كشفت مصادر برلمانية ليبية عن اجتماعات مرتقبة بين وفد من مجلس النواب الليبي، والمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، مطلع الأسبوع المقبل، للتشاور حول تفعيل العملية السياسية في ليبيا بعد الإعلان عن قرار وقف إطلاق النار منذ شهرين. وأكدت المصادر لـ«الاتحاد»، أن الرباط ستحتضن الاجتماعات بعد وساطة روسية، مشيرة إلى أن الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا ستيفاني وليامز تدعم هذه التحركات، ولافتة إلى أن الاجتماعات ستناقش سبل تفعيل الحل السياسي والتشاور حول آلية تغيير شخصيات تتولى قيادة المؤسسات السيادية. وأوضحت المصادر أن وفد مجلس النواب الليبي يضم النواب يوسف العقوري، عصام الجهاني، إدريس عمران، الهادي الصغير، مصباح دومة، عادل محفوظ، مشيرة إلى دور المبعوث الخاص لرئيس المجلس عبد الباسط البدري في ترتيب اللقاءات بالمغرب. ولفتت إلى أن الاجتماعات تشكل بداية لكسر الجمود السياسي في ليبيا منذ ما يقرب من عام ونصف، مشيرة إلى أهمية دعم تحركات البعثة الأممية لاستئناف اجتماعات اللجنتين السياسية والعسكرية. إلى ذلك، قال رئيس مؤسسة «سلفيوم» الليبية إن تكرار العمل لحل الأزمة الليبية سياسياً بنفس الأسلوب والأدوات يحصد نفس النتائج، معرباً عن استغرابه لإصرار بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على اتباع نفس النهج والأدوات، وهي تعلم مسبقاً أنها ستحصد نفس النتائج. وأوضح لـ«الاتحاد» أن مخرجات مؤتمر برلين التي تحولت إلى قرار مجلس الأمن 2510 بدأت بالمسار الأمني والعسكري بالتوازي بين وقف إطلاق النار، وحل الميليشيات المسلحة وأوكل التفاوض حولهما إلى لجنة 5+5 وكذلك إعلان القاهرة، فالمسار الأمني والعسكري أولاً. وانتقد الدعوة لحوار سياسي مع استمرار التحشيد، ووصول 3 طائرات شحن عسكري عملاقة تركية إلى قاعدة الوطية والكلية الجوية في مصراتة، فهذا أولاً مخالف لما اتفق عليه في برلين والقاهرة أولاً، ثم هو بالتأكيد ليس أبداً من إجراءات بناء الثقة، بل هو إجراء هدم الثقة، وبالتالي سيكون مجرد كسب الوقت للتمهيد لعملية عسكرية للسيطرة على منطقة الهلال النفطي. وبحث رئيس حكومة «الوفاق» فايز السراج ووزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو خلال لقائهما في طرابلس أمس سبل تنفيذ ما جاء في البيان الذي أعلنه السراج ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح من نقاط اتفاق لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، ونزع السلاح بمنطقتي سرت والجفرة، ورفع الإغلاق عن المناطق النفطية. وأوضح المجلس الرئاسي أن الجانبين اتفقا أن الوقت حان لبدء العملية السياسية، وأن يترجم المجتمع الدولي تأييده للبيانيين إلى دعم فعال للحل بمساراته السياسية والعسكرية والاقتصادية، وضرورة الإسراع برفع الإغلاق عن المواقع النفطية. كما التقى السراج، مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الذي قال «إن ليبيا تبقى أولوية مطلقة للاتحاد الأوروبي، ونرحب باتفاق وقف إطلاق النار المبرم أخيراً، ونواصل دعم الحوار والحل السياسي». عسكرياً، نشرت شعبة الإعلام الحربي التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي، مقطع فيديو يظهر تمركز دوريات عسكرية أمنية لوحدات اللواء 128 وكتيبة 628 مشاة وكتيبة خالد بن وليد وكتيبة 116 مشاة في محيط حوض مرزق إلى حقل الشرارة وحقل الفيل إلى مدينة أوباري إلى مدينة غات. في وقت ذكر موقع «إيتاميل رادار» المتخصص في الرصد الجوي أن تركيا أرسلت طائرتي شحن عسكري إلى ليبيا هبطتا في قاعدة «الوطية». وفجّر انتحاري نفسه قرب دورية أمنية غرب طرابلس، أمس، دون وقوع خسائر بشرية، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير. وقالت وكالة الأنباء الليبية إن الانتحاري كان يقود دراجة نارية عندما فجّر نفسه قرب دورية أمنية بجزيرة الغيران، المدخل الشرقي لمدينة جنزور، مشيرة إلى أن التفجير لم يسفر عن أية خسائر بشرية. وأكدت الوكالة أن الانتحاري فجر نفسه قبل الوصول للدورية، كما أن الطريق لم يكن مزدحماً بالمارة لأن الوقت مبكر، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية طوقت المكان، وأغلقت الطريق لتسهيل عمل أجهزة البحث الجنائية.
مشاركة :