حكاية أغنية.. فات الميعاد استغلت بها أم كلثوم التنافس الخفي بين محمد عبد الوهاب وبليغ حمدي

  • 9/5/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حكاية أغنية اليوم عن واحدة من أغنيات سيدة الغناء العربي وكوكب الشرق أم كلثوم، وهي "فات الميعاد".بدأت الحكاية مع ظهور مرسي جميل عزيز، آخر الشعراء الجدد انضمامًا لأم كلثوم، فموهبة الشاعر الكبيرة جعلت أم كلثوم تطلب من بليغ حمدي أن يعرض على صديقه مرسي جميل عزيز أن يكتب لها، فكتب لها في البدء "سيرة الحب" ولحنها بليغ حمدي في ديسمبر 1965.وبعد النجاح المبهر لتلك الأغنية أمد الشاعر الجديد أم كلثوم بأغنيتين "فات الميعاد" و"ألف ليلة وليلة" لكن أم كلثوم قررت أن تضعهما في خزانتها لحين الحاجة إليهما.رغم أن العمل كان جاريًا على قدم وساق في منتصف عام 1966 في أغنية فكروني مع عبد الوهاب باعتبارها أغنية الموسم الجديد، قررت أم كلثوم أن تسند لبليغ مرة أخرى تلحين كلمات صديقه مرسي جميل عزيز مُستغلة بذلك التنافس الخفي بين محمد عبد الوهاب وبليغ حمدي."فات الميعاد" ابتعدت عن الحبكة الدرامية التي تبدأ بهجر وأحزان لتنتهي بفرح وعودة الحب بين قلبين عطشى للعشق واستمرت على نفس المنوال من فرقة ولوعة وحزن ورماد حتى آخر الأغنية، ومع ذلك حققت نجاحًا منقطع النظير.بليغ حمدي الذي كان صديقًا للشاعرين مرسي جميل عزيز وعبد الوهاب محمد شريكه في أغنية "حب إيه" لم يغادر شقته بالإسكندرية بمجرد سماع "فات الميعاد" من مرسي جميل عزيز لمدة ثلاثة أسابيع متواصلة، حيث اعتكف تمامًا لتلحينها، ولم يقطع خلوته هذه سوى اتصالاته مع أم كلثوم ليطمئنها على مسار التلحين.فرغ من ولادة اللحن ليتصل بعازف القانون الأول محمد صالح، قائد فرقة أم كلثوم حتى تستعد الفرقة بمجرد كتابة النوتة الموسيقية. وما هي سوى ساعات قليلة من لقاء أم كلثوم ببليغ لتستمع منه على مقدمة الأغنية حتى يشعر بانبهارها بالكلمات والموسيقى معًا، خاصة مع المقطع المؤثر: "تفيد بإيه يا ندم.. تعمل إيه يا عتاب.. طالت ليالى الألم.. واتفرقوا الأحباب.. وكفاية بقى تعذيب وشقى.. ودموع في فراق ودموع في لقى".لم تنقطع اللقاءات بين أم كلثوم وبليغ حمدي فبعد ساعات طويلة في الأستديو للتدريب مع الفرقة الموسيقية لإجراء البروفات يذهبان إلى فيلتها ليغني لها بعض المقاطع التي ترغب في أن تغنيها معه حتى فوجئت بحسن غناه للكلمات وأعجبت بصوته لتمتد اللقاءات حتى الليل لتستوعب غناء المقاطع بالكامل.لتهل شمس اليوم التالي حتى يذهبان للأستديو لاستكمال البروفات مع الفرقة، وهي عادة أم كلثوم التي لم تتغير أبدًا لإتقان الإلقاء مع اللحن بحضور الملحن ليسجل أي انطباعات لديه.ويبدأ المقطع الثاني مع: "ياما كنت أتمنى أقابلك بابتسامة.. أو بنظرة حب أو كلمة ملامة.. بس أنا نسيت الابتسام.. زي ما نسيت الألام.. والزمن بينسي حزني وفرحي ياما.. إن كان على الحب القديم.. إن كان على الجرح الأليم..ستائر النسيان نزلت بقالها زمان.. إن كان على الحب القديم وآساه.. أنا نسيتوا أنا.. يا ريت كمان تنساه".عازف الساكسفون سمير سرور، الذي اشترك في الفرقة الموسيقية لأول مرة ليشارك مع آلات الجيتار والكمان والقانون والأكورديون لأول مرة في ابتكار جديد ليضيف للحن مذاقًا خاصة خلفها، وكان هو مفاجأة بليغ حمدي، لأم كلثوم به.كشف العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، الصديق الصدوق لبليغ حمدي أن إبداع اللحن كان نتيجة قصة حب فاشلة لبليغ جعلته يضع كل همومه في اللحن حتى خرج لنا بهذه الروعة.

مشاركة :