تابعنا بانتباه كلمات قادة الفصائل الفلسطينية في اللقاء الذي جرى ما بين بيروت ورام الله كما تابعنا ردود الفعل الشعبية والدولية على الاجتماع، وكما هي العادة تفاوتت المواقف الشعبية ما بين متفائل ومتشائم وإن كانت نغمة التشاؤم أكبر، ليس من المؤتمر بحد ذاته أو من كلمات القادة، بل لتجارب سابقة من الاجتماعات والتفاهمات وتوقيع اتفاقات مصالحة وتبادل قبلات التهنئة وإطلاق الرصاص وتوزيع الحلوى ابتهاجاً بالمصالحة وكانت النتيجة العودة لمربع الانقسام والخصومة بشكل أشد.أما ردود الفعل العربية والدولية فكانت شبه غائبة وكأن العالم أيضاً لم يعد يثق بمثل هكذا لقاءات وينتظر ممارسات فعلية على الأرض يقتنع من خلالها أن هناك تحولاً في مواقف وسياسات الفلسطينيين. وجزء من التجاهل العربي الرسمي يعود لأن هناك مخططاً يتم إعداده لتجاوز القيادة الفلسطينية وهو ما يتبدى من خلال رفض طلب فلسطيني لاجتماع الجامعة العربية لبحث ما يجري من تطبيع ومجمل التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية.لا يمكن أن نجزم بأهمية اللقاء والزعم بأنه تاريخي كما يذهب المتفائلون إلا من خلال النتائج التطبيقية لقراراته كما قال محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا في الداخل المحتل في كلمته في المؤتمر. صحيح أنه سادت في كلمات الوفود نغمة تصالحية وودية حيث كانت كلمة الرئيس أبو مازن وطنية وواضحة وشاملة وأكدت على التمسك بالحد الأدنى المتفق عليه وطنياً وهو الدولة في الضفة وغزة وعاصمتها القدس وحق العودة للاجئين كما أكدت على رفض صفقة القرن وسياسة الضم والتطبيع أيضاً لهجته التصالحية تجاه حركة حماس والجهاد الإسلامي ودعوته لهما بالانضواء في منظمة التحرير. كما كانت كلمة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية تصالحية حاول فيها تبديد الشكوك فيما يتعلق بالاعتراف بمنظمة التحرير ممثلاً شرعياً للشعب الفلسطيني أيضاً في تأكيده على رفض حركة حماس إقامة دولة في غزة بالرغم من الإغراءات التي عُرضت عليها. وعلى نفس المنوال كانت كلمات قادة الفصائل، ومع ذلك وحتى لا يكون اللقاء مجرد هوجة انفعالية سيتلاشى مفعولها بعد أيام في دهاليز التفاصيل واللجان التي تم تشكيلها نبدي الملاحظات التالية:وفي الختام ولأن هناك مخاطر وتخوفات حقيقية لم تبدأ فقط مع التطبيع الإماراتي مع إسرائيل بل موجودة قبل ذلك مع الاحتلال والاستيطان المتواصل منذ عام 1967 ثم صفقة القرن وسياسة الضم، والانقسام الفلسطيني الذي يتم توظيفه لتبرير التدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية كما كتبنا أكثر من مرة في مقالاتنا السابقة وهو ما أكد عليه قادة الفصائل أيضاً، لكل ذلك يجب مواصلة الجهود من الجميع وعدم الاكتفاء باجتماع الأمناء العامين للفصائل أو انتظار مخرجات اللجان التي سيتم تشكيلها، بل يتطلب الأمر حراك شعبي مساند بل وضغوط شعبية ومن المجتمع المدني لإجراء انتخابات عامة وهي ممكنة في سياق الانتخابات بالقائمة النسبية كما قال محمد بركة ولتكن معركة الانتخابات جزءاً من المعركة الشاملة مع الكيان الصهيوني.
مشاركة :