تواجه نيبال صعوبة في العودة إلى الوضع الطبيعي بعد الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 8800 شخص قبل ثلاثة أشهر ودمر نحو 600 ألف منزل، وأدى إلى تشريد مئات الآلاف من الأشخاص الذين يبحثون عن المياه والغذاء والمأوى. وتقول منظمة الصحة العالمية إن حوادث انزلاق التربة تعرقل وصول المساعدات إلى القرى الجبلية مؤكدة أنها تخشى انتشار الإسهال وأمراض أخرى تحملها المياه بسبب موسم الأمطار. وبحسب "الفرنسية"، فقد تضرر الاقتصاد الضعيف أصلا في نيبال بشدة بسبب الزلزال ويتوقع أن يشهد نموا سنويا بنسبة 3 في المائة وهي أدنى وتيرة يسجلها منذ ثمانية أعوام. وتدعو التوقعات في قطاعي الزراعة والسياحة إلى التشاؤم إذ إن المحاصيل دمرت والانهيارات التي حدثت في جبل إيفرست ومنطقة لانغتانغ المعروفة برحلات المشي في الجبال جعلا من المستحيل وصول السياح إلى الموقعين. ولإعادة هؤلاء السياح طلبت الحكومة من خبراء دوليين تقييم الأمن على مسارين معروفين جدا هما إيفرست وأنابورنا. ويقول مهندسو مجموعة "مياموتو" إن موقع أنابورنا لم يصب بأضرار جسيمة، وستة فقط من 250 من مراكز الاستقبال فيه تضررت ويمكن إصلاحها، أما نتائج تقريرهم عن إيفرست فستعرف في آب(أغسطس). وقال تولسي جوتام مدير إدارة السياحة إن أولويتنا هي توجيه رسالة إيجابية مفادها أن نيبال بلد آمن ويمكن السفر إليه، وإذا استغللنا الوقت المتبقي لطمأنة السياح، فلدى ثقة بأن السياحة ستسجل قفزة في الموسم المقبل الذي يبدأ في تشرين الأول(أكتوبر)، وتجتذب السياحة نحو800 ألف سائح سنوياً. وتقدر نيبال احتياجاتها لإعادة الإعمار بنحو 6.7 مليار دولار بينما وعدت الجهات الدولية المانحة بمنحها 4.4 مليار دولار. وتريد الحكومة وضع هذه الأموال تحت إشراف هيئة جديدة لكن بعض الجهات المانحة تخشى أن تؤدي البيروقراطية وغياب التخطيط إلى تأخير إعادة الإعمار. وبعد شهر من إطلاق الحكومة وعدا بتقديم مشروع دقيق لإعادة الإعمار، لم يتم إنشاء هذه الهيئة بعد بينما لم يتلق الناجون الذي خسروا بيوتهم سوى 150 دولارا من أصل ألفي دولار وعدت السلطات بها لإعادة إعمار منازلهم. وقال رام شارام ماهات وزير المالية "إن السنة المالية الجديدة بدأت ونقوم بتشكيل الهيئة المكلفة بإعادة الإعمار، ونحن في بداية إعادة الإعمار ووزراؤنا يعدون مشاريعهم". لكن في الوقت نفسه، استفادت نيبال من زيادة في التحويلات المالية من المغتربين في الخارج بنسبة 11.5 في المائة، وقد بلغت قيمتها 5.5 مليار دولار خلال 11 شهرا كما ذكر البنك المركزي. وكل سنة يغادر آلاف الشبان النيباليين بلدهم بحثا عن وظائف في الهند وجنوب شرق آسيا ودول الخليج، وأصبحت الأموال التي يقومون بتحويلها إلى عائلاتهم أكثر أهمية منذ الزلزال. ويبلغ معدل الدخل الفردي للمواطن سنوياً في نيبال 717 دولاراً، بينما يصل معدل الفقر إلى 25.2 في المائة. ويقول رابي بارال (41 عاما) وهو أحد المواطنين الذين دمرت منازلهم "إن الأمطار جعلت حياتنا أصعب لكن ليس لدينا خيار آخر، وأنوي الرحيل إلى الهند لكسب المال"، متسائلاً : "من أين يمكنني جلب المال إذا؟ يجب أن أعيل أسرتي وأعيد بناء منزلي".
مشاركة :