بحث رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني مع كل من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو في أنقرة أمس (الجمعة)، العلاقات الثنائية، وبخاصة في الجانب الاقتصادي، إضافة إلى التعاون في مجال مكافحة حزب العمال الكردستاني.وقال جاويش أوغلو، عقب لقائه نيجيرفان بارزاني، في تغريدة عبر «تويتر»، إنه تم تناول العلاقات مع بارزاني والوفد المرافق، مضيفاً أن «الكفاح المشترك ضد حزب العمال الكردستاني»، الذي وصفه بـ«المنظمة الإرهابية»، كان «على رأس المواضيع التي جرت مناقشتها».وبحث جاويش أوغلو وبارزاني تطوير العلاقات في المجال الاقتصادي، وأكدا ضرورة الاهتمام بشكل أكبر بحركة التبادل التجاري بين تركيا وكردستان. كما بحثا انتشار فيروس كورونا وتأثيراته وتداعياته على الاقتصاد. وقال جاويش أوغلو إن تركيا أبدت استعدادها لمساعدة إقليم كردستان وإرسال مستلزمات طبية للمساعدة في مواجهة تفشي الفيروس.وتطرقت المباحثات إلى العلاقات بين إقليم كردستان والحكومة المركزية في بغداد لمعالجة المشاكل ومخاوف الإرهاب، إلى جانب آخر تطورات المنطقة بشكل عام والقضايا ذات الاهتمام المشترك.وجاءت زيارة بارزاني لأنقرة، التي رافقه فيها وفد رفيع من حكومته، غداة لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وفي الوقت الذي تواصل فيه القوات التركية عملياتها العسكرية ضد مواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. وقتل منذ انطلاق عملية «مخلب النمر» العسكرية التركية منتصف يونيو (حزيران) الماضي 5 مدنيين على الأقل، فيما أعلنت تركيا مقتل 7 من جنودها على الأقل، كما قتل 14 من عناصر حزب العمال الكردستاني. وأغضبت العمليات العسكرية التركية في شمال العراق حكومة بغداد التي استدعت السفير التركي لديها أكثر من مرة لإبلاغه احتجاجها. كما أجرت على مدى الأسابيع الماضية، اتصالات مع دول عربية لتشكيل جبهة للتضامن ضد تركيا واعتداءاتها على السيادة العراقية.وتقول تركيا إن تدخلاتها في شمال العراق تتم في إطار القانون الدولي، وتطالب بغداد وأربيل بالتعاون معها ضد «العمال الكردستاني».ووجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من بغداد، في أول زيارة رسمية له إلى العراق، رسائل غير مباشرة لتركيا حذر فيها من المساس بالسيادة العراقية. وزادت فرنسا من إشارات دعمها للعراق في الفترة الأخيرة في ظل توتر غير مسبوق في العلاقات مع أنقرة بسبب دعم اليونان وقبرص في شرق المتوسط. وزار وزير خارجيتها جان إيف لودريان في يوليو (تموز)، وأكد خلال الزيارة «أهمية النأي بالنفس عن توترات المحيط». وفي 27 أغسطس (آب)، زارت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي بغداد وأربيل، مشددة على ضرورة مواصلة مكافحة تنظيم داعش الإرهابي. وأطلقت تحذيراً من المساس بالسيادة العراقية.وعادة ما تزيد أنقرة من تقاربها مع أربيل كلما تفجرت أزمة في العلاقات مع بغداد، وبخاصة ما يرتبط بنشاط حزب العمال الكردستاني الذي تتهمه تركيا بأنه يجد ملاذاً آمناً في العديد من القرى والبلدات في كردستان.
مشاركة :