أحياء عشوائية في الشرقية وغيرها من مدن المملكة تقطنها العمالة المخالفة لنظام الإقامة، تجولت في أحد الأحياء العشوائية (الثقبة) وارتديت لباساً رياضياً ودخلت في شارع ضيق رائحته سيئة من كثرة النفايات، حارات ضيقة تكفي بالكاد لمرور شخص واحد، شبابيك متلاصقة، وبلوكانات مغلقة أشبه بالعلب، والأطفال لا يجدون سوى القمامة والشوارع الضيقة ملعباً لهم، ظروف قاسية في تلك الأحياء الفقيرة والمشهورة بعشوائيتها لو عايشها أحد الوزراء أو أحد المسئولين كيف سيكون شعوره؟! المارة في الشوارع الضيقة من غير سكانها خائفون ورائحة الفقر والمرض تنبعث من كل مكان، رائحة لا يعرفها إلا من قطن بتلك الأحياء الفقيرة، التقيت بمسن من الجنسية الأفريقية وعندما شاهدني ارتبك وخاف طمأنته بأنني لوحدي وأن ليس برفقتي أحد بعد ذلك حكى لي عن مأساتهم بأنه هو وثمانية أفراد نصفهم بنات يعيشون في شقة صغيرة واعترف بأنه مخالف لنظام الإقامة منذ 20 عاماً وهو يعمل بالخفاء وبناته أعمارهن فوق العشرين يعملن في البيوت كخادمات براتب شهري قدره 2500 ريال. وزاد أن الكثير من أبناء جلدته يعيشون جميعاً في منازل لا تصلح لحياة البشر في ذلك الحي، ودعته وخرجت قاصداً حي الخليج والعدامة بالدمام ولاحظت نفس المأساة، لكن أغلب السكان سعوديون لكنهم فقراء وتساءلت : لماذا غابت الأمانات والبلديات ووزارة الإسكان كل هذا الوقت عن تلك الأحياء وتطويرها والاستفادة منها في حل أزمة الإسكان؟ هل لا يعملون إلا لمصلحة الطبقة المخملية من المجتمع والأغنياء ساكني القصور والفيلات !! سكان العشوائيات في كل مدن المملكة ليسوا أحسن حالا من سكان المقابر في الدول الفقيرة فكلاهما في كفة واحدة، وهي كفة الفقر والحرمان والشقاء، والعشوائيات أصبحت مثل علب السردين المغلقة لا تستطيع سيارة مطافئ ولا إسعاف ولا شرطة أن تدخلها، فشوارعها ضيقة وملتوية مثل الثعابين. فقد أصبحت بما تحتويه من كافة السمات غير الحضارية والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية قنابل موقوتة، سرعان ما بدأت في الانفجار في صورة جرائم قتل ومخدرات واعتداءات ومخالفات لنظام الإقامة وإيواء للمطلوبين أمنياً، البنايات السكنية في الأماكن المذكورة في حالة ترد تام والبشر هناك يعيشون مع القطط والفئران في حالة تآلف تام وسعي مشترك على الرزق ولقمة العيش‏، أطفال العشوائيات خاصة مخالفي الإقامة محرومون تماما من أي من الخدمات التعليمية والصحية بجانب انخراطهم في سوق العمل في سن مبكرة لإعالة أسرهم. حيث تشاهدهم يعملون في الورش أو كباعة جائلين وعادة ما تلتقطهم العناصر القريبة من المخدرات سواء للتعاطي أو الاتجار أو التسول عند إشارات المرور. بالأمس القريب عُين وزير جديد للإسكان وهو مُطور عقاري ويملك فكراً شاباً قادماً من بيوت الخبرة العقارية قد تساعده خبرته في وضع حلول وخطط قصيرة وطويلة المدى لإزالة العشوائيات وتطويرها من خلال مشروع وطني تتبناه وزارة الإسكان بشكل عاجل لتهذيب وتطوير العشوائيات في مدن المملكة، وللقضاء على أزمة السكن يجب أن يشعر المسئولون في وزارة الإسكان بحجم المأساة التي يعيشها المواطنون الباحثون عن تملك السكن. ورغم الدعم السخي الذي تقدمه الحكومة للوزارة لكنها فشلت حتى الآن في التغلب على أزمة السكن وفي رأيي أن حل أزمة السكن وتملك المواطنين المساكن قرار سيادي بيد الدولة من خلال فرض رسوم على الأراضي البيضاء وإزالة العشوائيات وتطويرها وبناء مساكن ذات مواصفات وضمانات وجودة عالية لأن المطورين العقاريين ومن خلال تجارب لأناس تملكوا منهم فإن مبانيهم ليست بالكفاءة المطلوبة وغالية الثمن ومساحتها ضيقة لا تناسب المجتمع السعودي. إعلامي وكاتب مُتخصص في قضايا الشأن العام

مشاركة :