محمود عبدالعزيز ويحيى الفخرانى رشحا لدور «بركات» والعلمى يستقر على بطل رأفت الهجان ليتقاسم البطولة مع نور الشريفنور رفض دور «زكريا» قائلا: لا يجوز تقديم هذا الدور بعد ما قدمت عمر بن عبدالعزيزالساحر يرفض بطولة المسلسل فى اللحظات الأخيرة ويحيى العلمى: «مبيعرفش يمثل.. قولوا له هجيب نجاح الموجى بداله»نبيل الحلفاوى قرأ الرواية وتمنى لعب دور «زكريا» ورفض جميع الأدوار التى عرضت عليه انتظارا لاعتذار المرشحين الأوائلشريهان اعتذرت عن دور «وسيلة» لأنه لا يناسب مكانتها.. وسحر رامى البديلةيحيى العلمى يعرض على الحلفاوى دور «الزينى بركات» ويرشح أحمد بدير بعد رفضهبدير ظن أنه مرشح لدور «على بن أبى الجود» وعندما أخبره العلمى باختياره بطلا قال «أكيد بيهزر»الكبار دائما.. للمهمات الكبيرة، والحقيقة أن المهمة كانت كبيرة بالفعل، عمل أدبى شهد له الجميع بالنجاح.. وسيناريو رائع قدمه مؤلف يخطو خطواته الأولى.. ووراء ذلك.. يقف قطاع الإنتاج.. فى عز مجده وثقله وعنفوانه.. خلف هذا العمل.. لذا كان لابد من الاستعانة بالمخرج الكبير الراحل.. يحيى العلمى. وما إن أسند قطاع الإنتاج، مهمة إخراج مسلسل «الزينى بركات» ليحيى العلمى، شعر الأخير بمسئولية كبيرة تجاه هذا العمل الراقى الذى صاغ له السيناريو والحوار الكاتب الكبير محمد السيد عيد فى تجربته الأولى.. عن رواية للكاتب الكبير الراحل جمال الغيطانى، حمل يحيى العلمى على عاتقه مستقبل كاتب جديد.. علاوة على نجاح كبير حققته الرواية.كان على يحيى العلمى أن يختار الممثلين المناسبين للأدوار الرئيسية، على رأسهم «بركات بن موسى» و«زكريا بن راضى»، والجارية «وسيلة»، رفع العلمى سقف طموحه وقرر المفاضلة بين النجمين الكبيرين محمود عبدالعزيز ويحيى الفخرانى للعب دور «بركات»، قبل أن تصب المفاضلة فى صالح بطل «رأفت الهجان»، على أن يقوم بدور «زكريا» الفنان الكبير نور الشريف.. وأسرف يحيى العلمى فى طموحه مرشحا النجمة الكبيرة شريهان لتلعب دور «وسيلة».1- الجانب الآخربعد أن قرأ الفنان الكبير والقدير نبيل الحلفاوى، رواية جمال الغيطانى تمنى لو تم إنتاجها فى مسلسل درامى، على أن يقدم فيها دور «زكريا بن راضى»، بعدها بفترة من الزمن، وجد الحلفاوى أن ثمة أخبارا تنشرها الصحف بشأن إنتاج رواية «الزينى بركات» فى مسلسل يقوم بإخراجه يحيى العلمى، لكن.. هل فكر الحلفاوى فى طلب لعب الدور (كان من المستحيل أن اتصل به لأخبره برغبتى فى لعب دور زكريا.. فالممثل يُطلب ولا يطلُب.. ورغم رغبتى العارمة فى لعب الدور لم اتصل بيحيى العلمى.. كل ما فعلته أننى اعتذرت عن جميع الأدوار التى عُرضت عليّ.. كونى لا أميل ولا أحب أن أرتبط بعملين فى نفس التوقيت.. فخشيت أن يعتذر من تم ترشيحه للعب الدور، بعدها يعرضه عليّ يحيى العلمى فأكون مرتبطا.. لدرجة أن السيدة زوجتى قالت لى لقد رفضت أدوارا جيدة.. وقد لا يأتيك المسلسل ووقتها ستخسر ما رفضته).وهنا سألت الأستاذ نبيل الحلفاوى: لكن فى هذا الوقت كان من المعروف أن الأستاذين الكبيرين نور الشريف ومحمود عبد العزيز سيقدمان البطولة فلماذا قررت أن تنتظر.. هل كان على أمل اعتذار نور المرشح لدور زكريا؟.. فقال: (قلت لزوجتى وقتها لن أقبل أدوارا أخرى إلا فى حالة واحدة.. وهى أننى أعلم أن المسلسل بدأ تصويره بنور الشريف ومحمود عبد العزيز).