كتب ـ نشأت أمين: أكدت وزارة الداخلية تزايد أعداد حوادث حرائق السيارات خلال فصل الصيف بسبب ارتفاع درجات حرارة الجو، ما يؤدي إلى خسائر مادية وبشرية. وعزت ذلك إلى عدد من العوامل، بينها نقص الماء في الراديتر وسوء عزل الأسلاك وأخطاء في وضعية شماعات الاحتراق وتمزق أنبوب العادم وتسرّب البنزين. وقالت الوزارة، عبر عدد من التغريدات على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن من أسباب حرائق المركبات كذلك إهمال قائدي المركبات إجراء الصيانة الدورية على أجزاء المركبة خاصة المتعلقة بالوقود أو الزيوت أو الأعطال الكهربائية، واحتراق إطارات المركبة والإهمال في متابعة الصيانة اليومية والتوصيلات غير السليمة .. داعية قائدي المركبات إلى الحرص على صيانة كابلات (أسلاك) البطاريات المكشوفة باعتبارها من الأسباب الرئيسية لاشتعال النيران في السيارة. الراية استطلعت آراء عدد من المواطنين والخبراء للتعرف على وجهات نظرهم حول أبرز مسببات حرائق السيارات وكيفية تلافيها .. مؤكدين أن زيادة معدلات حرائق السيارات خلال فصل الصيف يعود في المقام الأول للإهمال في متابعة الصيانة اليومية والدورية والتوصيلات غير السليمة من جانب السائقين وعدم دراية بعضهم بأبسط مبادئ ميكانيكا السيارات، كما أن جهل أو عدم دراية بعض السائقين بمدلولات العلامات التحذيرية التي تطلقها أجهزة الكمبيوتر في السيارات الحديثة أحيانا وتجاهلهم لها يساهم هو الآخر في زيادة احتمالات احتراق السيارة، وهو ما يمكن ملاحظته بوضوح بالنسبة لبعض السائقين قليلي الخبرة الذين تعلموا القيادة بالكاد بالدوحة. ونبهوا إلى غياب طفايات الحريق عن الكثير من السيارات مشيرين إلى أن بعض السائقين يستعيرونها من أصدقائهم لمجرد اجتياز الفحص الفني فقط ثم يعيدونها إليهم مرة أخرى بعد الفحص. راشد علي جار الله: السيارات القديمة الأكثر عرضة للحرائق قال راشد علي جار الله إن حوادث حرائق السيارات بشكل عام ليست ظاهرة وهي تكثر في السيارات القديمة بشكل أكبر من السيارات حديثة الصنع، لأن السبب الرئيسي لنشوب هذه الحرائق يكون في الغالب بسبب وجود قطع غيار تالفة، وهو أمر مستبعد بالنسبة للسيارات الحديثة يرتبط بذلك السبب عامل جوهري آخر وهو عدم الصيانة الدورية، حيث لا يفكر البعض في صيانة سياراتهم إلا عندما تتعطل تماما وربما قد يكون لدى هؤلاء بعض العذر لأنهم إذا قرروا إخضاع سياراتهم للصيانة فإنه سوف يتعين عليهم أن يكونوا مستعدين للتخلي عنها لبضعة أيام أثناء وجودها في الوكالة ومن ثم ينبغي عليهم البحث عن سيارة أخرى لقضاء مصالحهم في ظل عدم قيام شركات التأمين بتدبير سيارات بديلة لعملائها في مثل هذه الحالات. وأشار إلى أن هناك أسبابا أخرى لحرائق السيارات، منها أسلاك البطارية المكشوفة، لذا يتعين على السائقين الانتباه إلى مثل تلك الأمور. محمد الزين: انفجار بطارية لجهل السائق بكيفية شحنها أكد محمد الزين مدير مدرسة الخليج لتعليم قيادة السيارات أنه على الرغم من وجود أسباب كثيرة قد تؤدي لاحتراق السيارات، إلا أن السبب الأبرز هو عدم الصيانة الدورية، لا سيما بالنسبة لبعض الأجزاء المهمة بالسيارة ذات العلاقة بالتمديدات الكهربائية، كذلك عدم دراية بعض السائقين بأبسط مبادئ ميكانيكا السيارات وعلى سبيل المثال فقد حدث منذ فترة أن توقفت سيارة