وسائل غير تقليدية لمعالجة التسرب النفطي

  • 9/5/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في حين يعكف باحثون في جامعات ومؤسسات صغيرة، على ابتكار حلول للتصدي للكوارث البيئية، كشفت أحداث التسرب النفطي الأخيرة في كل من روسيا وموريشيوس، أن القطاع لا يزال في حاجة إلى وسائل أكثر فعالية لإزالة مثل هذه التسربات، وتتضمن طرق التنظيف والمعالجة، قطع أخشاب لامتصاص التسرب، فضلاً عن استخدام روبوتات تعمل بالطاقة الشمسية وإسفنج قابل للاستخدام أكثر من مرة. ويتحكم في قطاع النفط، شركات كبيرة وموردين، غالباً ما يكونوا السبب وراء عمليات التسرب، في وقت يلعب فيه باحثون في الجامعات ومؤسسات صغيرة، دوراً رئيسياً في ابتكار طرق جديدة لنظافة التسربات النفطية. وفي جامعة نورثويسترن بولاية إلينوي الأميركية، ابتكر الباحثون الإسفنج القابل للاستخدام لأكثر من مرة، مغطاة بمزيج من المعدن والكربون، قادرة على امتصاص نفط بنحو 30 ضعف وزنها، حيث حظيت بإقبال شركات كبيرة لتجربتها. وتراجعت حالات التسرب النفطي خلال السنوات القليلة الماضية، حيث وقعت ثلاث حالات في السنة الماضية، في أدنى مستوى منذ بدء اتحاد مالكي السفن للتلوث، في جمع البيانات في 1970، لكن مع ذلك، بلغ حجم التسرب النفطي من الناقلات، نحو 1000 طن متري في 2019، بحسب «وول ستريت جورنال». وساعدت القوانين في بلدان عدة، في تقليل نسبة التسرب، حيث شكل قانون التلوث النفطي الصادر في 1990، نقطة تحول في أميركا، حيث قدم تغييرات تتضمن زيادة جرامات ومتطلبات لبناء السفن، وصدر القانون في أعقاب اصطدام سفينة «بالديز» التابعة لشركة «أكسون موبيل»، بصخرة قبالة ساحل ألاسكا، متسببة في ثاني أكبر تسرب في أميركا، بعد حادثة تسرب حقل «ديبووتر هورايزون» التابع لشركة «بي بي» البريطانية في 2010 في خليج المكسيك. وتسارعت وتيرة الوصول لطرق أفضل للتصدي لعمليات التسرب النفطي، بعد حادثة «ديبووتر هورايزون» في أميركا، بينما جاء الاهتمام في روسيا، في أعقاب تلوث نتج عن تسرب وقود من محطة توليد كهرباء في المنطقة القطبية، وفي موريشيوس، حيث وقع تسرب إثر اصطدام باخرة بشعب مرجانية في يوليو الماضي، أظهرت طرق النظافة القليل من التطور. وتم إحراز بعض التقدم، عبر استخدام صور الأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار في الطائرات المُسيرة، بيد أن الطرق التقليدية التي لا تخلو من القيود، والتي عادة ما تتسبب في بعض الخراب البيئي، ما زالت مسيطرة على الساحة. وبينما تنجح أذرع الرافعة في جمع النفط، إلا أنها لا تعمل في البحار الهائجة أو بعد تبعثر النفط على نطاق واسع، كما لا يتم قشط النفط من سطح البحر، إلا بعد أن يتم نشر هذه الأذرع بالطريقة الصحيحة، ويمكن أن يؤدي حرق الزيت أو تفكيكه بمواد كيميائية، لإتلاف الحياة البحرية، في حين يتسبب الدخان الناتج عن الاحتراق، في تلوث الهواء، والمواد البلاستيكية التي تسهم في امتصاص النفط، تزيد من حجم النفايات عند التخلص منها. قطع خشبية خلص باحثون في جامعتي دريسدن الفنية ولايبزيج في ألمانيا، إلى ابتكار طريقة باستخدام قطع الأخشاب، التي يتم رميها في البحر بالطائرات أو المروحيات أو السفن، لنظافة أي تسرب نفطي، هذه القطع يمكن استعادتها، وفي حال تعذر ذلك، فإنها قابلة للتحلل في الماء، ويمكن لهذه القطع، العمل في المياه الضحلة، وفي الأحوال الجوية السيئة، وفي الحالات التي تقل فيها كفاءة الطرق التقليدية. روبوت عائم في جامعة ولاية كارولينا الشمالية، نجح باحثون في ابتكار روبوت عائم يعمل بالطاقة الشمسية، محشو بمواد صغيرة للغاية مصنوعة من أوراق الأشجار، تعمل على فصل النفط من الماء، وفور امتلائه بالنفط، الذي يمكن استخدامه مرة أخرى، يعود الروبوت إلى محطته لتفريغ الحمولة.

مشاركة :