وهنا يبدو أن الفنان الكبير نبيل الحلفاوى كان على يقين بأنه سيحصل على الدور.. راهن.. وكسب الرهان ليقدم لنا دورا من أعظم أدواره بعد اعتذار نور الشريف ومحمود عبد العزيز عن العمل بالفعل.2- أحلام مبتسرةكان كل ما خطط له المخرج الكبير يحيى العلمى مجرد أحلام مبتسرة، أجهضها اعتذار محمود عبدالعزيز بشكل غير لائق حسبما قال مؤلف المسلسل محمد السيد عيد فى حوار له مع الزميل الإعلامى محمد الباز على قناة «المحور»، إذ أعاد محمود عبدالعزيز نسخة السيناريو إلى يحيى العلمى مع أحد المساعدين، الأمر الذى أغضب الأخير واتصل به ليعاتبه، لكنه وجده خارج المنزل، فقال لزوجته «هو أصلا مبيعرفش يمثل.. قولى له هجيب نجاح الموجى مكانه».أما نور الشريف فاعتذر لكونه كان قد قدم دور عمر بن عبدالعزيز فى مسلسل يحمل نفس الاسم ومن الصعب عليه بعد أن قدم دورا كهذا أن يقدم شخصية شريرة وشرسة كشخصية زكريا بن راضى.. هذا ما قيل وما تم الإعلان عنه.. أما ما لم ينشر عن تلك الوقائع أنه كان من المستحيل الجمع بين نور الشريف ومحمود عبد العزيز فى عمل واحد.. خاصة أن الأخير لم يكن قد خرج من شخصية رأفت الهجان التى حقق من خلالها نجاحا طاغيا، علاوة على أن الهجان وضعه فى منطقة أخرى من النجومية عما كان قبله.. لذا كان من الصعب أن يتقاسم بطولة مسلسل جديد مع نجم آخر، وقيل إن ثمة تساؤلات تم طرحها عن ترتيب الأسماء على تيتر العمل.. خاصة أن مكانة نور الشريف الكبيرة ولعبه أدوار البطولة فى أعمال كان محمود خلالها ممثلا مساعدا مثل «الحفيد» و« العار» كانت تسمح لنور بصدارة التيتر.فى جميع الأحوال اعتذر النجمان الكبيران حتى لو تباينت الأسباب.. تبعهما اعتذار آخر من النجمة الكبيرة شريهان التى أعجبت بالنص الدرامى.. لكنها وجدت أن البطولة للرجلين وأنها مجرد ممثلة مساعدة.. فقررت الاعتذار.. وحلت محلها الفنانة سحر رامى.3- الحلفاوى يرفض البطولةبعد اعتذار نور الشريف ومحمود عبد العزيز، اتفق جمال الغيطانى مؤلف الرواية، مع محمد السيد عيد كاتب السيناريو على أن يرشحا النجمين الكبيرين كمال الشناوى ومحمود مرسى.. وذهبا بالفعل إلى يحيى العلمى واقتراحا عليه الأمر.. لكنه رفضه شكلا وموضوعا فهو لا يريد أن يكرر نفسه.. فكلا النجمين استعان بهما من قبل فى بطولة مسلسل «زينب والعرش»، وقال لا تشغلا بالكما سأفكر فى تركيبة جديدة.بعدها بأيام فوجئ الفنان الكبير نبيل الحلفاوى باتصال من يحيى العلمى يخبره بترشيحه للعب دور «زكريا بن راضى»، شعر الحلفاوى بسعادة كبيرة، فتضحيته بالعديد من الأدوار لم تذهب هباءً، والتقى بيحيى العلمى مرات.. وشاركه التفكير فيمن يلعب دور الزينى.. وعندما وجد العلمى أن الدور شديد الصعوبة قال للحلفاوى اعمل أنت الزينى.. ودور زكريا أسهل فى ترشيح ممثل يقدمه.. لكن نبيل الحلفاوى رفض تماما.. (فى إحدى المرات فاجأنى قائلا إيه رأيك فى أحمد بدير يقدم الدور.. صمت لفترة.. لم يكن صمتى رفضا لترشيح أحمد ولا حتى موافقة.. إنما سرحت فى الأوصاف التى كتبها جمال الغيطانى فى روايته فى وصف شخصية وشكل الزينى ووجدت بالفعل أنها منطبقة على أحمد