أحد السائقين بسبب نفاد شحن البطارية وعندما حاول شحنها من بطارية سيارة أخرى لم يعرف كيفية توصيل الكابلات فوضعها بشكل خاطئ وبمجرد أن قام بتوصيل الكابل انفجرت البطارية في وجهه فتلف "الدينامو" كما تلفت أجزاء أخرى بالسيارة. وأضاف: هذا خطأ بسيط للغاية وكان من المفترض ألا يقع فيه هذا السائق ومع الأسف فهذه ظاهرة منتشرة بين قطاع غير قليل من السائقين وتؤدي إلى وقوع الكثير من الحوادث المماثلة والحل هو أن يسعى هؤلاء لتثقيف أنفسهم ولو بالإلمام بقدر بسيط من مبادئ الميكانيكا .. ويندرج تحت بند الثقافة والوعي المروري أيضا إدراك أهمية وجود طفايات الحريق داخل السيارات، حيث من الملاحظ أن بعض السائقين لا يهتمون كثيرا بتلك القضية لدرجة أن البعض يستعيرون طفايات من أصدقائهم لمجرد اجتياز الفحص الفني ثم يعيدونها مرة أخرى دون التفكير في عواقب عدم وجود طفاية، ولا يدركون ذلك مع الأسف إلا عندما تقع الكارثة وتشتعل النار في سياراتهم ويفشلون في إخمادها فتضيع السيارة بالكامل، لأنهم كانوا يريدون توفير ثمن الطفاية. عادل هارون حماد: عدم خبرة فنيي السيارات أحد أسباب الحرائق أكد عادل هارون حماد ميكانيكي سيارات أن الفنيين الذين يقومون بإصلاح الأعطال يُعدون أحد أسباب احتراق السيارات، مضيفا أنه في بعض الأحيان قد يحدث إما بسبب عدم الخبرة أو الإهمال أن يتكاسل الشخص الفني في عزل الأسلاك بشكل جيد أو أن يقوم بخدش أحد الأسلاك أثناء عملية إصلاح السيارة فتتعرض السيارة لتماس كهربائي يؤدي لاحتراقها. وأضاف أن هناك أسبابا أخرى لحرائق السيارات، منها عدم تغيير قطع الغيار التالفة، ما يجعلها قابلة للاشتعال في أي لحظة، لا سيما خلال فصل الصيف الذي ترتفع فيه حرارة الجو والسيارة أيضا، كما أن جهل أو عدم دراية بعض السائقين بمدلولات العلامات التحذيرية التي تطلقها أجهزة الكمبيوتر في السيارات الحديثة أحيانا وتجاهلهم لها يساهم هو الآخر في زيادة احتمالات احتراق السيارة، وهذا الأمر يمكن ملاحظته بوضوح بالنسبة لبعض السائقين قليلي الخبرة الذي تعلموا القيادة بالكاد هنا في الدوحة حيث تنطلق أمام بعضهم الإشارات التحذيرية من الكمبيوتر ولا يعرف مغزى هذا التحذير كما أن الحوادث التي تتعرض لها السيارات قد تؤدي هي الأخرى لحوادث احتراق السيارات. عبدالله فخرو: اشتعال السيارات المتوقفة لغز محير رأى عبدالله فخرو أن هناك العديد من حوادث حرائق سيارات تحدث بين الحين والآخر وهو ما نسمع عنه كثيرًا، لا سيما خلال فصل الصيف لكن السبب في تلك الحرائق يظل غامضًا في أغلب الأحيان بالنسبة لأصحاب السيارات، خصوصًا عندما تقع تلك الحرائق والسيارة متوقفة، فإذا كانت المحركات هي السبب في اشتعال النار في السيارات وهي دائرة فما الذي يؤدي لاحتراقها وهي متوقفة. وأضاف: نسمع في بعض الأحيان من يرددون أن ترك مواد غازية مضغوطة داخل السيارات مثل الولاعات أو زجاجات العطور لفترة طويلة تحت أشعة الشمس هو السبب في تلك الحرائق وهناك من يرددون أن ملء خزانات الوقود بشكل تام خلال فصل الصيف هو السبب في وقوع هذه الحوادث، ويتبادل الناس عبر برنامج "واتس آب" رسائل تحذر من تعبئة الخزانات بالوقود لتجنب اشتعال النار في سياراتهم، لكننا لسنا على يقين من مصدر تلك التحذيرات، وبالتالي فإن الأسباب الحقيقية وراء احتراق تلك السيارات لا