أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارة لبغداد اليوم (الأربعاء)، دعم بلاده لسيادة العراق واستقلاله ورفض التدخلات الخارجية في شؤونه. والتقى ماكرون مع قادة العراق في أول زيارة لرئيس دولة لبغداد منذ تولي مصطفى الكاظمي رئاسة الحكومة العراقية في مايو الماضي. واستهل ماكرون زيارته بلقاء الرئيس العراقي برهم صالح، وقال بعد اللقاء، إن "العراق يواجه تدخلات خارجية بدأت منذ سنوات"، محذرا من أن هذه التدخلات يمكن أن تضعف الحكومة والدولة العراقية وتقوض مصالح شعبها. وأكد ماكرون أن "مشروع تحقيق السيادة العراقية الذي تقوده الحكومة العراقية اليوم، مشروع مهم جدا ونحن ندعم جهودكم في هذا المجال، وفرنسا ستكون إلى جانبكم لتأكيد أن المجتمع الدولي كله يقف إلى جانبكم ودعمكم". وشدد الرئيس الفرنسي على أن العراق يمتلك إرادة اصلاح واضحة، وأن فرنسا تدعمه بهذا الخصوص. وجاءت زيارة ماكرون إلى بغداد بعد رحلة استغرقت يومين الى لبنان هي الثانية خلال أقل من شهر. وقال ماكرون خلال مؤتمر صحفي في لبنان، "سأكون في العراق لكي أطلق، بالتعاون مع الأمم المتحدة، مبادرة لدعم مسيرة السيادة في هذا البلد". وخلال لقائه مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أكد ماكرون دعم فرنسا والمجتمع الدولي للعراق وهو يواجه تحديات كبيرة، في مقدمتها التحديات الأمنية، لافتا إلى أن بلاده تدعم تجنيد المجتمع الدولي لمصلحة العراق. وجدد ماكرون دعم فرنسا لأمن واستقرار العراق وسيادته ورفضها التدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية. كما التقى ماكرون رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي. ونقل بيان صادر من المكتب الاعلامي لرئيس البرلمان عن ماكرون قوله "حرصت على زيارة العراق، وهي زيارتي الأولى له بعد عدة زيارات وزارية، وذلك لنعبر عن دعمنا للعراق وللمرحلة التاريخية والديمقراطية التي يمر بها". وأضاف أن "هناك تاريخا يربط بين بلدينا، ولقد قاتلنا الإرهاب معا وسنستمر". من جهته، أكد الحلبوسي دعم السلطة التشريعية للحكومة العراقية "للمضي بخطوات التعاون المشترك بين البلدين، الذي ينعكس على مصلحة الشعبين الصديقين". وقبيل مغادرته العراق، قال ماكرون في مؤتمر صحفي "نعلن وضع خارطة طريق مشتركة للتعاون بين العراق وفرنسا"، مشيرا إلى أنه وجه دعوة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لزيارة باريس. وتابع "ندعم تعزيز استقلال العراق دون عزله عن جيرانه ونؤيد مبادرة اقليمية بهذا الخصوص، وندعم مبادرة عراقية تدعمها الرئاسات الثلاث لمواجهة التدخلات الخارجية". ويواجه العراق تحديات اقتصادية وسياسية وأمنية وصحية نتيجة تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد19). وتعهد الكاظمي مرارا بأن بلاده "لن تكون ساحة لتصفية الحسابات"، خصوصا في ظل التوتر القائم بين حليفي العراق واشنطن وطهران. وقال المحلل السياسي الدكتور عبدالعزيز الجبوري، إن رسالة ماكرون التي أراد ايصالها إلى الساسة العراقيين ودول الجوار الاقليمي هي أن هناك دعما دوليا كبيرا لتوجهات للحكومة العراقية في تعزيز استقلال البلاد وعدم السماح بالتدخلات الخارجية من أي جهة كانت. واعتبر الجبوري، وهو أستاذ الاعلام في الجامعة العراقية ببغداد، أن هذه هي النقطة الرئيسية التي ركز عليها ماكرون في لقاءات اليوم مع الرئاسات الثلاث (الجمهورية، الحكومة، البرلمان). وتعد فرنسا أحد الأعضاء البارزين في التحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة الاسلامية أو ما يعرف بـ(داعش)، الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي يقدم الدعم والتدريب والمشورة للقوات العراقية. وزارت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي العراق يوم الخميس الماضي، وأكدت استعداد باريس للاستمرار ببرامج تدريب القوات العراقية، ودعم باريس لإبعاد بغداد عن "سياسة المحاور".
مشاركة :