الشيخة منيرة بنت فارس آل خليفة

  • 9/6/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الشيخة منيرة بنت فارس آل خليفة   عندما فكرتُ في أن أكتب عن الرائدة التربوية الشيخة منيرة بنت فارس آل خليفة، تلك الشخصية التي تربت في بيت العز والعلم والثقافة والجود، فهو بيت أسس على التقوى ومساعدة المحتاجين، إذ كان مجلس والدهم الشيخ فارس بن خليفة آل خليفة منبرًا للعلم والدين والدراسة والتدريس، حيث انطلق من هذا المجلس جمعية الرفاع الثقافية وغيرها من الأمور، لم تكن لدي معلومات كافية عن هذه الشخصية التي تميزت، بالإضافة إلى وجودها التربوي والشعر والكتابة على اعتبار أنها من أوائل التربويات اللاتي ينتمين إلى العائلة الخليفية، الأمر الذي جعلني أن أطرق أبواب عدة تقودني إلى خيط يأخذني إلى إعطاء هذا الموضوع حقه، فقد ساقني البحث من خلال الشيخة حياة آل خليفة وصولاً إلى أختها الشيخة ثاجبة بنت فارس آل خليفة التي أثرت هذا المقال بالمعلومات الدقيقة والصحيحة، إذ عرفتُ انهما عملا معًا في سلك التدريس. ولدت الشيخة منيرة بنت فارس آل خليفة في الرفاع الشرقي ودرست في مدارس الرفاع وأكملت دراستها في الجمهورية العربية المتحدة مصر بمصاحبة أخيها الشيخ عبدالرحمن بن فارس آل خليفة وأختها الشيخة ثاجبة بنت فارس آل خليفة، إذ عُيّنت معلمة في مدارس البحرين (فكانت المدرسة الغربية في المنامة أولى محطات عملها)، وفي بداية الستينيات من القرن الماضي انتقلت إلى مدرسة الرفاع الشرقي الابتدائية للبنات، بعدها انتقلت إلى مدرسة الرفاع الغربي الابتدائية للبنات وعُيّنت مديرة لهذه المدرسة، وقد تباهى طالبات مدرسة الرفاع الغربي الابتدائية للبنات من الفرحة بقدوم الشيخة منيرة بنت فارس آل خليفة إلى المدرسة،     حيث أنشدن بأنشودة مطلعها: «يا مدارس يا مدارس    مديرتنا منيرة فارس» وذلك نظرًا لاهتمام الشيخة منيرة بنت فارس آل خليفة الإداري والتربوي والتراثي، عطفًا على اهتمامها بالتعليم، وكانت الأستاذة مكية عيد سالم مديرة مساعدة في هذه المدرسة، ومن زميلاتها نذكر على سبيل المثال لا الحصر الأستاذة فاطمة زيد والأستاذة سلامة يعقوب والأستاذة مريم انجنير والأستاذة لولوة سبت، ومن المعلمات الفلسطينيات الأستاذة مريم بوشارب والأستاذة أمل أبو الرب والأستاذة لطيفة بوغزالة، إذ بقيت الشيخة منيرة بنت فارس آل خليفة في المدرسة مدة طويلة حتى انتقلت إلى وزارة التربية والتعليم للعمل في إدارة العلاقات الثقافية، حيث كان الأستاذ محمد صالح عبدالرزاق مديرًا لهذه الإدارة، وغالبًا ما أقوم بزيارتها في مكتبها عندما كنتُ اختصاصي في إدارة المناهج حينما تكون هناك مؤتمرات أو لقاءات تربوية من جهة إدارة المناهج، إذ كانت الشيخة منيرة بنت فارس آل خليفة نعم المعين والمساعد والداعم لمثل هذه الأنشطة. ونظرًا لتميز الشيخة منيرة بنت فارس آل خليفة وإتقانها في العمل وجديتها فيه، أُسندت إليها العديد من المهام كرئاسة بعض اللجان الاستشارية للمعلمين، كما أوكل إليها قسم المرشدات واللقاءات الرسمية والاحتفالات بالأعياد الوطنية والإشراف التام على احتفالات عيد العلم منذ بدايته في عقد الستينيات من القرن الماضي، إذ ارتبط اسم الشيخة منيرة بنت فارس آل خليفة بالأوبريتات التي غالبًا ما تكون من تأليفها، بالإضافة إلى إشرافها على مدرسة المرور للطلبة، كما أوكل إليها متابعة الطلبة المبتعثين وعمل حفلات ترفيهية لهم ومتابعة جولات الطلبة داخل البحرين وخارجها وخاصة تلك التي تقام في عطلة نصف السنة، عطفًا على متابعة المحاضرات والمسابقات التي تقام في المدراس بما فيها مسابقة القرآن الكريم والبرامج الإذاعية للطلبة والمسرح المدرسي والمسابقات الموسيقية والإشراف التام على المجلة التربوية الصادرة من قبل وزارة التربية والتعليم، بالإضافة إلى ذلك إعداد جداول لمحاضرات تثقيفية التي تطلبها المدارس ومتابعة أنشطة المدارس في جميع المجالات وغيرها من الأمور والأنشطة التي تخدم المناهج. وللشيخة منيرة بنت فارس آل خليفة دور اجتماعي وثقافي، إذ دائمًا ما تقوم بتقديم محضرات في الجوانب الاجتماعية والخيرية والنسوية داخل البحرين وخارجها، ويرجع لها أنها أول من أسس جميعة الرفاع الثقافية الخيرية التي ولدت في مجلس والدها، إذ كانت الشيخة منيرة بنت فارس آل خليفة أول رئيسة لهذه الجمعية، حيث امتد نشاطها إلى افتتاح رياض أطفال غالبًا ما تكون مجانية، وقد طال قرية الزلاق هذا الكرم بافتتاح أول روضة لأطفال القرية، بالإضافة إلى ذلك قامت الشيخة منيرة بنت فارس آل خليفة بتشجيع الفرق الشبابية الموسيقية للمشاركة في احتفالات الجمعية وخاصة أبناء الرفاع الشرقي، كما أن الشيخة منيرة بنت فارس آل خليفة عضو في أسرة الأدباء والكتاب البحرينيين. هذا الإرث التاريخي الذي اختزل في المقال قد لا يفي حق الشيخة منيرة بنت فارس آل خليفة لكن التاريخ التربوي والثقافي والاجتماعي يشهد لها باعتبارها لبنة من لبنات تاريخ مئوية التعليم في مملكة البحرين، وفي عام 2000م انتقلت الشيخة منيرة بنت فارس آل خليفة إلى رحمة الله تعالى، إذ توسدت الثرى في مقبرة الحنينية رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته.

مشاركة :