برنامج "الشبكة النظيفة" الأمريكي لا يستطيع هز أسس التنمية الصينية

  • 9/3/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

2 سبتمبر 2020 / شبكة الصين/ كشف عدد متزايد من المراقبين عن الدوافع المضحكة والقذرة لبرنامج "الشبكة النظيفة" الأمريكي. فبحجة أن الشركات الصينية تشكل "تهديدات كبيرة" على الأمن القومي الأمريكي وخصوصية وحرية المواطنين الأمريكيين، حاولت الولايات المتحدة تقييد الشركات الصينية في خمسة مجالات: المشغلون ومتاجر التطبيقات والتطبيقات والتخزين السحابي والكابلات. وفي مواجهة الحرب التكنولوجية المتصاعدة التي شنتها الولايات المتحدة، يشعر كثيرون بالقلق. وإذا تم تطبيق البرنامج، فما تأثير ذلك على الشركات التكنولوجية الصينية؟ وكيف ترد الصين عليه؟ الصين قادرة على تحمل الضغوط ومواصلة تحقيق النمو قال لونغ هاي بوه، أحد مسؤولي مكتب بحوث التنمية المبتكرة بمركز بحوث التنمية التابع لمجلس الدولة الصيني، إن ما يسمى "برنامج الشبكة النظيفة" هو في الواقع يهدف إلى إخراج شركات الإنترنت الصينية من السوق الأمريكية. مضيفا أنه إذا تم تنفيذ هذا البرنامج، فسيكون له تأثير على الأعمال التجارية الخارجية لشركات الاتصالات والإنترنت الصينية، ولكن يجب تقييم درجة هذا التأثير بشكل شامل حسب الظروف الفعلية. وشرح لونغ أنه على المدى القصير، ونظرا لتطوّر الأعمال التجارية لشركات الإنترنت الصينية في جميع أنحاء العالم لسنوات عديدة، فمن غير المرجح أن يتوسع برنامج "الشبكة النظيفة" إلى أنحاء العالم. وفي الوقت الحالي، سيؤثر هذا البرنامج بشكل أساسي على أعمال التطبيقات الصينية ومزودي الخدمات السحابية الصينيين في السوق الأمريكية. مشيرا إلى أنه على المدى الطويل، تتمتع معظم الشركات التكنولوجية الصينية بحصص سوق محلية ضخمة ودعم فني جيد، ولديها قدرة خاصة على تحمل الصدمات. ومن جانبه، قال ليو تشنغ شان، عضو مختبر الهندسة الاقتصادية الوطنية بجامعة دونغبي للتمويل والاقتصاد، إن الولايات المتحدة تستهدف حاليا عددا قليلا من الشركات والمنتجات الصينية، ويقع تأثير هذه الخطوات الأمريكية على أعمال هذه الشركات في الأسواق المحلية وأسواق الدول الأخرى ضمن نطاق مقبول. وأضاف أنه منذ أن أثارت الولايات المتحدة الاحتكاك الاقتصادي والتجاري الصيني الأمريكي في عام 2018، بدأت استراتيجية الحكومة الأمريكية لاحتواء الابتكار التكنولوجي الصيني بشكل شامل، حيث استخدمت واشنطن حقوق الملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا كذريعة لبدء التحقيقات ضد شركات التكنولوجيا الفائقة الصينية. وبحجة حماية الأمن القومي فرضت عقوبات على الشركات التكنولوجية الصينية، وأصدرت سياسات مراقبة الصادرات بشكل مكثف لعرقلة التعاون الفني بين الصين والولايات المتحدة؛ إضافة إلى قطع التبادلات والزيارات بين العاملين العلميين والتكنولوجيين الصينيين والأمريكيين من خلال طرد الأفراد الصينيين ورفض التأشيرة. ويرى ليو أن برنامج "الشبكة النظيفة" هو جزء مهم من استراتيجية الحكومة الأمريكية لاحتواء التطور التكنولوجي الصيني، وعلى الرغم من أن هذا البرنامج سيزيد بعض الضغوط على الصين مثل الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة سابقا، إلا أنه لن يهز أسس تنمية الصين. وشرح وجهة نظره من خلال نقطتين: أولا، شددت الصين على التركيز على تيسير الدورة الاقتصادية الوطنية في سبيل خلق نمط تنموي جديد، يتخذ من السوق المحلية دعامة أساسية ويسمح للسوقين المحلية والخارجية بالمساهمة في دعم بعضهما البعض. كما عملت على تحسين مستوى تحديث السلسلة الصناعية وسلسلة التوريد، وتعزيز الابتكار التكنولوجي بقوة، وتسريع البحث عن التقنيات الأساسية الرئيسية، الأمر الذي سيقلل بشكل كبير