وكانت الخلية المكونة من 45 متهما مثلت أمام القضاء وتسلموا لائحة دعوى تمثلت في قيام المتهم الأول وهو زعيم تنظيم داعش الإرهابي بالسعودية، بالاتفاق مع قيادات التنظيم خارج المملكة على الدخول للمملكة لتولي شؤون عناصر التنظيم فيها وتنفيذ خطة التنظيم الإرهابي التي تستهدف تنفيذ عمليات تفجير وقتل متوالية ومتصاعدة تستهدف المقار الأمنية ورجال الأمن والمواطنين بقصد إثارة الفتنة وإضعاف الأمن وتمكين أفراد التنظيم الإرهابي من الدخول للمملكة والتحرك والانتشار فيها.اغتيال وتفجيروشملت القضية الجرائم التالية: تولى المتهم الأول قيادة عناصر تنظيم داعش الإرهابي داخل المملكة، واشتراكه في المواجهة المسلحة مع رجال الأمن في مركز سويف الحدودي بمحافظة عرعر، وتجهيزه لأربعة من عناصر التنظيم ممن يعملون تحت إمرته بالمال والأسلحة والأحزمة الناسفة للدخول إلى المملكة عبر حدودها البرية مع العراق، ونجم عن ذلك مواجهة مسلحة مع رجال أمن الحدود قتل ثلاثة منهم «رحمهم الله» وأصيب اثنان آخران.كما شملت: اشتراكه في اغتيال رجلي أمن «رحمهما الله» في شرق الرياض، واشتراكه في تفجير مسجد مركز التدريب لقوات الطوارئ بأبها ونجم عنها مقتل خمسة عشر من رجال الأمن ومقيمين «رحمهم الله» وإصابة سبعة آخرين، واشتراكه مع المتهم العاشر في تفجير عبوة ناسفة تستهدف دورية أمنية بالقرب من مركز شرطة محافظة ضرية وتوثيق ذلك تمهيدا لنشره إعلاميا من قبل التنظيم الإرهابي. واشتراكه مع المتهم العاشر في الهروب من دورية أمنية على طريق الدوادمي وإطلاق النار عليها.ضرر اقتصاديإضافة إلى اشتراكه في المواجهة المسلحة مع رجال الأمن أثناء مداهمتهم لوكر خليته الإرهابية في محافظة ضرما، واشتراكه في تفجير مسجد المشهد بمنطقة نجران، واشتراكه في تفجير مسجد الرضا نجم عنه مقتل خمسة أشخاص «رحمهم الله» وإصابة ستة وثلاثين آخرين، وتفجيره لعبوة متفجرة مصنوعة محليا أسفل أحد أنابيب النفط بمحافظ مرات لتفجيره بقصد إلحاق الضرر الاقتصادي بالمملكة وتصوير ذلك لنشره إعلاميا لصالح التنظيم الإرهابي، واشتراكه في الترصد لمقر الدوريات الأمنية بمركز نفي، واشتراكه مع عدد من الهالكين في تفجير عبوتين متفجرتين استهدفتا مركز شرطة الدلم، واشتراكه مع شخصين «هلكوا في مواجهة أمنية» في اغتيال العميد كتاب الحمادي، واشتراكه مع هالكين في مواجهة رجال الأمن بالأسلحة أثناء هروبهم منهم، وذلك بإطلاقه النار عليهم.عمليات انتحاريةكما شارك في إعداد أوكار كمأوى لأفراد خليته الإرهابية أحدها استراحة في محافظة ضرما والآخر منزل في حي المؤنسية بالرياض، والثالث مخيم في منطقة صحراوية بمركز الهرانية في عفيف، واتفاقه مع أحد المطلوبين على إدخال قرابة خمسمائة كيلو من مادة «T.N.T» إلى المملكة عبر أحد مهربي المخدرات، وشروعه في إدخال صاروخ «كنكورس» مضاد للدروع والدبابات تهريبا إلى المملكة عبر منفذ سويف الحدودي، وشروعه برفقة أشخاص «هلكوا في مواجهة أمنية» في اغتيال ضابط برتبة قيادية يعمل كمدير محافظة أو مركز شرطة قبل أسبوعين من القبض عليه، وتكليفه أحد المتهمين بتزويده بالهيكل الهندسي للمحكمة الجزائية المتخصصة للتخطيط باستهدافها بعملية انتحارية عن طريق حزام ناسف، وتكليفه المتهم الثلاثين بمرافقة أحد الهالكين للاستدلال على منزل قاض بالمحكمة الجزائية المتخصصة، لاستهدافه.