أعلن الرئيس محمود عباس اليوم (الخميس)، استعداده للتفاوض مع إسرائيل على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، داعيا إلى عقد مؤتمر دولي للسلام تحت مظلة الأمم المتحدة. جاء ذلك في مستهل إجتماع نادر للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في منظمة التحرير الفلسطينية في مدينة رام الله، بمشاركة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية والأمين العام لحركة (الجهاد الإسلامي) زياد النخالة عبر الانترنت من بيروت لأول مرة. وقال عباس، "مستعدون لعقد مؤتمر دولي للسلام تحت مظلة الأمم المتحدة تنطلق من خلاله مفاوضات جادة على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي أعلنتها قمة بيروت في العام 2002 وفي إطار زمني محدد وتحت رعاية دولية متعددة الأطراف وبمشاركة دول أخرى". وأعلن عباس أن "وسطاء يتحدثون مع الجانب الفلسطيني لكسر الجمود الذي صنعته الإدارة الأمريكية وإسرائيل، مؤكدا رفضه الجلوس على طاولة يوجد عليها خطة السلام الأمريكية المعروفة "صفقة القرن" أو خطة الضم الإسرائيلية لأجزاء من الضفة الغربية. واعتبر الرئيس الفلسطيني، أن من يقبل مخطط الضم الإسرائيلية لـ30 في المائة من الضفة الغربية "خائن للوطن وبائع للقضية"، مشددا على رفض القيادة الفلسطينية القاطع لمخططات الضم. وجدد، التأكيد على رفض الولايات المتحدة وسيطا وحيدا للمفاوضات مع إسرائيل ولا بخطتها التي رفضناها ورفضها المجتمع الدولي لمخالفتها الصريحة للقانون الدولي وهي قرار أحادي جاء من الرئيس دونالد ترامب. وتقاطع السلطة الفلسطينية الإدارة الأمريكية الحالية منذ نهاية العام 2017 إثر إعلان ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وكانت رفضت خطة واشنطن لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. واعتبر عباس، أن تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل برعاية أمريكية "اخر الخناجر المسمومة التي يطعن ظهر الشعب الفلسطيني والأمة العربية، واصفا ما يجرى "مشاريع تطبيع منحرفة". وأكد أن "القرار الوطني مستقل ولا يمكن القبول أن يتحدث أحد باسم الشعب الفلسطيني، مشددا على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وبيته المعنوي الجامع الذي يجب أن تتظافر الجهود من أجل حمايته وتقويته وبقاءه مظلة لجميع الفلسطينيين في الوطن والشتات. وأعلنت إسرائيل والإمارات العربية المتحدة عن التوصل لاتفاق تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 13 أغسطس الجاري بوساطة أمريكية. من جهة أخرى، قال عباس إن السلطة الفلسطينية تواجه مصاعب اقتصادية بسبب احتجاز إسرائيل مئات ملايين الدولارات من أموال الضرائب التي تجبيها مقابل اقتطاع جزء منها، مؤكدا رفض السلطة الفلسطينية استلام أموال الضرائب وفقا للاتفاقات السابقة التي تحللنا منها. وكشف عباس، أن "الضغوط الأمريكية زادت على السلطة الفلسطينية والدول العربية منذ بداية هذا العام حتى أن هذه الدول لم تفي بالتزاماتها المالية معنا". وقال "نحن طلبنا أن يمنحنا أحد قروضا مقابل أموالنا وذهبنا إلى كل دول العالم نطلب قروضا مقابل أموالنا إلا أن الإدارة الأمريكية في كل مكان نذهب إليه تقول إياكم أن تدفعوا إليهم ودعوهم في الزاوية حتى ينهاروا، مشددا على أن الشعب الفلسطيني لن ينهار ويسقط مهما بلغ الضغط الأمريكي". وتابع عباس، أن فلسطين "ليس دولة مستقلة وعظمى ولكن لدينا إرادة وحق ومعنا الله وهذا يكفي ليحمينا من كل الضغوط ويمنع عنا كل الضغوط التي تأتي من هنا أو هناك". وفي الشأن الداخلي الفلسطيني، أعلن عباس نيته دعوة لجلسة للمجلس المركزي الفلسطيني قريبا، داعيا إلى تشكيل لجنة متابعة من جميع الفصائل دون استثناء والشخصيات الوطنية المستقلة لترتيب إنهاء الإنقسام. ودعا الرئيس الفلسطيني، إلى حوار وطني شامل وشروع حركتي "فتح" و "حماس" بآليات إنهاء الانقسام، مطالبا بتشكيل قيادة وطنية تقود فعاليات المقاومة الشعبية السلمية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي. وقال عباس، إن "قطاع غزة أولا ثم الضفة الغربية بما فيها القدس ولن تكون دولة بالضفة لوحدها ولا دولة بغزة لوحدها، مؤكدا "إن كنا نختلف لكن عند قضيتنا كلنا نحمي الوطن". ويعاني الفلسطينيون من انقسام داخلي مستمر منذ منتصف العام 2007 على إثر سيطرة حركة حماس بالقوة على قطاع غزة بعد جولات اقتتال مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية. بدوره، اعتبر هنية أن اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية "لقاء وطني تاريخي، مشددا على وحدة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج. وقال هنية في كلمة خلال الاجتماع من السفارة الفلسطينية في بيروت، إن القضية الفلسطينية "تمر بمرحلة تحمل مخاطر غير مسبوقة وتهديد استراتيجي لكل المنطقة، مشيرا إلى وجود محاولات لتغيير التاريخ عبر صفقة القرن وخطة الضم والتطبيع مع دول عربية". واعتبر، أن "الصفقة الأمريكية والخطط والمشاريع تهدف إلى تصفية القضية بضرب ثوابتها، ومحاولة بناء تحالف في المنطقة لاختراق الإقليم عبر ما يسمى التطبيع والاعتراف المتبادل، وإعادة ترتيب معسكرات الأعداء والأصدقاء في المنطقة بحيث تصبح إسرائيل حليفة وصديقة". وأكد هنية، أن حركته ستخسر "إمكاناتنا من أجل الوحدة وهذا يتطلب التوافق على برنامج سياسي وطني متفق عليه يشكل القاسم المشترك، داعيا إلى إنهاء العلاقة مع إسرائيل وبناء إستراتيجية لإعادة وتطوير منظمة التحرير حتى تشمل الجميع. وقال رئيس المكتب السياسي لحماس، "يجب أن ننجح هذه المرة في الإقلاع وإنهاء الانقسام وبناء موقف فلسطيني موحد ليكون ركن أساس لمواجهة هذه المشاريع". من جهته، دعا النخالة، إلى إلغاء اتفاق أوسلو للسلام الذي وقعته منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في البيت الأبيض بواشنطن في 13 سبتمبر العام 1993 وسحب الاعتراف بإسرائيل. وقال النخالة، إن "اتفاق أوسلو أثبت فشله، مشددا على وجوب إعلان المرحلة الحالية مرحلة تحرر وطني، وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وتحقيق الوحدة الوطنية. وأضاف النخالة، "لدينا فرصة لوقف هذا الانهيار وجميعنا يعلم أن المشروع الصهيوني قائم على أن فلسطين هي وطن لليهود في العالم على قاعدة منظومة الأكاذيب".
مشاركة :