لماذا يتأخر البعض عن مواعيدهم دائمًا؟ علم النفس يفسر السبب

  • 9/3/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

هناك العديد من الأسباب التي قد تجعل الأشخاص يتأخرون عن مواعيدهم، بما في ذلك الازدحام المروري، أو حدوث موقف طارئ، إلا أن هناك نوعًا من الأشخاص الذين يتأخرون دائمًا عن مواعيدهم دون سبب مفهوم وواضح. وتقول الطبيبة النفسية البريطانية "فيليبا بيري" إنه عندما يتأخر أحد مرضاها على جلسات العلاج النفسي مرة واحدة لسبب طارئ ويعتذر، فإنها لا تأخذ الأمر على أنه مشكلة، لكن بعض زبائنها يتأخرون دائمًا خمس أو عشر دقائق، مما يثير اهتمامها لمعرفة الأسباب الكامنة وراء تأخرهم الدائم. وتشير بيري إلى أن أحد مرضاها تذكر أن والدته كانت تقضي وقتًا طويلاً في الحمام، فكان يتأخر عن موعد المدرسة بسبب ذلك، كما أن والدته أخبرته أن التأخر عن المواعيد ليس مشكلة، وأن الأشخاص الذين يصلون إلى مواعيدهم مبكرًا يكونون متوترين، وبالتالي اختلط عليه الأمر في اللاوعي، وأصبح يربط بين الوصول في الموعد المحدد، وبين عدم الإخلاص لوالدته، مما جعل عقله الباطن يرى الالتزام بالمواعيد على أنه أمر سيئ، لكنه حين اكتشف هذا التفسير لتأخره عن المواعيد، توقف عن هذه العادة. وفي حين قد يعتقد الأشخاص المنضبطون في مواعيدهم أن الأشخاص الذين يتأخرون دومًا، هم أشخاص عدوانيون وسلبيون، وأنهم أشخاص يعتقدون أن وقتهم أكثر قيمة من أولئك الذين ينتظرونهم، إلا أن أسباب التأخر عن المواعيد تكون أكثر تعقيدًا من ذلك. نظرة سلبية وأخرى إيجابية - تذكر بيري مواقف تفسر سبب تأخر البعض عن مواعيدهم، ومن بينها واحدة من زبائنها كانت تواجه مشكلة تتعلق بضبط المواعيد. - كانت هذه المشكلة تمثل عائقًا أمام نجاحها، وحين تحدثت معها بيري وسألتها عن معنى النجاح بالنسبة لها. - تحدثت المرأة عن اعتقاد قديم لدى عائلتها يتمثل في أن الأشخاص الذين يملكون المال أشرار. - وقارن العقل الباطن للمرأة بين خيارين، إما عدم التقدم، أو أن تكون شريرة، وبالتالي اختارت اتباع سلوك التدمير الذاتي. - من ناحية أخرى، يكون لدى الأشخاص الذين يتأخرون عن مواعيدهم دائمًا إيجابية مفرطة في تقديرهم للمواقف، فيظنون أن بإمكانهم إنجاز سبع مهام في ساعتين على سبيل المثال. - في حين أنهم لا يمكنهم إنجاز سوى مهمتين أو ثلاث خلال هذا الوقت من الناحية الواقعية. - ينطبق الأمر نفسه على المواعيد، فيظنون أن مدة ربع ساعة تكون كافية للذهاب في الموعد المحدد، في حين أن الطريق إلى مكان الموعد قد يستغرق ساعة على سبيل المثال. هل يرجع التأخير إلى الأنانية؟ - قد يحدث التأخير بسبب عدم قدرة البعض على إنهاء نشاط يقومون به، من أجل البدء في نشاط آخر. - فهم لا يذهبون إلى الفراش مبكرًا، ويؤخرون موعد الاستيقاظ، ولا يتوقفون عن القيام بنشاط يكونون منخرطين به، لفعل شيء آخر قد يكون مزعجًا بالنسبة إليهم، ويتطلب ذلك قوة إرادة. - إذا لم يتمكن الشخص من ضبط وقته عندما يكون هناك شخص آخر في انتظاره، فقد يحكم عليه الآخرون بأنه أناني. - في حين يتقبل بعض الأشخاص الذين يتأخرون، فكرة أن لديهم مشكلة في ضبط المواعيد يصعب حلها، إلا أنه في حقيقة الأمر يمكن حل هذه المشكلة، بعد اكتشاف السبب الكامن ورائها. - وأيضًا يمكن حل مشكلة التأخر في المواعيد عندما يتخذ صاحب المشكلة قرارًا بأن يكون دقيقًا جدًا في المواعيد. - ولكن يجب أن يكون قرارًا واعيًا، فإذا قام الشخص الذي يعاني من المشكلة بمجرد محاولة للوصول في الموعد المحدد، فلن يتغير سلوكه.

مشاركة :