صناعة المتفجراتوكلف أحد المطلوبين بصناعة حزام ناسف كبير هجومي لإحداث أكبر ضرر ممكن، وبعد صناعته قام بربط أحد المطلوبين بالمتهم الثلاثين ليتم نقل الحزام إلى المنطقة الشرقية لوجود انتحاريين هناك ولوجود حسينية محددة في محافظة الأحساء لاستهدافها، ورصده لمراكز شرطة ومراكز لأمن الطرق في عدد من المحافظات، وتكليفه لشخص برصد تحركات مدير مباحث إحدى المحافظات وتحديد مقر سكنه وعمله بهدف اغتياله، وكذلك صناعته المتفجرات وحيازتها، عن طريق جمعه لكميات كبيرة من الأسمدة الزراعية والمواد الكيميائية، وإجراء عمليات تحضير واستخلاص للمواد المتفجرة منها، واشتراكه في صناعة ثلاثة أحزمة ناسفة، وصناعة ثماني عبوات ناسفة، وعبوة لاصقة متفجرة، وقنابل يدوية متفجرة، وحيازتها، واشتراكه مع عدد ممن هلكوا في إحدى المواجهات الأمنية في حيازة ست قنابل يدوية وحزام ناسف شخصي، وتصنيعهم منها لاستخدامه في اغتيال العميد كتاب الحمادي «رحمه الله».منهج الخوارجوتمثلت التهم لأفراد الخلية ما بين انتهاج منهج الخوارج في التكفير، واستباحتهم للدماء المعصومة، والقيام بعمليات تفجير وقتل داخل المملكة تستهدف المواطنين بقصد إثارة الفتنة الطائفية وزعزعة أمن المملكة، وتجنيدهم آخرين للعمل لصالح تنظيم داعش الإرهابي داخل المملكة وشراء الأسلحة وكواتم الصوت، والاشتراك في عدد من جرائم الهجوم المسلح على جمع من المواطنين العزل في الشهر الحرام في قرية الدالوة بالأحساء، والمواجهة المسلحة مع رجال الأمن في مركز سويف الحدودي بمحافظة عرعر.اهتمام عالميوأكد «جاسم المشرف» المشرف العام على إدارة التشييع والعزاء لشهداء الدالوة، أن فاجعة الدالوة التي هزت العالم، ووضعت القرية الصغيرة الوادعة في واجهة الاهتمام العالمي، جعلت حالة الترقب لمصير المجرمين متنامية لدى الأهالي وجميع من عايش الحادثة. وأضاف: كان مستوى الجاهزية والتعاون من قبل الجهات الأمنية في أعلى درجاته، وجرى التعامل والتعاون مع إدارة الحدث، والمواساة من جميع مسؤولي الدولة وجميع أبناء الوطن، وتلك المواساة التي حولت الدالوة إلى ساحة استقبال لعشرات الألوف من المعزين، وكنا وما زلنا على ثقة بأن عدالة حكومتنا الرشيدة ستأخذ طريقها، ونحن ننتظر حكم الله في هؤلاء الشرذمة المجرمة.وأد الفتنةوقال شقيق الشهيد عادل الحرابة «ناجي الحرابة»: نحن عوائل شهداء الدالوة والمنصورة نعتبر النطق بالحكم من قبل المحكمة الجزائية المتخصصة على المجرمين الذين اغتالوا ظلما وعدوانا إخواننا وأبناءنا، تحقيقا للوعد الإلهي: «وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون»، وهو الأمر الذي كنا ننتظره بفارغ الصبر، فقبل ست سنوات فجعنا فيهم فلم تخمد جمرة فقدهم في قلوبنا، وقد آن للعدالة أن تأخذ مجراها في القتلة، ففيه سلوان لأهالي الشهداء رحمهم الله، وفيها ردع لكل من تسول له نفسه المساس بأمن بلدنا ووحدة أهله، نشكر دولتنا التي وأدت الفتنة وحمت المواطنين، وجرت الظالمين بحبل العدالة.