دبي: «الخليج» نظم المنتدى الثقافي في ندوة الثقافة والعلوم في دبي، مساء أمس الأول الاثنين، جلسة افتراضية بعنوان «أسرار وحكايات رواية أولاد حارتنا»، لنجيب محفوظ، استضاف فيها المنتدى الكاتب محمد شعيب، الذي أصدر كتابا بعنوان (أولاد حارتنا.. سيرة الرواية المحرمة)، وعدداً من الوجود الأدبية، والنقدية.قدمت للجلسة الكاتبة والإعلامية عائشة سلطان بقولها: «نجتمع اليوم في حضرة علم بارز من أعلام الأدب العربي وبطل حقيقي وملهم ومجدد من أبطال العالم السردي، هو الأديب نجيب محفوظ الذي تجاوزت أعماله ما بين الرواية والقصة والمسرحيات والسيناريوهات السينمائية. بدأ الكتابة في ثلاثينات القرن الفائت حتى قبل وفاته بعامين في 2006، ونال خلالها الكثير من الجوائز والميداليات والأوسمة، ولعل تتويجه بجائزة نوبل عام 1988 كان المكافأة الأفضل لمسيرة أدبية حافلة».وعن سؤال سلطان لمحمد شعيب: ما الذي بقي من نجيب محفوظ وتعتبره جديداً ولم يكتب سابقاً ودونته في كتابك «أولاد حارتنا سير الرواية المحرمة»؟ رد قائلاً: إلى حد قريب كنت أتصور أن ما كتب عن محفوظ هو غزير جداً، ولا حاجة لكتابة الجديد، لكني مؤمن بمفهوم محمود دروريش الذي يرى أن الكتابة رحلة، والرحلة بحد ذاتها تظل أجمل من الوصول، يقول درويش: «الطريق إلى البيت أجمل من البيت نفسه».. وحين بدأت أحضر لكتاب عن محفوظ لاحظت أن الدراسات النقدية التي ألفت حول الرواية كبير جداً، كان في ذهني كتابة سيرة ثقافية لمدينة القاهرة من خلال نجيب محفوظ، لكني اكتشفت أن محفوظ أشبه ببحر من الرمال العظيمة، التي تحتاج إلى أن تغوص فيه لتكتشف من خلال ذلك أشياء عظيمة، وأنا اكتشفت أن محفوظ لم يُقرأ جيدا، كذلك سيرة طفولة محفوظ لم تكتب بشكل واضح، كانت البداية تدور حول كتابة فصل عن حياة محفوظ، لكن وأنا أتتبع سيرة محفوظ اكتشفت مثلاً العرض الذي قدمته مجلة الإذاعة لنشر حلقات رواية أولاد حارتنا مسلسلة عبر الأثير، وهو العرض الذي فشلت فيه المجلة، بينما نجحت فيه «الأهرام» عام 1959.وفي سؤاله عن كون الجماعات المتشددة هي دائماً ما تقوم بممارسة الرقابة والقمع، في ظل مناخ ثقافي وفني ومسرحي عاشته مصر في تلك الفترة،، أجاب شعيب: كان هناك جهات عدة ثقافية وسياسية تآمرت على محفوظ لأسباب شخصية كالغيرة، والحسد، وغيرهما، ومن ذلك مجموعة العرائض التي وصلت إلى الرئيس السابق جمال عبدالناصر تطالب بمنع الرواية من النشر، وكتبها أدباء ورجال دين، ومن ذلك أيضاً الهجوم الذي شنته عليه بعض الصحف، كانت «أولاد حارتنا» نموذجاً للرواية التي تعرضت لكل أشكال الرقابة والقمع في مصر، والوطن العربي.شارك في النقاش مجموعة من النقاد والكتاب العرب بينهم الناقدة هالة يونس التي رأت أن «أولاد حارتنا» رواية لا تستحق المنع لأنها ذات تأويلات وتفسيرات عدة، وأيضاً الناقدة أمينة عبدالمجيد التي قرأت الرواية بمفهوم جديد.
مشاركة :