بدير.. فقطعت صمتى وقلت له.. أعتقد إن أحمد ممكن يعمل الدور كويس قوى لأن عنده إمكانيات فى التراجيديا).4- لقاء عابرجمعت الصدفة بين الفنان الكبير والقدير أحمد بدير والمخرج يحيى العلمى، فى لقاء عابر تبادلا فيه السلام، وقال يحيى العلمى (إيه يا أحمد مش هتشتغل معايا بقى).. فرد أحمد بدير (والله لو مشهد يا أستاذ.. أنا تحت أمرك)، فقال العلمى أنه بصدد التحضير لمسلسل تاريخى.. وطالبه بحضور بروفات الترابيزة فى الدور الرابع بمبنى التليفزيون (قلت فى عقل بالى مسلسل تاريخى!!.. على العموم مش مشكلة أنا كده كده عملت مع الأستاذ يحيى مشهد واحد فى مسلسل «هو وهى».. وبالفعل روحت مبنى التليفزيون علشان أحضر البروفات.. وقتها مكنتش أعرف أنا هعمل أى دور.. وكان بيخلينا نقرأ جميع الأدوار.. ولفت نظرى دور صغير كده فى ملامح الكوميديا هو دور على بن أبى الجود.. قلت هو هيدينى الدور ده ومش هاخد أكتر من كده.. لأن بطولة العمل بالنسبة لى كانت ولا فى الأحلام.. لكن الأستاذ يحيى فاجأنى أمام الزملاء بأننى سألعب دور الزينى.. وبصراحة أنا تنحت وكل اللى على الترابيزة تبادلوا النظرات).بعدها بدأ الفنان الكبير أحمد بدير يتهرب من البروفات (خوفت لأقرأ غلط يلاقى الشغل هيطلع كوميدى يغيرنى.. وبدأت اتحجج للهروب من البروفات بعملى فى الإذاعة.. لأنى مكنتش مصدق وداخل ملعب جديد مش ملعبى.. ووقتها انتظرت لحين رحيل الزملاء وسألته هو أنت بتتكلم جد يا أستاذ.. فقال لى أنت اللى هتعمل الزينى بركات يا أحمد.. اطلع دلوقتى عند ممدوح الليثى فوق فى قطاع الإنتاج وامضى العقد).صعد الفنان الكبير أحمد بدير، إلى مكتب ممدوح الليثى رئيس قطاع الإنتاج فى ذلك الوقت، وكان أجره يبلغ نحو 800 جنيه فى الحلقة الواحدة، وقابله ممدوح الليثى متسائلا عن أجره فى القطاع فأخبره بالأجر لكن طالب بزيادته ( أنا بعمل البطولة يا أستاذ ممدوح).. فرد الليثى: ( يعنى عايز تاخد بطولة مسلسل ليحيى العلمى وكمان تاخد فلوس.. ده أنت المفروض تدفع لنا.. لكنه فى النهاية رفع أجره إلى ألف جنيه فى الحلقة الواحدة).5- ليالى الخوف والرعبعاش أحمد بدير فى انتظار بداية التصوير فى ليالى لم تخل من خوف وصل فى بعض الأحيان إلى حالة رعب.. وبدأ التصوير بالفعل فى ديكور «السلطان الغورى «وكان لأحمد بدير أو الزينى بركات مشهد واحد فى هذا الديكور.. ذهب إلى موقع التصوير وأدى المشهد وخرج، انتظر فى بيته أسبوعا لم يحدثه أحد من أسرة المسلسل.. وصل الأسبوع إلى عشرة أيام كاملة.. تأكد وقتها أحمد بدير أن عدم اتصال يحيى العلمى به أو أى من المساعدين إشارة لاستبعاده من المسلسل.. وهاجت الهواجس فى رأسه أنه فشل فى المشهد الذى تم تصويره.. فعلى ذلك أصلح يحيى العلمى خطأ ترشيحه باستبعاده من العمل تماما ونهائيا.