بيروت- كلّف الرئيس ميشال عون سفير لبنان لدى برلين مصطفى أديب تشكيل حكومة جديدة، بعد أن حصل على دعم غالبية النواب. وأعلنت المديرية العامة لرئاسة الجمهوريّة أنّ عون استدعى أديب لتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، تزامناً مع وصول الرئيس المكلّف إلى القصر الرئاسي. وبدا واضحا أن توافقا حصل خلال الساعات الماضية بين أبرز القوى السياسية لتسمية أديب. وتعهّد رئيس الحكومة المكلف بتشكيل حكومة "في أسرع وقت ممكن" تضمّ فريقاً "متجانساً من أصحاب الكفاءة والاختصاص"، وبإجراء إصلاحات أساسية يشترطها المجتمع الدولي لدعم بلاده. وقال في بيان تلاه من القصر الرئاسي "الفرصة أمام بلدنا ضيقة والمهمة التي قبلتها هي بناء على أن كل القوى السياسية تدرك ذلك وتفهم ضرورة تشكيل الحكومة في فترة قياسية والبدء بتنفيذ الإصلاحات فورا من مدخل الاتفاق مع صندوق النقد الدولي". وحاز السفير مصطفى أديب على 90 صوتا من أصوات النواب وامتنع سبعة نواب عن تسمية أي رئيس مكلف، وسمت كتلة الجمهورية القوية التي تضم 15 نائباً نواف سلام لتشكيل الحكومة كما سماه النائب فؤاد مخزومي، فيما سمى النائب ميشال ضاهر الوزيرة السابقة ريا الحسن لتشكيل الحكومة، وسمى النائب جهاد الصمد المهندس الفضل شلق لتشكيل الحكومة. سعد الحريري: هدفنا جميعا إعادة إعمار لبنان سعد الحريري: هدفنا جميعا إعادة إعمار لبنان وكان رئيس الوزراء السابق وزعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري قد دعا القوى السياسية اللبنانية إلى تشكيل الحكومة الجديدة من وزراء متخصصين وقال إنه يرشح السفير اللبناني في ألمانيا مصطفى أديب رئيسا للوزراء. واستقبل عون، صباح الاثنين، بالقصر الرئاسي في بعبدا سعد الحريري ورئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي اللذين رشحا مصطفى أديب لتأليف الحكومة. وقال الحريري بعد اجتماع مع الرئيس ميشال عون إن الحكومة الجديدة يجب أن تتشكل سريعا من وزراء اختصاصيين. وأضاف أن أهدافها يجب أن تتضمن إعادة إعمار بيروت بعد الانفجار المدمر الذي شهدته في الرابع من أغسطس آب. وقال ميقاتي "سميّت السفير مصطفى أديب رئيسا للحكومة ليكون من ضمن فريق عمل كامل متكامل من اختصاصيين وإذا حصل ذلك يمكن أن نعد اللبنانيين بمستقبل واعد". وتأتي هذه التطورات في خطوة تسبق بساعات قليلة الزيارة التي من المقرر أن يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان. ويعود ماكرون إلى بيروت مساء الإثنين، كما وعد خلال زيارته الأخيرة بعد انفجار الرابع من أغسطس المروّع، في محاولة ضغط جديدة لتشكيل "حكومة بمهمة محددة" تخرج البلاد من أزمتها العميقة. وسرعت القوى السياسية خلال الأسبوع الماضي مساعيها للاتفاق على رئيس حكومة مكلف استباقاً لزيارة ماكرون. وسيخلف أديب، المستشار السابق لنجيب ميقاتي والاستاذ السابق في الجامعة اللبنانية، رئيس الحكومة المستقيل حسان دياب. واستقالت حكومة دياب في العاشر من أغسطس بعد أربعة أيام على انفجار مرفأ بيروت الذي أوقع 188 قتيلاً وتسبب بإصابة أكثر من 6500 آخرين وألحق أضراراً جسيمة بعدد من أحياء العاصمة. ولا يعني توجّه لبنان الى تكليف رئيس جديد للحكومة أن ولادة الحكومة باتت قاب قوسين. وغالبا ما تستغرق هذه المهمة عدة أسابيع أو حتى أشهر، بسبب الانقسامات السياسية والشروط والشروط المضادة. وبرغم مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على الانفجار، لم يتبدل المشهد السياسي ولم يدفع أياً من القوى السياسية إلى تقديم تنازلات أو إلى التنحي، وهو ما يطالب به عدد كبير من اللبنانيين الغاضبين الذين يحملون الطبقة السياسية مجتمعة مسؤولية الانفجار بسبب فسادها واستهتارها. إيمانويل ماكرون يطالب القوى السياسية اللبنانية بإقرار "ميثاق سياسي جديد" وإجراء إصلاحات عاجلة إيمانويل ماكرون يطالب القوى السياسية اللبنانية بإقرار "ميثاق سياسي جديد" وإجراء إصلاحات عاجلة ولعلّ المتغير الوحيد هو تحديد عون موعداً للاستشارات الملزمة، في خطوة قال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط إنها جاءت "حياء" قبل وصول ماكرون. وتستمر زيارة ماكرون يومين وتتخللها لقاءات سياسية، وهي الثانية له بعد زيارة أولى في السادس من أغسطس طالب خلالها المسؤولين اللبنانيين بإقرار "ميثاق سياسي جديد" وإجراء إصلاحات عاجلة. ووعد ماكرون بالعودة مطلع سبتمبر لـ"تقييم" التقدّم الذي تمّ إحرازه. ولم يكن اختياره هذا الموعد من باب الصدفة، إذ يتزامن مع إحياء الذكرى المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير خلال فترة الانتداب الفرنسي. ودق ماكرون ناقوس الخطر الجمعة محذراً من "حرب أهلية" في لبنان "إذا تخلينا عنه". وقال من باريس "إذا تخلينا عن لبنان في المنطقة وإذا تركناه بطريقة ما في أيدي قوى إقليمية فاسدة، فستندلع حرب أهلية" وسيؤدي ذلك إلى "تقويض الهوية اللبنانية".
مشاركة :