النزعة البشرية للقتال - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 7/27/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

من تفسيرات ما قيل عن مفردات الحرب والضرب أن الشطرنج جيء به ليقوم مقام القتال ويشفي النزعة البشرية للقتال والمحاصرة والتكتيك الحربي. فهو (الشطرنج) مثل سائر العلوم والفنون هي مقياس لتقدم الأمم وحضارتها، وقد كان للشطرنج شأن في الحضارات القديمة ثم انتقلت أهميته إلى أوروبا وأميركا. تعتبر الهند منشأ الشطرنج في الشرق على الأرجح، ولو أن الروايات تقول إن منشأه مصر الفرعونية أو الصين أو فارس. من عبارات معاصرة القتال والدم (في الشرق خاصة) صرنا نسمع ونقرأ عن عبارة (ميليشيا)، صارت كلمة الميليشيا تخوّف أكثر من مُفردات «الجند» أو «الجيش» أو «الخميس» أو «العرمرم». وتلك الكلمات تعلمناها في المحفوظات.. في الابتدائية. والميليشيا، كغيرها من الكلمات الدخيلة Militia، هي كلمة لاتينيّة تعني جزءاً من القوات المسلحة، ولها معنى آخر يقول إنه جميع المواطنين الذكور الأصحّاء الأجسام. وكان الجيش قديما يسمّى الخميس، لأنه يتكوّن من خمس فرق: المقدّمة، والقلب، والميمنة والميسرة والساقة. صرنا أيضا نسمع بمفردات طارئة على الحروب والنزاعات مثل مفرد المرتزقة. وهو من يخدم العسكرية لمجرد الأجر، وغالبا يخدم دولة أجنبيّة، لا يدفعه للخدمة ضمن جنودها حسّ وطني. وفي حروب أميركا الأخيرة سمّتهم «مقاولين» contractors كما نسمع عنهم في تعليقات الفضائيات الأجنبية. وربما أن أميركا صارت «تستحي» من مفرد المرتزقة فاخترعت مفردة أكثر لياقة. ثمة رواية تقول إن لعبة الشطرنج هي جزء من اختراع أُريد منه أن يحلّ محل الحروب.. عملاً بالحكمة الغربيّة القائلة: الحرب هي تسلية الزعماء. قال شاعر: ولا تلُم الجنديّ يشحذ سيفهُ ولُم قادةً قد سلّحوا الجندَ أوّلا فلو خُيّر الجنديّ لاستثمر الثَّرى وصاغ من السيف اليمانيِّ مِنجلا لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

مشاركة :