كشفت مصادر عاملة أن موسم تسويق إنتاج التمور في السعودية مستمر حتى أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، في وقت تُبرز فيه المؤشرات نجاحاً واسعاً لموسم بيع المزارعين والمستثمرين تمور النخيل لصيف هذا العام، رغم ظروف صعبة فرضها فيروس كورونا المستجد.وتشير الإحصائيات المتداولة في مواسم بيع إنتاج التمور للعام الحالي في المناطق السعودية إلى قفزة في حجم المبيعات واستمرار إقبال المستهلكين، بينما لفت قائمون على بعض المهرجانات إلى تضاعف الطلب وتزايد حجم الكميات لموسم هذا العام.ويأتي هذا التفاعل في أسواق مهرجانات التمور وسط إجراءات احترازية تشدد عليها السلطات السعودية لتطبيق البروتوكولات ذات العلاقة بالإجراءات اللازم القيام بها في التجمعات، أبرزها الكشف الصحي على التمور في مختبر البلديات والجولات الرقابية، إضافة إلى العربات الذكية لتعزز ثقة المشترين حيث تمكن من معاينة التمور وتفحصها بشكل دقيق ومباشر.وأكد مسؤول فعاليات مهرجان التمور والأسرة بمركز القاعد في منطقة حائل ماجد المرشدي، انطلاق موسم هذا العام بإبراز تنوع إنتاج التمور وزراعة النخيل في المنطقة خلال التجمع الذي يستمر حتى بداية أكتوبر المقبل، مشيراً إلى أن المنطقة لديها من الميزات النسبية والأراضي الزراعية التي تنتج كثيراً من أنواع التمور بجودة عالية، والتي منها الحلوة والخلاص والسكري والحمراء وأنواع أخرى نجحت زراعتها في المنطقة مؤخراً.ووفق العاملين في المهرجانات، يؤكد مدير العلاقات العامة ببلدية عنيزة رئيس لجنة الخدمات بموسم عنيزة للتمور، فهد الدويس، انتعاش الطلب للموسم الجاري بمزادات كبرى على أنواع متعددة من التمور، منها «البرحي»، و«الشقراء»، و«الروثانة»، و«الحلوة» بجانب 20 صنفاً آخر من التمور.من ناحيته، أوضح المدير التنفيذي لمهرجان التمور الثالث بمحافظة تربة بمنطقة مكة المكرمة محمد البدري، أن المهرجان الذي تستمر فعالياته على مدى شهر كامل يهدف لتسويق إنتاج مزارع محافظة تربة من التمور، التي تبلغ نحو 2000 مزرعة في المحافظة والمراكز والقرى التابعة لها، مبرزاً مشاركات المزارعين وأصحاب الأعمال والمهتمين بالتمور.وفي تطور آخر، أطلق أمير منطقة المدينة المنورة، الأمير فيصل بن سلمان، أمس، أعمال المؤسسة العامة للري في المدينة المنورة، بمشاركة وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي، وعدد من مسؤولي الشركة الوطنية للمياه بالمنطقة عبر الاتصال المرئي.وتعمل المؤسسة العامة للري على إدارة وتشغيل وصيانة الري للمزارع في المدينة المنورة، باستخدام أحدث طرق الري، باستغلال وتدوير المياه المعالجة ثلاثياً في محطات وزارة البيئة والزراعة والمياه، إلى جانب المياه الجوفية، بعد استخلاصها بطرق صحيحة مطابقة للمواصفات والمقاييس من مواقع مدروسة بعناية، وذلك للحفاظ على المزارع وأشجار النخيل، ورفع معدلات العناية بها، كونها تُمثل جزءاً هاماً من الهوية التاريخية والثقافية للمدينة المنورة ورافداً اقتصادياً نوعياً.وفي هذا الإطار، وضع الأمير فيصل حجر الأساس لمشروع استكمال استخدام المياه المُعالجة في المرحلة الأولى؛ حيث أكد أهمية تسخير إمكانات المشروع، بما يتجانس مع أعمال المؤسسة العامة للري على مستوى المنطقة، في تحقيق الاستدامة المائية والحفاظ على البيئة ومزارع النخيل في حاضرة المدينة وأطرافها، وإنهاء الإشكاليات التي تعاني منها بعض المزارع، والمتمثلة في نُدرة المياه، والعمل على تأمينها من مصادر موثوقة بصورة مستدامة.وأشار إلى أن الجهات المعنية في المنطقة تعمل على تطبيق الإجراءات التي تحد من تحويل مزارع النخيل إلى مواقع عمرانية، والمساهمة من خلال حزمة من المشروعات النوعية المبتكرة في قطاع الري لتعزيز التنمية الزراعية وتعظيم أثرها الاقتصادي.ويتضمن مشروع إعادة استخدام المياه المعالجة الذي ينفذ على 4 مراحل متتالية، الاستفادة من المياه التي تنتجها محطة المعالجة الثلاثية لخدمة 300 مزرعة كمرحلة أولى، فيما ستخدم المرحلة الثانية المتنزه البري ومزارع النخيل الواقعة في شمال المدينة المنورة، فيما سيتم استكمال المرحلة الثالثة من المشروع إلى متنزه أبو الجود ومتنزه البيضاء، في حين تُستكمل المرحلة الرابعة المستقبلية حتى تصل خدمات المياه المعالجة إلى المندسة والمليليح والضواحي الأخرى.ويهدف المشروع إلى الحفاظ على المخزون الاستراتيجي لمياه الآبار وتقنين الاعتماد عليها، والعمل على تشجيع المزارعين في منظومة التنمية الزراعية، كما يُحقق الاستفادة الاقتصادية من عوائد الموارد المائية، ويرفع معدلات الحفاظ على البيئة وتقليل نسب ارتفاع المياه السطحية.وتتميز مزارع المدينة المنورة بالأهمية التاريخية، كونها تضم عدداً كبيراً من أشجار النخيل التي تشكل جانباً من الموروث الحضاري للمنطقة التي تتميز بجودة منتجات متنوعة من التمور بفضل استخدام المياه الجوفية والآبار.ومع مرور السنوات التي شهدت تحسناً في أساليب وأنظمة الري والصرف التقليدي، دعت الحاجة إلى وجود مصادر وأساليب متعددة لمصادر المياه التي تضمن استدامة المزارع والحفاظ عليها والوصول إلى حلول تساعد على توسعها في مواجهة التمدد العمراني الذي تشهده المنطقة، ومن المتوقع أن يساهم مشروع استخدام المياه المعالجة ثلاثياً من خلال الاستراتيجية الجديدة في تطويرها وتحسين جودة محاصيلها، خصوصاً الواقعة داخل نطاق حاضرة المدينة المنورة.
مشاركة :