تبنى حزب العمال الكردستاني أمس هجوما بسيارة مفخخة أدى أول من أمس إلى مقتل جنديين تركيين على الأقل في محافظة ديار بكر ذات الغالبية الكردية جنوب شرقي تركيا. وتبنى الجناح العسكري في الحركة الانفصالية المتمردة الهجوم على موقعه على الإنترنت، متحدثا عن «عمل تنكيلي» نفذته قواته، مؤكدا أنه قتل 8 جنود وأصاب 11 غيرهم. بدورها، أعلنت مصادر رسمية مقتل عسكريين تركيين اثنين وجرح أربعة آخرين في الهجوم الذي قالت إنه استهدف قافلة عسكرية. وفي بيان على موقعها الإلكتروني نسبت هيئة أركان الجيش التركي الهجوم إلى «المنظمة الإرهابية والانفصالية»، العبارة التي تستخدمها السلطات التركية عادة للحديث عن حزب العمال الكردستاني. وقالت القيادة العسكرية إن سيارة مفخخة انفجرت عند وصول قافلة مدرعات تابعة للقوات الخاصة للدرك لتعزيز وحدة دركيين أخرى تدخلت بعد احتراق ثلاث آليات على طريق في منطقة ليجي. ونقلت عنها وكالة الصحافة الفرنسية أن ضابطي صف في قوة الدرك قتلا في الانفجار الذي أدى إلى انقلاب سيارتهما. وفيما قال مكتب محافظ ديار بكر إن «عملية واسعة أطلقت للعثور على منفذي هذا الهجوم الشنيع»، ذكرت وكالة أنباء دوغان التركية أن ستة أشخاص على الأقل اعتقلوا للاشتباه في علاقتهم بالحادث. ويأتي هذا التصعيد غداة قصف جوي تركي على مواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق ردا على مقتل شرطيين تركيين الأسبوع الماضي قرب الحدود مع سوريا. وكانت قوات الدفاع الشعبي، الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني، دانت في بيان على موقعها الإلكتروني القصف التركي، معتبرة أنه «عدوان». وقالت إن تركيا «أنهت من جانب واحد» وقف إطلاق النار. وأضافت أنه «وسط هذا القصف الجوي الكثيف، لم يعد للهدنة أي معنى». وتبنت الحركة الانفصالية الكردية الأربعاء الماضي قتل الشرطيين في مدينة جيلان بينار (جنوب شرق) على الحدود مع سوريا. وقالت إن هذه العملية هي رد على الهجوم الانتحاري الذي استهدف في سوروج (جنوبا) ناشطين مؤيدين للقضية الكردية وأسفر عن سقوط 32 قتيلا ونحو مائة جريح. وفي ما بدا ردا على أحدث هجوم، عاودت المدفعية التركية أمس قصف مواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. وانطلق القصف من مدينة دجلة في أقصى جنوب شرقي تركيا واستهدف طوال ساعات فجر أمس أهدافا واقعة قرب الحدود العراقية، على ما أعلنته وكالة دوغان للأنباء نقلا عن شهود. وكان سلاح الجو التركي شن ليل الجمعة - السبت سلسلة غارات على القواعد الخلفية لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق. واعتبر الحزب هذا القصف «عدوانا (...) ينتهك شروط وقف إطلاق» بين مقاتليه والقوات التركية القائم منذ مارس (آذار) 2013. وغيرت تركيا من موقفها بشكل مفاجئ هذا الأسبوع بعد أن احتفظت لوقت طويل بموقف متردد حيال التحالف الأميركي ضد تنظيم داعش، وأقدمت على فتح قواعدها العسكرية الجوية للتحالف وشنت غارات بدورها على تنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني.