مقالة خاصة: زراعة الأرز "الهوائي" تظهر نتائج أولية واعدة في سوريا

  • 9/1/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أظهرت زراعة الأرز "الهوائي" في المراحل التجريبية الأولية بمحافظة طرطوس الساحلية في سوريا نتائج إيجابية واعدة يمكن أن تكون ذات قيمة اقتصادية جيدة في بلد مستورد للأرز ويخضع لعقوبات اقتصادية من قبل الدول الغربية. والأرز الهوائي المتحمل للجفاف أو غير المغمور بالمياه، يختلف عن الأرز الذي يزرع في الحقول المنخفضة والذي تغمره المياه. وتستورد سوريا جميع احتياجاتها من الأرز بالعملة الصعبة، حيث لا توجد زراعة أرز عريقة في البلاد، وبدأت دراسات الأرز الهوائي في عام 2008 بينما في عام 2010 بدأت التجارب الميدانية على الأرض في حوض الفرات في شمال سوريا. وفي عام 2015، تم نقل المشروع إلى سهل عكار بريف محافظة طرطوس شمال غربي سوريا حيث يتناسب المناخ والتربة وكذلك الرطوبة. واستمرت التجربة في "محطة بحوث زاهد" التي تديرها الحكومة السورية في محافظة طرطوس الساحلية حتى عام 2019، وتم اعتماد 4 أصناف فقط من بين 19 صنفاً وذلك من قبل لجنة الاعتماد في وزارة الزراعة السورية. والبذور الأربعة المختارة هي من أصول وراثية مختلفة، وهي مصرية وأفريقية وإيطالية وصينية. وقال رئيس محطة الزاهد لأبحاث المياه والري سمير الأحمد لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن هذه التجربة تمت العام الجاري على مساحة من الأرض بهدف مضاعفة البذور الأربعة المعتمدة. وتابع يقول إن التجربة سيتم حصادها قريبًا وسيتم تسليم بذور الأرز إلى "مؤسسة إكثار للبذار". بعد ذلك، سيتم تسليم البذور للمزارعين لبدء زراعة الأرز الهوائي في أراضيهم في سهل عكار بحلول عام 2021. وأشار الأحمد إلى أنه في غضون عامين، إذا نجحت النتائج ، فسيتم زرع البذور في مناطق سورية أخرى. وقال الأحمد إن مشروع حصاد الأرز "واعد" بعد كل التجارب، مشيرا إلى أنه في حال نجاح المشروع بشكل كامل فإنه يمكن أن يعود بفائدة اقتصادية على البلاد ويوفر العملة الأجنبية التي تنفق على واردات الأرز. وأوضح أنه "من خلال هذا المشروع الذي يعتبر بداية أو نواة جديدة، نحاول سد فجوة الاستيراد جزئيًا، وإذا نجحت هذه التجربة يمكننا توفير بعض العملات الأجنبية خاصة في الظروف التي تمر بها البلاد" . وأضاف أنه مع تنمية محاصيل الأرز الهوائي، "يمكننا تغطية ما يصل إلى 50 في المائة من واردات الأرز وهذا شيء جيد لأن أي ادخار سيكون جيدًا ويصب في مصلحة البلاد". وقال الأحمد إن تكلفة الأرز الهوائي ستجعله في متناول السوريين عندما يجد طريقه أخيرًا إلى رفوف المتاجر في السوق المحلية. وأضاف أن تكلفة الحصول على الأرز غير المقشر وتكلفة ما بعد الإنتاج ستكون نصف ما يدفعه السوريون حاليًا لشراء الأرز المستورد. لكن الأحمد أشار إلى معوقات تواجه المشروع، أبرزها نقص معدات طحن الأرز، وهي خطوة حاسمة في مرحلة ما بعد إنتاج الأرز. والهدف الأساسي من نظام طحن الأرز هو إزالة القشور وطبقات النخالة، وإنتاج نواة أرز بيضاء صالحة للأكل ومطحونة بشكل كافٍ وخالية من الشوائب. وقال "إذا كان إنتاج المزارعين كبيرًا، فلن تكون الآلات الموجودة بالفعل كافية". وتابع الخبير الزراعي يقول إن المشكلة الثانية هي أن محطة الأبحاث تستخدم نظام الري بالتنقيط في اختبار البذور الأربعة وهذا النظام المحدد قد لا يتوفر في أراضي المزارعين. وتابع "ربما لا يتمكن المزارعون من إقامة نظام الري هذا وسيتعين عليهم إيجاد طرق أخرى متوافقة". وفي الجانب المشرق للأمر، قال الأحمد إنه من خلال ملاحظتهم، لن تكون هناك مشكلة في المياه في سهل عكار. وأضاف أن بعض طلاب الجامعات يقدمون نماذج أولية للآلات التي يمكن استخدامها لطحن الأرز. وفي غضون ثلاث سنوات، يتوقع أن يحصل السوريون على الأرز الهوائي على أطباقهم في المنزل .

مشاركة :