هل يتساوى أن تُحِب أو تُحَبّ؟

  • 9/2/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بعد أن تقطع شوطاً طويلاً من عمرك تأتيك كثير من الأسئلة والتي ما كانت لتأتي لولا أن ناهزك النضج، ولعل من شطحات النفس أن يأتي سؤالها على محمل الجد عند كل أمرٍ عاطفي، كأن تقول لك نفسك، هل المسألة في داخلك أن تُحِب أم أن تُحَب؟  وهنا ستقف على مسافة من نفسك تختبر فيها فعلك العاطفي، أيهما أزكى لك، وأيهما أطعم، فإذا ما نظرنا للفعل الأول والذي يكون فيه الشخص هو المُحِب فإنه إلى درجة ما سهلٌ جداً، فمن السهولة بمكان أن يُحِب الشخص طرفاً آخر، وإن كان الحُب ليس اختياراً على وجه التحديد، فبوصلة القلب صادقةٌ دائماً في الحُبِ والكُره، ولكن فلنُسلِّم بأن الشعور الذي تملكه أسهل وأفهم لك من الشعور الذي في قلب غيرك، بالتالي فإنه سهلٌ أن تُحِب من أن تُحَب، لأن الثانية تحتاج إلى دليل.. ستقول قلبي دليلي لن يكفي برهانك أكثر من كونه إرهاصة قلب، فالحقيقة لا يُمكن تأكيدها ما لم تمُر بها وتعيشها لتُصبح شيئاً منك.  يقول جبران خليل جبران: "المحبة لا تُعطي إلا نفسها، ولا تأخذ إلا من نفسها، المحبة لا تملك شيئاً ولا تُريد أن يملكها أحد، لأن المحبة مكتفية بالمحبة"، ويقول أيضاً: "ولكن إذا أحببت وكان لا بُد من أن تكون لك رغبات خاصة بك فلتكن هذه رغباتك، أن تذوب وتكون كجدول متدفق يُشنِف آذان الليل بأنغامه، أن تخبر الآلام التي في العطف المتناهي، أن يجرحك إدراكك الحقيقي للمحبة في حبةِ قلبك، وأن تنزف دماءك وأنت راضٍ مغتبط، أن تنهض عند الفجر بقلب مُجنح خفوق، فتؤدي واجب الشكر مُتلمساً يوم محبة آخر، أن تستريح عند الظهيرة وتُناجي نفسك بوجد المحبة، أن تعود إلى منزلك عند المساء شاكراً، فتنام حينئذ والصلاة لأجل من أحببت تتردد في قلبك، وأنشودة الحمد والثناء مرتسمة على شفتيك". هنا أعتقد سيأتي حبيبُك وسيقول لك من أجل هذا سأُحِبُك.. عندها سيتساوى المُحِب مع المُحَب. محمد الزيلعي

مشاركة :