بيروت: «الخليج» تواصلت عمليات البحث، أمس الجمعة، لليوم الثاني على التوالي، عن جثث وأحياء في المبنى المهدم في محلة مار مخايل شرقي بيروت، بعدما رصد نبض تحت الأنقاض، وبعدما توقفت عمليات البحث منتصف ليل أمس الأول بسبب صعوبتها، غير أنه وبفعل الضغط الشعبي، تم استئنافها فجر أمس، حيث استُقدمت الرافعات، وتمت إزالة السقف بالكامل، واستقدمت آلية تعمل على قياس الأصوات.وقد تم بلوغ مراحل متقدمة في البحث. وطلبت فرق الإنقاذ من الجميع في محيط البحث مراراً إطفاء الأجهزة الإلكترونية من أجل معاودة البحث عن نبض تحت الأنقاض. وأدخلت فرق الإنقاذ آلة مسح بالليزر إلى داخل أنقاض المبنى المنهار لمحاولة كشف ما يوجد في الداخل. وأفيد أن الكاميرا التي أدخلت تحت أنقاض المبنى، أكدت وجود جثة، وشخص على كرسي متحرك يرجح أن إشارات النبض الملتقطة تصدر منه وأنها بلغت 7 دقات في الدقيقة.وبحسب التقرير الأخير لآلة «الدوبلر»، فقد تبين أن هناك انخفاضاً في الرقم المسجل في مار مخايل، والذي يفترض أنه صوت تنفس من 18 إلى 12 زفيراً، قبل أن يسجل انخفاضاً إضافياً ليصل إلى 7، ولذلك بدأ البحث عن المفقودين بطريقة يدوية بعد الانتهاء من رفع البلوكات الكبيرة، وسط ارتفاع الصلوات في المنطقة ودموع تأمل في حصول معجزة.وفيما تم دخال طائرة مسيرة للاطلاع على المبنى المهدوم من الداخل، كان الكلب العامل ضمن فريق الإنقاذ التشيلي، قد تمكن من التعرف إلى وجود جثتين تحت المبنى، حيث كانت استجابة الكلب من خلال حاسة الشم والرائحة.وما إن تمكن الكلب من الاستجابة للرائحة المنبعثة من تحت الركام، استطاع رجال الإنقاذ من خلال أجهزة المسح من الاستدلال على نبضات قلب تحت الأنقاض، الأمر الذي أعطى مؤشرات على وجود شخص حي.وتفيد تقديرات رسمية أن سبعة أشخاص على الأقل لا يزالون في عداد المفقودين منذ الانفجار الضخم الذي هز بيروت، وأدى إلى مقتل 191 شخصاً، وإصابة 6500 آخرين.وصدر بيان عن قيادة الجيش جاء فيه: تناقَلَ بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي خبراً مفاده أنه، وبالرغم من احتمال وجود أشخاص تحت أنقاض أحد المباني المنهارة في مار مخايل-الأشرفية جراء انفجار مرفأ بيروت، فقد توقفت أعمال البحث والإنقاذ في المبنى المذكور قبل منتصف ليل الخميس/الجمعة بسبب خطر انهيار أحد الجدران المتصدعة في المبنى، ما يشكل تهديداً مباشراً لحياة عناصر الفريقين، وليس بناءً على طلب قيادة الجيش. وعندها قامت عناصر الجيش بعزل المبنى وتمت الاستعانة بمهندسين عسكريين من وحدات الهندسة في الجيش ورافعتين مدنيتين تمكنتا من إزالة الأخطار وتأمين المبنى لاستمرار العملية.
مشاركة :