أكد مركز حقوقي فلسطيني، أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تشهد تدهوراً خطيراً نتيجة تشديد الحصار الإسرائيلي وحظر دخول الوقود، والذي أسهم في تجدد أزمة انقطاع التيار الكهربائي وطال بتأثيراته القطاعات الخدماتية ،ولاسيما أزمة انقطاع مياه الشرب في ظل تفشي جائحة كورونا في قطاع غزة. وقال مركز الميزان لحقوق الإنسان ، في ورقة حقائق تسلط الضوء أزمة انقطاع المياه وحرمان السكان من الحصول على حاجتهم من المياه، الأمر الذي يشكل عاملاً مهماً في الوقاية من الوباء، حيث أن تعزيز النظافة والنظافة الشخصية وعلى وجه الخصوص الغسل المتكرر لليدين يحمي من خطر الإصابة. وأوضح المركز، أن تشديد سلطات الاحتلال الحصار على قطاع غزة وتداعياته الإنسانية، و أزمة انقطاع التيار الكهربائي أضعفت من قدرة البلديات على توزيع ونقل المياه إلى الأحياء والمنازل السكنية وحرم السكان من حقهم في الحصول على حاجتهم من المياه بكمية ونوعية كافية. وأشارت ورقة الحقائق التي أعدها مركز الميزان، إلى التحديات التي تواجه البلديات والتي تُهدد قدرتها على الاستمرار في تقديم خدماتها الروتينية والطارئة، التي فرضها تفشي فيروس كورونا في المجتمع (خارج مراكز الحجر الصحي)؛ نتيجة تفاقم مشكلة نقص امدادات الطاقة، جراء الحصار المفروض على غزة. وأوردت الورقة مجموعة من الروايات والإفادات ومن مناطق مختلفة من قطاع غزة، تعكس حجم المعاناة التي يتكبدها السكان للحصول على المياه، خاصة النساء في محاولاتهن تدبير أمور حياتهن وحياة أسرهن اليومية في ظل تفشي فايروس كورونا وفرض حظر التجوال على سكان قطاع غزة. وتشير الورقة إلى إغلاق بعض المنازل السكنية، ومعاناة سكانها، الذين أكدوا أن أزمة المياه غيرت حياتهم للأسوأ وحالت دون تنظيف مساكنهم وأدواتهم الشخصية، في وقت كان ينبغي أن تتضاعف أعمال النظافة الشخصية والمنزلية كإجراء لتفادي انتقال عدوى فيروس كورونا. وبين المركز الحقوقي أن الحصار الإسرائيلي ومنع إمدادات الوقود وتعميق أزمة الكهرباء في ظل جائحة كورونا، فاقم من أزمة البلديات وأربك جدول توزيع المياه وحرم مناطق واسعة، خاصة الأحياء الفقيرة من الحق في الحصول على حاجتهم من المياه بكمية كافية. وطالب المجتمع الدولي بضرورة التحرك الجاد لإنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، والضغط على سلطات الاحتلال للسماح بمرور امدادات الوقود اللازمة لتشغيل محطة الكهرباء. وتقديم منح عاجلة تخصيص لدعم البلديات كي تتمكن من تنفيذ أنشطتها الضرورية والحيوية، المتعلقة بالمياه والصرف الصحي والنظافة العامة، ومشاريع البنية التحتية.