وش إجرام| قتل أمه ومشي في جنازتها.. حكاية جريمة الابن الضال في عابدين

  • 9/1/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

"الجنة تحت أقدام الأمهات".. ولكن هناك أشخاص تخلوا عن جنتهم وأرادوا الشقاء، أصابهم الجحود لدرجة قتل أمهاتهم بطرق بشعة متجردين من الإنسانية والرحمة، في مشاهد لم تكن مستوحاة من مشاهد افلام الأكشن ولا الخيال السينمائي الأجنبي، بل وقائع حدثت بالفعل على ارض الواقع الذى نعيشه، كانت آخرها واقعة مؤسفة كشفت عنها أمن القاهرة أمس الاثنين، إذ أقدم موظف على قتل والدته خنقا، وتهشيم رأسها بمنطقة عابدين، والذي حاول تضليل رجال الأمن لإبعاد الشبهة من حوله، لكنه لم يدر أن هناك جملة دارجة يحفظها كثيرون عن ظهر قلب، تقول "لا توجد جريمة كاملة" وهو ما يشير إلى أنه مهما بلغت احترافية الجاني لا بد من ارتكابه خطأ أو هفوة تقود رجال الشرطة إلى فك اللغز، وهو الأمر الذي تحقق في تلك القصة بالفعل، لتبدأ بعدها سلسلة من الأحداث تكشفت عنها العديد من المفاجآت." بلاغ للشرطة"داخل مكتبه في الطابق العلوى المخصص لوحدة المباحث، كان المقدم مصطفى البلتاجي، رئيس مباحث قسم شرطة عابدين، قد وصل للتو، ويفحص أوراق قضية قيد التحقيق، ليقطع انهماكه في العمل صوت جهاز اللاسلكى القابع أمامه معلنا بداية ساخنة ليوم عمل جديد:" فيه بلاغ من موظف بالسكه الحديد يدعي " هانى. م"، يفيد باكتشافه مقتل والدته وسرقة ريسيفر وأجهزة إلكترونية يا فندم "، اعتدل الضابط في جلسته لأهمية المعلومة التى تلقتها أذناه للتو وأمسك هاتفه ليخطر اللواء نبيل سليم، مدير مباحث العاصمة بالواقعة، ليأمر بسرعة الانتقال وفحص البلاغ والوقوف على ملابساته."مسرح الجريمة "خلال دقائق معدودة انتقلت قوة أمنية من وحدة المباحث، على رأسها المقدم مصطفى البلتاجي، لمسرح الجريمة، وفور وصوله عاين الضابط الشاب مداخل ومخارج الشقة، وأطلع مدير المباحث على ما يدور بمسرح الجريمة، وأن الجثة لسيدة مسنة وبها آثار خنق، وتهشيم بالرأس، وسحجات بالوجه، وتبين وجود بعثرة بمحتويات الشقة واختفاء بعض الأجهزة الإلكترونية،  ليوجهه بسماع أقوال شهود العيان ومراجعة كاميرات المراقبة بمحيط الجريمة." من الجاني ؟"48 ساعة كاملة قضاها رئيس مباحث قسم شرطة عابدين بمسرح الجريمة بحثا عن إجابة للسؤال الأبرز "من الجاني؟"، للوصول لطرف خيط يقوده إلى حل القضية، إذ استمع لأقوال العديد من قاطني المنطقة وحرص على تفريغ كاميرات المراقبة المُثبتة بالمحلات في المنطقة فضلا عن فحص علاقات الضحية والوقوف على وجود خلافات بينها وآخرين ترقى لارتكاب الجريمة، حيث أكدت التحريات أن المجني عليها تتمتع بدماثة الخلق وحب واحترام الجميع، إلا إن التحريات آنذاك رجحت تعرضها للقتل بغرض السرقة؛ وقيدت القضية ضد مجهول."خيط الجريمة "أول خيوط القضية كانت ورود معلومات لرئيس مباحث قسم شرطة عابدين، من أحد المصادر السرية، التي كلفها بمراقبة محيط موقع الجريمة، تفيد بتردد سيدة على منزل نجل السيدة المتوفية حديثا، وتضرر الأهالي من ذلك، الأمر الذي أثار الشكوك في نفوس ضباط المباحث تجاه الابن، وبعمل التحريات بدت الصورة جلية أمام رجال المباحث، وأصبحت الصورة أكثر وضوحا، وبات فريق البحث الجنائي على يقين أن هناك ثمه أمر مريب في تلك العلاقة، فكانت الخطوة التالية هي تكثيف التحريات وجمع المعلومات عن المشتبهم بهم، وعقب تقنين الإجراءات القانونية واستصدار إذن من النيابة العامة، انطلقت قوة أمنية، ونجحت في ضبطها، وتم اقتيادهم إلى القسم للتحقيق، ليقر بارتكاب الواقعة."اعترافات"بصوت متحشرج وعرق يتصبب من جبينه، روي الابن، لرجال المباحث تفاصيل قتله لوالدته قائلا:" كنت أنوي الزواج من تلك السيدة، بعد تطليقها من صديقي، إلا أن المجني عليها (والدته) رفضت إتمام الزيجة بسبب سوء سلوكها، مستطردا:" أمي قالت لي عيب عليك.. دي مرات صاحبك".وأشار المتهم في اعترافاته إلى أن والدته هددته بإبلاغ صديقه بما ينوي عليه ابنها، ما دفعه للتخلص منها حيث استغل نومها وقام بخنقها بواسطة (مخدة) إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة، ثم قام بإخفاء بعض محتويات الشقة لتضليل رجال المباحث"، ليجسد المثل القائل:" قلبي على ولدي انفطر وقلب ولدي عليا حجر"، بعدما هانت عليه من جادت بروحها وضحت بسعادتها في كثير من الأحيان، فقط رغبة منها في توفير الراحة والحنان له، فلم يرتجف قلبه لتوسلاتها، واستمر الابن الضال في تنفيذ جريمته ولم يترك لها فرصة واحدة للنجاة، وبعد تنفيذ الجريمة خرج من المنزل على أمل ألا ينكشف أمره، لكنه لم يعلم أن عدالة السماء كانت تقف له بالمرصاد ليتم كشف الحقيقة،، ويسدل الستار على واحدة من أبشع الجرائم التي أضحت حديث الساعة داخل منطقة عابدين.

مشاركة :