وقعت وزارة الصحة ومؤسسة البريد السعودي اتفاقية توصيل الأدوية لمنازل المرضى التابعين لمستشفيات وزارة الصحة ومراكزها الصحية، وذلك استمرارًا لتطوير العلاقة عبر ما يسمى خدمة الميل الأخير التي يقدمها البريد السعودي، وتهدف الاتفاقية إلى التغطية وبشكل تدريجي لما يقارب 284 مستشفى ومركزًا طبيًا في مختلف مناطق المملكة سعياً إلى إيصال الوصفات الطبية للمرضى في منازلهم عبر حافظات خاصة بنقل الأدوية بدرجات حرارة مختلفة حسب نوع الدواء. من هنا، نجد أن الغايات ودرجة الحاجة وإلحاحها يحدد قيمة الأشياء، وهذا هو مدار الفعل البشري برمته سواء في دائرة الاقتصاد أو السياسة أو المجتمع، فإن الأفعال من الواجبات والحقوق تتبع القدرات ومدى تحكمها في العطاء وتحدث في زمن محدد من كل الأحداث لأنه يحدد المستقبل الذي يتخيله الإنسان. لذلك كان أكبر النعم في مملكتنا الحبيبة صور الإنسانية النبيلة والتي تصبو إليها الأمم، وهذا المطلب تحقق من وزارة الصحة التي فرضت على أرض الواقع تفوقها في مكافحة جائحة كورونا وتحقيق جميع الغايات بصورة متزامنة وبضربة واحدة في وجه هذا الوباء، فالمسألة إذن مسألة اختيارات، دولتنا اختارت الإنسان أولاً ولم تتعامل معه بصورة اقتصادية، ولم تستثمر الاقتصاد أولاً كمورد من الموارد الأساسية مع بداية الجائحة، لا شك بأن هذه الدولة العظمى استطاعت أن تحقق مكانة عظيمة للإنسان على أرضها، فلإنسان هو نتيجة الاستثمار الناجح الذي يتطلب التضحية والأمر ينسحب هنا على ما تقدمه من خدمات صحية متميزة متمثلة في وزارة الصحة. إلى هذا التميز والتقدم، وقراءة واعية للتداعيات الكارثية التي أصابت العالم من فيروس كورنا المستجد «كوفيد- 19» ثم في تقييم المملكة لهذا الوباء وما جره من انعكاسات سلبية على أكثر من صعيد، فقد تقدمت على كثير من دول العالم وأصبحت نموذجاً يحتذى به، فهي اليوم تتصدر هذا التقييم في تفعيل دور وزارة الصحة اللوجستي بالتعاون مع البريد السعودي لتوصيل الأدوية لمنازل المرضى وتسهيل استلامها دون حاجة المرضى لزيارة المستشفيات أو المراكز الصحية، فليس ثمة مقدس سوى هذا المبدأ الذي يحمي صحة المجتمع، إضافة إلى الجهود المميزة التي بذلتها وزارة الصحة للحد من انتشار فايروس كورونا ونجاح مؤسسة البريد السعودي في إثبات قدرتها اللوجستية في توصيل الدواء خلال الفترة السابقة. هذا يعني أن المملكة تمتلك القدرة الضخمة على الضوابط التي تضمن التوازن، وهو تكامل نابع من تفضيل الإنسان وهو وجه إيجابي تبحث عنه شعوب العالم مع بلدانها، وكل هذه الاعتبارات ترفع من قيمة الإنسانية، فهي تبتدئ بمقدمات مقنعة لتنتهي إلى استنتاجات عظيمة تسمو بحضارة مؤكدة ولا تقف عند حدود معينة، وهذه الإشارات تروي العقول بما لا تنال من العلم بل من التربية وبذورها من المؤثرات الإيجابية الكثيرة لكيان هذا البلد الكريم وقادته العظماء.
مشاركة :