خبراء لـ«الاتحاد»: الإمارات تجسّد السلام على أرض الواقع

  • 9/1/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد خبراء ومحللون سياسيون أن زيارة الوفد الأميركي الإسرائيلي لأبوظبي، خطوة جديدة على طريق تدشين علاقات اعتيادية تساعد على تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، موضحين أن الإمارات نموذج يُحتذى به في تجسيد السلام والتعايش وقبول الآخر. وأشار الخبراء لـ«الاتحاد» إلى أن ما يحدث في العلن وأمام الجميع يتسم بالشجاعة، ويدعم الاستقرار ضد ممولي الخراب في المنطقة، وينقل معاهدة السلام لمرحلة التطبيق لتتجسد على أرض الواقع، لافتين إلى أنها فرصة نموذجية أمام الفلسطينيين لاستئناف المفاوضات للتسوية السياسية، خصوصاً في ظل دعم الدول العربية والعالم لهذه الخطوة الإماراتية، التي نجحت في تجميد خطة الضم الإسرائيلية. قالت المحللة السياسية الأميركية إيرينا تسوكرمان: «إن هبوط أول طائرة تجارية قادمة من إسرائيل إلى الإمارات العربية المتحدة لا يمكن تسميته إلا بمرور السلام، ووصولها عنوان للسلام الدولي الذي حفز الجميع للمشاركة فيه»، مشيدة بسماح السعودية بمرور الطائرة عبر أجواء المملكة. وأضافت تسوكرمان لـ«الاتحاد»: «إن المفاوضات تصبح أكثر جدية بين أطراف بينهم حالة من السلام والعلاقات الثنائية الممتدة، بعيداً عن النزاعات والصراعات الإقليمية»، مشيرة إلى أن أطرافاً إقليمية ستبدأ في الانضمام لهذا السلام قريباً. وأكد سعيد عكاشة، خبير الشؤون الإسرائيلية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن هذه الزيارة متوقعة بعد اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل، موضحاً ضرورة وجود تحركات على الأرض لفتح المجالات جديدة للتعاون، وإقامة علاقات اعتيادية وبشكل طبيعي بين الدولتين. وأوضح لـ«الاتحاد» أن هذه الخطوة جيدة، وستتلوها كثير من الخطوات الأخرى المهمة لدعم السلام، بشكل يؤدي إلى تخفيف المخاطر في المنطقة وخدمة الفلسطينيين، مشيراً إلى أن مقاطعة الدول العربية لإسرائيل منذ عقود زمنية طويلة لم تؤدِّ إلى نتائج، لكن عند وجود علاقات يمكن ممارسة الضغط على إسرائيل. وشدد خبير الشؤون الإسرائيلية على أن اتساع عملية السلام يجعل لدى العرب قدرة للتفاوض في القضية الفلسطينية، غير أن ذلك يتطلب الواقعية السياسية من جانب الفلسطينيين، مشيراً إلى أن هذه الزيارة تدعم الاستقرار الإقليمي، وإيجاد حل للقضية الفلسطينية. وبحسب الخطة المعلنة للزيارة، فإن الوفد الذي يضم عدداً من ممثلي القطاعات المختلفة في إسرائيل، سيلتقي عدداً من ممثلي الجهات الحكومية في دولة الإمارات لبحث آفاق العلاقات وتعزيز العمل المشترك، ومناقشة فرص التعاون بين البلدين نتيجة معاهدة السلام. وأما الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فوصف زيارة الوفد الأميركي الإسرائيلي إلى أبوظبي بالتاريخية، مشبّهاً إياها بزيارة الرئيس المصري الراحل أنور السادات إلى إسرائيل. وأشاد فهمي بمضي دولة الإمارات في مسار السلام والاستقرار، موضحاً أنها تمنح فرصة واعدة لإعادة ترتيب الأولويات في منطقة الشرق الأوسط، بعيداً عن الصراعات. تسوية سياسية يرى عماد جاد، البرلماني المصري والخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن هذه الزيارة تأتي في سياق قرار الإمارات إقامة علاقات دبلوماسية اعتيادية مع إسرائيل، موضحاً أن وجود الطرف الأميركي، وتحديداً مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر المسؤول عن ملف الشرق الأوسط وعدد كبير من المسؤولين، يؤكد أن هناك فرصة نموذجية للجانب الفلسطيني للجلوس على طاولة المفاوضات بعد إجراء مصالحة داخلية. وشدد جاد لـ«الاتحاد» على أن هذه فرصة أمام القيادة الفلسطينية لاستئناف مفاوضات من أجل التوصل إلى تسوية سياسية، خصوصاً في ظل دعم الدول العربية والعالم لهذه الخطوة الإماراتية التي نجحت في تجميد خطة الضم الإسرائيلية. وأوضح جاد، وهو أيضاً باحث في الشؤون الإسرائيلية، أن هذه الخطوة الإماراتية تتسم بالشجاعة، إذ إنها تأتي في العلن، لافتاً إلى أنها تدعم الاستقرار والتكاتف في مواجهة ممولي الخراب في المنطقة.

مشاركة :