تزال غير معروفة بالنسبة لنا. وتساءل: إذا كان الحديث عن أن ترك الولاعات وزجاجات العطور من الأسباب المؤدية إلى احتمال نشوب الحرائق في السيارات فلماذا لا يتم توعية الناس بهذا، لا سيما أن نحو 60% من الشباب يحتفظون داخل سياراتهم بزجاجات عطور أو ولاعات سجائر، الأمر الذي يجعل حياتهم وسياراتهم عرضة للخطر ما يتطلب ضرورة تحذيرهم لتجنب تلك المسببات. عبدالعزيز المعاضيد: سائقون لا يهتمون بفحص ماء الراديتر قال عبدالعزيز المعاضيد إن الحديث عن تسبب العطور في حرائق السيارات قضية غير منطقية، موضحًا أن الأجواء الحارة ليست غريبة على قطر وليست وليدة اليوم، وكذلك الحال بالنسبة لظاهرة الاحتفاظ بزجاجات العطور والولاعات داخل السيارات جميعها سلوكيات قديمة وموجودة منذ سنوات كثيرة، ولم نسمع من قبل أنها هي التي تؤدي إلى احتراق السيارات، الأمر الذي ينفي إلى حد بعيد - من وجهة نظري - أن تكون هي السبب في حرائق السيارات. وكذلك الحال فيما يتعلق بتعبئة خزانات الوقود، فلا أظن أن هذا السلوك جديد على المجتمع بل هو عادة موجودة بشكل طبيعي منذ عشرات السنين. وتابع: الأرجح أن هناك أسبابًا أخرى وراء تلك الحرائق، وأبرز تلك الأسباب قد يكون وجود تسرب زيت من بعض السيارات أو حدوث تماس كهربائي أو قيام بعض الأشخاص بإلقاء أعقاب السجائر تحت تلك السيارات دون قصد، وهي ظاهرة نشاهدها كثيرا من جانب بعض المدخنين، فما إن ينتهي من تدخين السيجارة حتى يقوم بإلقائها بشكل عفوي في أي مكان حتى ولو جاءت تحت سيارة دون الاكتراث بما يمكن أن تسببه من مخاطر. وأضاف: هناك سبب آخر لحرائق السيارات وهو الإهمال حيث لا يهتم بعض السائقين بالتأكد من مستوى الماء داخل الراديتر ما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة المحرك بشكل كبير، وبالتالي زيادة احتمالات اشتعال السيارة لاسيما عندما يتم تركها في حالة تشغيل لفترة طويلة داخل الموقف أو في الشارع . مجدي مرشدي: الطفايات الأوتوماتيكية تساهم في مواجهة الحرائق أكد المهندس مجدي مرشدي مدير عام إحدى شركات أنظمة الحريق أن حرائق السيارات تنشب لسببين، الأول هو عدم صيانة السيارة بشكل دوري ما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة المحرك بشكل كبير، الأمر الذي قد يؤدي لاشتعال النيران بها إذا لم يتنبه السائق لهذا الارتفاع ويسارع بإطفاء المحرك، والثاني تعبئة الوقود في الخزان بشكل كامل، وفي هذه الحالة يزداد الضغط داخل الخزان وتزيد معه احتمالات انفجار السيارة. وأضاف: لتجنب هذه المخاطر يجب عدم تعبئة الوقود بشكل كامل والحرص على صيانة السيارة بشكل دوري وكذلك استخدام الطفايات الأتوماتيكية "ايروسول" أو "فاير برو" وهي نوعية من الطفايات يتم استخدامها في الدوحة على نطاق واسع ولكن لحماية لوحات الكهرباء، غير أنه يتم استخدامها في جميع الدول الأوروبية في السيارات والباصات وقطارات السكك الحديدية، وهذه الطفايات يتم وضعها بالقرب من محرك السيارة بحيث إنه لو ارتفعت درجة حرارة المحرك بشكل زائد على الحد فإن الطفايات سوف تعمل بشكل أتوماتيكي وتتعامل مع أي حريق قد ينشب في السيارة. وأكد أن الصيانة الدورية واستخدام الطفايات الأوتوماتيكية بالإضافة إلى عدم تعبئة خزانات الوقود بشكل تام سوف تقلل إلى حد كبير من مخاطر احتراق السيارات خلال فصل الصيف.