اضطرابات الآباء النفسية تؤثر على الرفاهية الاجتماعية والعاطفية للأطفال | | صحيفة العرب

  • 9/4/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كانبرا- توصلت دراسة أسترالية حديثة إلى أن السلوكيات الصحية والعقلية للآباء تؤثر على الرفاهية الاجتماعية والعاطفية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و12 عاما. وكشفت الدراسة التي شملت أكثر من 4 آلاف طفل أن ثمة علاقة بين الصحة العقلية للأم ونمو الأطفال العاطفي والاجتماعي، حيث أظهرت النتائج أن حوالي 43 في المئة من الأطفال الذين عانوا من مشاكل عاطفية مرتفعة، وصعوبة في التفاعل مع أقرانهم في سن الـ10 والـ11 سنة، كانت لديهم أمهات عانين من الضيق النفسي أثناء الحمل أو بعد الولادة. وقالت الدراسة إن أبرز المشاكل العاطفية التي يعاني منها الأطفال هي القلق والحزن والبكاء والعصبية والخوف، بالإضافة إلى ميل الطفل إلى اللعب بمفرده، والتعامل مع البالغين بشكل أفضل من الأطفال. وأوضح براد مورجان، مدير مؤسسة “العقول الناشئة”، التي تهتم بالصحة العقلية للأطفال، أن هذه النتائج تسلط الضوء على الحاجة إلى الاعتناء بالرفاهية العاطفية للأم قبل الولادة وبعدها لما لها من تأثير على الأسرة. وأشار إلى أن الرابطة القوية بين الأم والطفل التي تتطور في السنوات الأولى هي أساس النمو العاطفي للطفل، مبينا أنه في الوقت الحالي تركز الكثير من الرعاية المقدمة للنساء قبل الولادة وبعدها، على تقوية الرابطة بين الأم والطفل حديث الولادة. كما بين مورجان أن المشكلات العاطفية والسلوكية في مرحلة الطفولة يمكن أن تتطور إلى مخاوف تتعلق بالصحة العقلية في وقت لاحق من الحياة، مشيرا إلى أن أكثر من نصف جميع الأمراض العقلية للبالغين تظهر في مرحلة الطفولة. المشكلات العاطفية والسلوكية في مرحلة الطفولة يمكن أن تتطور إلى مخاوف تتعلق بالصحة العقلية في وقت لاحق ولفتت الدراسة إلى أن النساء اللواتي يعانين من ضائقة نفسية أثناء الحمل وبعد الولادة، أكثر عرضة بمرتين لإنجاب أطفال يعانون من مشاكل عاطفية وسلوكية طوال مرحلة الطفولة، مما يبرز الحاجة إلى دعم أوسع قبل الولادة وبعدها. وأكد الخبراء أنه إذا كان الآباء يتمتعون بصحة جيدة عقليا ولديهم الأدوات اللازمة لدعم نمو أطفالهم الاجتماعي والعاطفي، سينعكس ذلك عليهم في مراحل حياتهم اللاحقة، كما أن توفير الدعم اللازم للآباء، سيقود الأطفال إلى مستقبل آمن عقليا ونفسيا. وشددوا على أن إصابة الأب أو الأم باضطرابات نفسية مثل الاكتئاب يعرض أبناءهما أيضا إلى الإصابة بالاكتئاب وتطور مشاكل نفسية أو سلوكية أو اجتماعية عديدة لديهم. وأكدت دراسة أنجزتها جامعة “يونيفرسيتي كوليدج لندن”، أنه على الرغم من ربط الاكتئاب لدى المراهقين لفترة طويلة وبشكل خاص باكتئاب الأمهات عند العلاج، إلا أن نتائج الدراسة كشفت تأثير اكتئاب كل من الآباء والأمهات على الأطفال. وأفادت النتائج بأن كلا الأبوين يقع عليهما عاتق حماية أبنائهما المراهقين من الإصابة بالاكتئاب، وطُلب من الآباء والأمهات والأطفال، في سن الـ7 والـ9 سنوات وما بين الـ13 والـ14 سنة، ملء استبيانات عن مشاعرهم. وتم سؤال الأطفال عن الأعراض العاطفية، بينما أجاب الآباء على أسئلة عن مشاعرهم، والتي تم قياسها وفقا لمقياس الاكتئاب. وكشفت نتائج الاستبيان وجود رابط بين أعراض الاكتئاب عند الآباء وأعراض مشابهة عند الأبناء في سن المراهقة، وتساوى الرابط في درجته مع أثر اكتئاب الأمهات على أبنائهن. وأوضح الباحثون أنه غالبا ما تبدأ العديد من مشاكل الصحة النفسية، والتي تتضمن الاكتئاب، في سن الـ13، مشيرين إلى أنه على الرغم من دور الصحة النفسية والعقلية للأم عند تشخيص الاكتئاب عند الابن المراهق، إلا أنه غالبا ما يتم إهمال دور الأب.

مشاركة :