لكن حاول أحمد بدير أن يطمئن بنفسه أو على الأقل عملا بالمثل القائل وقوع البلاء ولا انتظاره (اتصلت باستوديو 5 الذى كان يصور به الأستاذ يحيى وكنت على يقين أنهم غيرونى وصعبت عليا نفسى فوجدت صوتى مرتعشا وعيناى تبكيان عندما تأكدت أنه يصور فعليا بدونى.. وعندما رد الأستاذ يحيى علىّ قلت له لما تحب تغيرنى.. قول لى متخلينيش أعرف من بره.. فرد قائلا: أنت عبيط ولا إيه.. مين قال إنى غيرتك.. أنت كان ليك مشهد واحد فى الديكور ده وخلاص صورته.. لما نخلص الديكور ويبقى ليك شغل هنكلمك.. هو قال كده وأنا أرتحت وذاكرت الشخصية بكل قوة وتركيز.. بصراحة لم استمتع بأداء شخصية زى الزينى بركات.. وكنت اعتبر أن نبيل الحلفاوى أستاذى فى هذا العمل فكنت أسأله هل مثلت بشكل جيد.. وكنت اعتبر أن التمثيل مع شخص أقوى منى سيفيدنى كممثل).6- عاهة مستديمةعندما سألت الفنان الكبير نبيل الحلفاوى عن زميله وصديقه فى الواقع وعدوه الأول فى دراما العمل الأستاذ أحمد بدير قال (أحمد كان خايف لأنه حاسس بمسئولية كبيرة كون المسلسل تقيل.. لكن أثناء الشغل كان مدى الشخصية حقها تماما.. وحب يطمئن فطمأنته وأكيد يحيى العلمى طمأنه.. وغالبا تكون البدايات هى الأصعب.. فبعد أن يمسك بزمام الشخصية يستطيع أن يستدعيها فى أى وقت).نبيل الحلفاوى الذى اعتذر عن أدوار عدة أملا فى تقديم شخصية زكريا بن راضى.. وكان ينتظر تصويرها بفارغ الصبر، حدث له ما لم يكن فى الحسبان ليلة بداية التصوير..(بدأ يحيى العلمى تصوير المسلسل بديكور قصر السلطان الغورى وكان لى فى هذا الديكور شغل كثير.. لكن قبلها بيوم أصبت بالتواء شديد فى قدمى نتج عنه تمزق فى الأربطة.. ذهبت إلى المستشفى قالوا يجب أن يتم وضعها فى الجبس.. فرفضت وقلت مش هينفع.. سأبدأ غدا تصوير مشاهدى، فقالوا إن لم تضعها فى الجبس وسرت عليها هكذا قد تحدث لك عاهة مستديمة.. اتصلت بالدكتور طلعت الحديدى طبيب العظام وصديقى وكنت أتردد عليه قبلها، ولحسن الحظ كان قد وصل لتوه إلى مطار القاهرة عائدا من رحلة فى الخارج، شرحت له الموضوع فجاء من المطار إلى المستشفى، وطالبنى بالجبس أيضا.. فقلت مستحيل.. وأمام إصرارى جاء بشريط طبى لاصق أحكمه حول قدمى.. وأثناء التصوير شعرت بآلام مبرحة وكنت أعرج ولا أستطيع التحرك كثيرا.. وتحاملت على نفسى أمام الكاميرا.. وعند نهاية تصوير المشهد ارتمى على أقرب مقعد.. الأمر الذى دعى المسئولين فى التليفزيون بتوفير سيارة خاصة لنقلى من البيت إلى الاستوديو.. ومقعد متحرك أدخل به بلاتوه التصوير حتى أوفر الحركة أمام الكاميرا فقط).7- العملاق أحمد بديراستطاع الفنان الكبير أحمد بدير الإمساك بزمام الشخصية بعد أيام قليلة من التصوير (بعد 10 أيام من التصوير شعرت بالثقة.. وكان هناك مشهد طويل يجمعنى بنبيل الحلفاوى.. وما أن ينتهى الحوار من المفترض أن أتركه وأخرج.. مشيت خطوتين ثم عدت إليه واحتضنته قبل خروجى.. شعرت أن شخصية بمثل هذا الدهاء يجب أن تفعل ذلك رغم أنها لم تكن من بين تعليمات المخرج لكنه وافق عليها.. وكان المشهد مباراة فى التمثيل والتلون بين القوة والضعف والتفاوض.. وكان من المشاهد الصعبة عندما يدخل على أحد الممثلين يعاتب الزينى على سماحه لفئة باحتكار الفول.. فدمعت عيناى وأنا أدافع عن نفسى.. ثم استدرت وكان قوة الشر فى عينى.. ثم استدرت له باكيا مرة أخرى.. وقتها شعرت أنه شيطان التمثيل!!).يذكر أن الفنانة الكبيرة زوزو نبيل طلبت من المخرج يحيى العلمى لعب دور «شواهى» كونها قدمته للإذاعة من قبل.. لكنه كان قد أسند الدور فعليا للفنانة القديرة تهانى راشد التى أجادت بالفعل فى تجسيده، مثلما أجاد بدير والحلفاوى وصنعا مسلسلا خالدا.
مشاركة :