واشنطن – قبل ثمانية أسابيع من الانتخابات الرئاسية الأميركية، يضاعف الرئيس دونالد ترامب التلميحات إلى نظريات مؤامرة بمختلف أنواعها، يتحدث بعضها عن مخرّبين غامضين على استعداد للقيام بأي شيء يمكن أن يضرّ به. وآخر نظرية نقلها الملياردير الجمهوري تشير إلى طائرة مكتظة بمثيري الاضطرابات أُرسلت، حسب اعتقاده، من أجل بلبلة المؤتمر الوطني الجمهوري الذي عقد الأسبوع الماضي في واشنطن لتسميته رسميا مرشحا عن الحزب للبيت الأبيض. وروى الإثنين، متحدثا لشبكة فوكس نيوز، “صعد أحد إلى طائرة أقلعت من مدينة في نهاية الأسبوع الماضي، وكانت الطائرة مكتظة وجميع ركابها تقريبا أوغاد يرتدون بدلات قاتمة اللون، بدلات سوداء مع تجهيزات وكل ما هنالك”. والثلاثاء تحدث أمام الصحافيين عن “طائرة مليئة تماما باللصوص والفوضويين ومثيري الشغب”. وأضاف “سأرى إن كان بإمكاني الحصول على المزيد من المعلومات من أجلكم”، كما لو أنه يريد الإبقاء على ما يحظى به من اهتمام من قبل جمهوره، غير أنه لم يفعل ذلك. وأكد ترامب في المقابلة ذاتها أن خصمه الديمقراطي جو بايدن الذي يتقدم عليه في جميع استطلاعات الرأي، هو دمية يحركها “أشخاص تجهلون وجودهم، أشخاص يعملون في الظل”. وردت الصحافية في فوكس نيوز لورا إنغرام “هذا أشبه بنظرية مؤامرة”، فردد ترامب الذي يترأس أكبر قوة في العالم “إنهم أشخاص لم تسمعوا عنهم أبدا”. وهذه الروايات عن رجال يرتدون ملابس سوداء وقوى غامضة تعمل في الظل وعلى استعداد للقيام بأي شيء لمنع إعادة انتخابه، هي من الأدوات التي يستخدمها ترامب لتأكيد التهديدات التي يقول إنها تتربص برئاسته. ما يقوله ترامب قريب من أفكار يروّج لها أنصار "كيو إيه نون"، وهي مجموعة من اليمين المتطرف حذّر منها مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف.بي.آي) وبعض ما يقوله ترامب قريب من أفكار يروج لها أنصار “كيو إيه نون”، وهي مجموعة من اليمين المتطرف تطلق نظريات مؤامرة وحذر منها مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف.بي.آي). والولايات المتحدة بحسب هذه المجموعة تديرها منذ عقود منظمة إجرامية تضم عائلات كلينتون وأوباما وروتشيلد وآخرين من “النخبة” العالمية، وهي منظمة تشن حملة استهداف ضد ترامب، الوحيد القادر على إعادة السلطة إلى الشعب. وأغلق موقع تويتر مؤخرا آلاف الحسابات المرتبطة بمجموعة “كيو إيه نون” التي ازداد انتشارها وتتم مراقبتها عن كثب مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي. وامتنع ترامب عن التنديد بأفراد هذه المجموعة، بل نوه بدعمهم له قائلا الشهر الماضي خلال مؤتمر صحافي “لا أعرف الكثير عنهم. ما علمته أنهم يحبونني كثيرا، وهو أمر أقدّره”. ورأى ريتش هانلي الذي يدرّس الإعلام والاتصالات في جامعة كوينيبياك أن ترامب يستخدم وسائل تأثير تثبت فاعليتها بشكل متزايد. وقال هانلي “إنه معزول بين الرؤساء الأميركيين، إنما ليس بين العدد المتزايد من الأميركيين الذين تستهويهم نظريات المؤامرة”. ومن غير المتوقع، في ظل التوتر الذي يسود الولايات المتحدة حاليا، أن يتغير هذا التوجه في بلد مقبل على انتخابات رئاسية. وحذر من أنه “أيا كان الفائز، سيكون الوضع أشبه بمهرجان لنظريات المؤامرة”. وبعد يومين من زيارة ترامب لكينوشا، سيحاول الديمقراطي بايدن إبراز التناقض بينه وبين خصمه الجمهوري، عبر لقاء في المدينة مع عائلة جايكوب بليك الذي جرح برصاص الشرطة ما أدى إلى موجة غضب جديدة ضد العنصرية. وفي العلن، يريد نائب الرئيس السابق باراك أوباما أن يزور المدينة الواقعة في ولاية ويسكنسن الأساسية في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في الثالث من نوفمبر “لبلسمة جروح” كينوشا. لكن الإشارة الواضحة هي أنه بعد أشهر من أقصى درجات الحذر بسبب وباء كوفيد – 19 سيعود السياسي المخضرم إلى الساحة. وكان بايدن (77 عاما) قام الإثنين بأول رحلة رسمية بالطائرة متوجها إلى بيتسبرغ في ولاية أساسية أخرى هي بنسلفانيا. وقد وافق الأربعاء على الرد على أسئلة صحافيين للمرة الأولى منذ أسابيع في معقله ديلاوير في ولاية واشنطن. أما خصمه الجمهوري فيضاعف رحلاته قبل شهرين من الانتخابات الرئاسية. وقد زار الأربعاء مدينة أخرى تحمل اسم ويلمينغتون في ولاية كارولاينا الشمالية. ويسخر ترامب (74 عاما) باستمرار من جو بايدن معتبرا أنه “يفتقد إلى الحيوية”. وقال بايدن الأربعاء “أرغب في الخروج أكثر مما أفعل الآن لكن أعتقد أن أي رئيس يتحمل مسؤولية عليه أن يكون نموذجا يحتذى به” عبر احترامه إجراءات الوقاية للحد من انتشار فايروس كورونا. وكان ترامب أحدث مفاجأة في 2016 عندما فاز في هذه الولاية بفارق طفيف، بينما لم تقم منافسته هيلاري كلينتون بحملة فيها. لكن الأنظار موجهة هذه المرة إلى هذه الولاية. انتخابات في ظرف حرج انتخابات في ظرف حرج ومع أنهم يدركون أهميتها، اختار الديمقراطيون أن ينظموا هذا الصيف مؤتمرهم لترشيح بايدن رسميا في كبرى مدنها ميلووكي. لكن المؤتمر جرى بالكامل عبر الإنترنت بسبب انتشار كورونا. وزار الرئيس الجمهوري، الذي يكرر تمسكه بـ“القانون والنظام”، كينوشا الثلاثاء وتفقد مع تجارٍ أنقاض المحلات التجارية التي أحرقت وشكر الشرطة ووصف التظاهرات العنيفة بأنها “إرهاب داخلي”. لكنه لم يلتق أقارب بليك ولم يكلف نفسه عناء ذكر اسمه. وخلافا لمنافسه، يدين بايدن باستمرار “العنصرية المؤسسية” في الولايات المتحدة. وفي ما بدا ردا على الملياردير النيويوركي الذي يتهمه بالتراخي في مواجهة أعمال الشغب، انتقد أيضا لأيام عدة بحماس أكبر “العنف والحرائق وأعمال النهب”. ويتقدم المرشح الديمقراطي على ترامب في متوسط الاستطلاعات الوطنية، لكن الفجوة أضيق في الولايات الرئيسية. وفي هذه الأثناء، أعلنت حملة بايدن أن المرشح الديمقراطي جمع تبرعات لحملته بقيمة 364.5 مليون دولار في أغسطس، محطما بذلك الرقم القياسي الشهري السابق، على الرغم من أن الجزء الأكبر من حملته جرى عبر الإنترنت. وقال فريق حملته، إن بايدن جمع 364.5 مليون دولار في أغسطس، منها 205 ملايين عبر الإنترنت. وكان الرقم القياسي السابق سجله باراك أوباما والحزب الديمقراطي عندما جمعا في سبتمبر 2008 حوالي مئتي مليون دولار. إلا أن بايدن دعا أنصاره إلى “مواصلة تحطيم الأرقام القياسية إذا كنا نريد فرصة كسب” الانتخابات.
مشاركة :