اعتمد العالم بشكل كبير على بنية تحتية رقمية جديدة، عندما عصف فيروس كورونا بمختلف القطاعات الاقتصادية هذا العام، فقد قفز الطلب على التواصل عبر الفيديو كونفرانس والتسوق عبر الإنترنت والألعاب الإلكترونية.وبالتبعية، انتعش أداء شركات تكنولوجية مثل نتفليكس وزووم وأمازون دوت كوم، وتصدرت هذه الأسماء المشهد في كثير من الأحيان. لكن ماذا عن الشركات التي توفر البنية التحتية الرقمية لهذه الكيانات؟ أليس من الأجدر تصدرها المشهد والحديث عنها؟ بالطبع يأتي تسليط الضوء على الحوسبة السحابية وما جنته من ثمار بسبب كورونا والتحول نحو العمل من المنازل.وسطع نجم الحوسبة السحابية في العقدين الماضيين، وواصلت النمو بشكل كبير مع انخراط مختلف الشركات التكنولوجية لتقديم خدمات مرتبطة بتخزين البيانات، وتسابقت كيانات، أبرزها غوغل ومايكروسوفت وأمازون في تطوير وتقديم هذه الخدمات. تكمن أهمية الحوسبة السحابية في تخزين البيانات وتعزيز الخصوصية وحماية بيانات المستخدمين على الإنترنت والوصول إليها بشكل آمن وسريع. ابتكر التخزين السحابي على يد عالم الحاسوب جوزيف كارل روبنت ليكليدر في ستينات القرن الماضي، وفي العقود التالية، بدأت شركة كومبيو سيرف عرض خدمات تخزين للبيانات والملفات الخاصة بالمستخدمين. تتيح الحوسبة السحابية معالجة البيانات والتطبيقات داخل مراكز بيانات أوسع نطاقاً ثم يتاح للمستخدمين الأفراد والشركات الحصول عليها عبر الإنترنت، وتطور هذا الأمر كثيرًا في العقدين الماضيين.يراهن الكثيرون في وول ستريت على الحوسبة السحابية في زمن كورونا، خاصة بعد النمو القوي لها في الآونة الأخيرة، فقد شكلت تكنولوجيا الحوسبة السحابية 15% من إنفاق قدره 1.56 تريليون دولار على تكنولوجيا المعلومات في العام الماضي مقارنة بنسبة 7% فقط عام 2015. على أثر كورونا، تزايد الإنفاق والاعتماد على الحوسبة السحابية، وظهر ذلك جليًا في تصريحات المدير التنفيذي لـ«مايكروسوفت» ساتيا ناديلا خلال أبريل أن الأزمة جلبت معها عامين من التحول الرقمي في غضون شهرين فقط. قفزت القيمة السوقية لكل من مايكروسوفت وأمازون، اللتين تديران أكبر منصتين للحوسبة السحابية، أعلى 1.5 تريليون دولار بسبب الآمال المنعقدة على هذا التحول.