جزاء عادلوقال خال الشهيد محمد البصراوي «خليفة المطاوعة»: «خبر الانتهاء من المحاكمة، وقرب إصدار الحكم النهائي في قضية الدالوة، خبر ننتظره بفارغ الصبر، لكي يلقى الإرهابيون جزاءهم العادل في ظل حكومتنا الرشيدة، والتي لا تتوانى في إحقاق الحق والعدل والضرب بيد من حديد على من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن والمواطن».دولة القانونوأضاف الناشط الاجتماعي جعفر السلطان: لحظة رغم طول انتظارها، إلا أن الجميع كان واثقا من أنها قادمة، فنحن في ظل دولة يحكمها القانون الذي يتساوى فيها كل أبناء الوطن بمختلف أطيافهم وتوجهاتهم، لقد كانت أصداء خبر إقفال باب المرافعات في القضية طيبة لدى الجميع، ليس فقط لذوي الشهداء أو أهالي الأحساء، بل شمل ذلك كل أبناء الوطن في أرجائه لأن فيه رسالة لكل عابث بأمن وأمان هذا الوطن أيا كان انتماؤه، سواء من الخارج أو من الداخل، ولا شك أن إحقاق الحق وتنفيذ القصاص العادل ضد كل من تسول له نفسه العبث بسلامة المواطن ومقدرات الوطن، هو مطلب الجميع، والهدف الذي تسعى وتجتهد الدولة بكافة أجهزتها وبتوجيهات من القيادة العليا في الوطن التي تحرص على تحقيقه وتسهر لتراه حقيقة، توفر الأمن والأمان والرخاء لكل أبناء هذا الوطن.. والحق يعود لأهله وإن طال الزمن.ردع الظلموقال المدير الإداري لإدارة التشييع والعزاء في حادثة الدالوة «طالب المطاوعة»: الحمد لله الذي انكشفت فيها الحقيقة كاملة وانجلت الغشاوة التي كانت تحيط بأهل الحق وأهل الدم بعد طول صبر التي كانوا ينتظرونها لست سنوات مضت في حادثة كانت الأكثر ألما على مستوى الوطن، والدماء البريئة التي سفكت فيها بغير وجه حق، والحمد لله الذي من علينا في هذه البلاد بقيادة خادم الحرمين وولي عهده الأمين -يحفظهما الله- بأن جعل من العدل ميزانا لأخذ الحق لأهله وردعا للظلم والبغي والجرم.شفاء الصدوروقال والد الشهيد عبدالله اليوسف «محمد اليوسف»: كلما مرت ليلة 10 محرم ومنذ 6 سنوات مضت تعود علي الذكرى بأنواعها أتذكر ولدي الذي خر صريعا أمامي وابن خالي وبقية الشهداء المضرجين بدمائهم والجرحى المروعين، وكنت أتضرع إلى الله أن يمكن الجهات الأمنية من الظفر بهؤلاء المفسدين في الأرض والمجرمين، وها نحن نقترب من اللحظة التي سيشفي فيها الله صدورنا بتطبيق حكمه.متهمون سوابقيذكر أنه في العاشر من محرم 1434هـ، أطلق 3 إرهابيين ترجلوا من مركباتهم وبحوزتهم أسلحة رشاشة وذخائر حية، مستهدفين مسجد «الدالوة» في الأحساء، وأطلقوا النار عشوائيا باتجاه المتواجدين في مدخل المسجد، وذهب ضحية الحادثة 8 أشخاص وأصيب 9 آخرون، وحينها أعلن اللواء منصور التركي المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية عن أن التنظيم الإرهابي «داعش» هو المسؤول عن الحادث، وأعلن عن القبض على زعيم الخلية المنفذة مروان الظفر، ولفت إلى أن منفذي العملية، وعددهم 4 أشخاص، من بينهم 3 سبق إيقافهم على خلفية قضايا انضمامهم للتنظيم، وأطلق سراحهم بعد انتهاء مدد محكومياتهم.مراسم التشييعوبدأت مراسم تشييع الشهداء الثمانية في الساحة المقابلة لمسجد المرتضى بالدالوة، وقد لفوا بعلم السعودية وهم: محمد عبدالله المشرف، حسن حسين العلي، زهير حبيب المطاوعة، مهدي عيد المشرف، عبدالله محمد اليوسف، محمد حسين البصري، عبدالله حسين المطاوعة وعادل عبدالله حرابة «من بلدة المنصورة»، وقدر عدد المشاركين في تشييع جثامين الضحايا بـ 250000 مشيع.
مشاركة :