انطلاق مشاورات تشكيل الحكومة اللبنانية بعد ضغوط فرنسية | | صحيفة العرب

  • 9/2/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت - يبدأ رئيس الحكومة اللبناني المكلف مصطفى أديب الأربعاء مشاوراته مع الكتل البرلمانية لتشكيل حكومته، غداة إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من بيروت تعهد القوى السياسية بإتمام المهمة خلال مدة أقصاها أسبوعين. وغادر ماكرون بيروت صباح الأربعاء متوجهاً إلى العراق بعد التوافق مع القوى السياسية اللبنانية على خارطة طريق تتضمن تشكيل حكومة بمهمة محددة مؤلفة من "شخصيات كفوءة" تلقى دعم الأطراف السياسية وتنكب على اجراء اصلاحات عاجلة مقابل حصولها على دعم دولي. وعادة تكون عملية تشكيل الحكومات في لبنان مهمة صعبة وتستغرق أسابيع أو حتى أشهر، إلا أن الضغط الفرنسي بدا واضحاً خصوصاً مع تعهد ماكرون بالعودة الى لبنان في زيارة ثالثة في نهاية العام ودعوته الأطراف السياسية إلى باريس باريس الشهر المقبل لتقييم الخطوات المنجزة على صعيد "خارطة الطريق" في اجتماع سيعقد بموازة مؤتمر دعم دولي للبنان بالتعاون مع الأمم المتحدة. وأديب الذي كُلف الإثنين تشكيل الحكومة قبل ساعات على وصول ماكرون في زيارته الثانية إلى لبنان، يحظى بدعم أبرز القوى السياسية المتخاصمة، على رأسها تيار المستقبل برئاسة سعد الحريري من جهة وحزب الله ورئيس الجمهورية ميشال عون من جهة ثانية. ويجري أديب الاستشارات غير الملزمة في مقر إقامة رئيس البرلمان نبيه بري، بسبب تضرر مجلس النواب في انفجار مرفأ بيروت. ويبدأ استشاراته بلقاء رؤساء الحكومات السابقين ثم الكتل النيابية. وأكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في مؤتمر صحافي "إننا نعمل مع الفرنسيين ولدينا نفس الأهداف والسفير ديفيد هيل كان في بيروت قبل أسابيع والتقى العديد من الزعماء"، مشيرا الى أن "الأمور ليست على طبيعتها في لبنان ولن تكون كما في السابق". وشدد بومبيو على "أننا سنسخر جهودنا الدبلوماسية كافة لتحقيق ما يتطلع إليه الشعب اللبناني ولتكون هناك حكومة تقوم بإصلاحات معتبرة وتحدث تغييرات كما يطالب الشعب"، معتبرا أن "نزع سلاح حزب الله أكبر التحديات". ولفت إلى أن "جولتي في منطقة الشرق الأوسط كانت مثمرة جدا، وقد تخللها الرحلة الأولى من ​تل أبيب​ الى ​أبو ظبي​ وأخرى الى السودان والتي كنت أنا فيها"، معتبرا أن "الشرق الأوسط يتغير بسرعة والفضل في ذلك يعود لإدارة الرئيس دونالد ترامب وهو ما تجلى باتفاق السلام الإماراتي الإسرائيلي والذي يشكل دليلا على إمكانية تحقيق السلام". وذكر أنه "في كل محطة فيها دعوت الى الإتحاد ضد إيران في المنطقة"، مشيرا إلى أنه "قبل 40 سنة في هذا الشهر كانت ​ايران​ قد اعتقلت 9 بهائيين تجمعوا في ​طهران​ وهم تعرضوا لنفس مصير آلاف الإيرانيين الذين كانوا يطبقون عقائدهم. لذلك ندعو المجتمع الدولي لمحاسبة نظام إيران على جرائمه". وقال ماكرون متوجهاً للبنانيين في تغريدة الأربعاء، "في لحظة مغادرتي بيروت، أود القول مجدداً وبقناعة: لن أتخلى عنكم". وأمهل الرئيس الفرنسي زعماء لبنان حتى نهاية شهر أكتوبر لبدء تطبيق إصلاحات، قائلا إن المساعدات المالية ستحجب عن البلد وسيفرض عليه عقوبات إذا شكل الفساد عقبة في طريق الإصلاح. وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي عقده ليل الثلاثاء بعد لقائه تسعة من ممثلي أبرز القوى السياسية في مقر السفارة الفرنسية في بيروت إن "الأطراف السياسية كافة من دون استثناء التزمت هذا المساء بألا يستغرق تشكيل الحكومة أكثر من 15 يوماً". ببب وتحدث عن "حكومة بمهمة محددة مع شخصيات كفوءة، مؤلفة من مجموعة مستقلة ستحظى بدعم كافة الأطراف السياسية التي التزمت مع رئيس الحكومة" المكلف. ورعت فرنسا في التاسع من أغسطس مؤتمراً دولياً لدعم لبنان بعد أيام على انفجار مرفأ بيروت تعهد خلاله المشاركون بتقديم أكثر من 250 مليون يورو لمساعدة اللبنانيين، على أن تقدم برعاية الأمم المتحدة وبشكل مباشر للشعب اللبناني، من دون أن تمر بمؤسسات الدولة المتهمة بالفساد. ويشترط المجتمع الدولي على لبنان إنجاز إصلاحات جدية وطارئة لدعمه مالياً على الخروج من دوامة الإنهيار الاقتصادي المتسارع الذي يشهده منذ نحو عام وفاقمه انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس. ويواجه الساسة اللبنانيون، وبعضهم من زعماء الفصائل المسلحة السابقين الذين أشرفوا لعقود على فساد واسع النطاق، مهمة صعبة في ظل اقتصاد متداع ودمار أجزاء من بيروت بعد انفجار المرفأ وتصاعد التوتر الطائفي. وشهدت العاصمة اللبنانية مواجهات بين محتجين وقوات الأمن، في احتجاجات على تكليف مصطفى أديب لتشكيل الحكومة. وفي وسط بيروت قرب المرفأ المدمر، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على محتجين تجمعوا خارج البرلمان للتنفيس عن غضبهم من سوء الإدارة والفساد الحكومي اللذان جرا لبنان إلى ما يعانيه من أزمات. وانتشرت قوات الأمن أيضا خارج المكان الذي التقى فيه ماكرون بزعماء سياسيين ودينيين لبنانيين. ورفعت إحدى المجموعات لافتة كُتب عليها "الشرعية من الناس" وأفادت مصادر صحفية بأن عمليّات كرّ وفرّ حصلت بين المحتجين والقوات في محيط ساحة الشهداء، كما أضرم عدد من المحتجين النيران في مستوعبات النفايات. وأوضحت المصادر أن قوات الأمن أطلقت القنابل المسيلة للدموع بكثافة، باتجاه المحتجين، الذين ألقوا المفرقعات الناريّة تجاه القوات. وقال الصليب الأحمر عبر تويتر، إن "5 فرق تابعة له، عملت على نقل الجرحى، وإسعاف المصابين جراء الاشتباكات"، فيما لم يحدد أعدادهم أو أنواع الإصابات.

مشاركة :