من الصدمات الخارجية، لا سيما إجراءات إدارة ترامب لاحتواء الصين. ثانيا، من الواضح أن برنامج "الشبكة النظيفة" لا يتماشى مع الاتجاه العام لتطوير المعلوماتية العالمية، ولا تزال معظم الدول تتبع مبدأ انفتاح السوق، حيث إن البيئة الدولية العامة مواتية لتنمية الصين. الصين تظهر مزايا جديدة في ظل نمط تنموي جديد ولفهم العواقب المحتملة إذا نفذت الولايات المتحدة برنامج "الشبكة النظيفة"، توقع لونغ هاي بوه أن أسوأ العواقب هي أن الولايات المتحدة سوف تضرب شركات التكنولوجيا الصينية بطريقة شاملة، ما يؤدي إلى تشكيل سوقين ونظامين أمريكي وصيني في النهاية. ومع ذلك، يجب أن إدراك أنه في السنوات الأخيرة، تطورت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الصين بسرعة، وواصلت القدرة التنافسية العلمية والتكنولوجية الدولية للصين ازدهارها، وأصبحت محركا مهما يدفع الابتكار التكنولوجي ودعما رئيسيا لتعزيز التحول الرقمي للاقتصاد والمجتمع. وقال لونغ إنه حتى في حالة ظهور أسوأ العواقب، فإن الصين قادرة تماما على ضمان أمن المعلومات والاتصالات والشبكات، وتلبية احتياجات الناس إلى خدمات الاتصالات وشبكة الإنترنت. على سبيل المثال، سجلت القيمة المضافة للاقتصاد الرقمي في الصين 35.8 تريليون يوان في عام 2019، ووصل عدد مستخدمي الإنترنت عبر الهاتف المحمول في الصين إلى 1.319 مليار حتى نهاية عام 2019، وتكون سلسلة التوريد وسلسلة الصناعة للاقتصاد الرقمي مكتملتين نسبيا. وخاصة في ظل النمط التنموي الجديد، ستمتلك شركات الإنترنت الصينية إمكانات التنمية الضخمة في المستقبل، ولا تزال المزايا الجديدة للصين في التعاون الدولي والمنافسة الدولية قائمة. وقال داي ون يوان، الرئيس التنفيذي لشركة "4 Paradigm" الصينية، إن الحصار التكنولوجي الأمريكي والتهديد بقطع سلاسل التوريد للصين أجبر الشركات الصينية على إيجاد البدائل في ظل التقنيات الحالية، مما دفع تطوير الصناعات العالية التقنية الصينية. مضيفا أنه على الرغم من وجود فجوة بين تطوير الأجهزة والمعدات في الصين والولايات المتحدة، إلا أن صناعة البرمجيات في الصين لا تتخلف عن صناعتها الأمريكية، ويجب على الصين مواصلة تطوير مزايا صناعة البرمجيات الخاصة. وأعرب داي ون يوان عن ثقته بأنه من خلال الجهود المشتركة بين مصنعي البرمجيات والأجهزة والمعدات، يمكن لجميع المجالات الرئيسية أن تجد الخطط البديلة لتقليل تأثير الحصار التكنولوجي الأمريكي. وقال لونغ إن احتواء الولايات المتحدة وقمعها للتكنولوجيا الرقمية الصينية قد امتد تدريجيا من الأجهزة إلى البرمجيات، وزاد خطر انقطاع العلاقات التكنولوجية بين الصين والولايات المتحدة. ويجب على الصين تحويل الضغط إلى قوة دفع وزيادة تسريع البحث حول التقنيات الأساسية الجوهرية وتطوير الدوائر المتكاملة والذكاء الاصطناعي والمجالات الأخرى التي كان تطورها يعتمد على الآخرين لفترة طويلة وتحسين حماية "السيادة الرقمية" للبلاد. واقترح لونغ أنه خلال صياغة الخطط الوطنية المتوسطة والطويلة الأجل لتطوير العلوم والتكنولوجيا و"الخطة الخمسية الرابعة عشرة"، يجب الالتزام بالمبادئ الأساسية المتمثلة في "التركيز على الاستراتيجيات طويلة الأجل، وتوطيد البحث الأساسي، وتطوير مزايا النظام، ودعم الانفتاح والتكامل"، ويجب تحسين أوجه القصور في التقنيات الأساسية الجوهرية. وفي الوقت نفسه، يجب تحديد المجالات الرئيسية والتوجهات الرئيسية والمشاريع الرئيسية وفقا لطلبات تحقيق التطور طويل الأجل للعلوم والتكنولوجيا الوطنية ومواصلة تعزيز القوة العلمية والتكنولوجية الاستراتيجية للبلاد وبذل الجهود لتشكيل مزايا رائدة في العلوم والتكنولوجيا في المستقبل وتحسين مستوى تحديث حوكمة الابتكار التكنولوجي.

مشاركة :