شركات الطيران العالمية تواجه معضلة استعادة جذب الركاب بعد انتهاء الجائحة

  • 9/7/2020
  • 00:36
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تردد الحديث كثيرا خلال الأشهر الستة الماضية، حول أهمية عدم السفر ما لم يستوجب الأمر ذلك، إذ يقول الأشخاص الذين كانوا يسافرون كثيرا قبل فترة تفشي كورونا، "إنهم صاروا يدركون الآن أن القيام بكثير من رحلات السفر لم يعد أمرا ضروريا حقا، وذلك بفضل تطبيقات إلكترونية مثل "زووم" وغيره من التطبيقات المنافسة". ووفقا لوكالة "بلومبيرج" للأنباء، فإنه من الضروري حقا أن يكون المحامون حاضرين بأنفسهم أثناء المحاكمات، لكن أن يتم السفر عبر البلاد من أجل حضور موعد محدد لمدة ساعة على سبيل المثال يعد إهدارا للوقت والمال، كما قد يحتاج مندوبو المبيعات للانتقال إلى موقع العميل من أجل إتمام صفقة ما، لكن ببساطة، يمكن القيام بذلك عن بعد. وكان أغلب تداعيات تفشي الوباء مفزعا، إلا أن التراجع الحاد في حجم رحلات الطيران لأغراض العمل بشكل خاص، كان كشفا مثيرا، وقد يكون ذلك مبررا لقيام شركة "يونايتد إيرلاينز" القابضة أخيرا برفع كثير من الرسوم التي يكرهها العملاء إلى حد كبير، وهي رسوم التغيير التي تبلغ قيمتها 200 دولار أمريكي، التي يتم فرضها عند قيام العملاء بحجز رحلات جوية ثم تغييرها. وسرعان ما قام عدد من شركات الطيران الأخرى، ومن بينها "دلتا إيرلاينز" و"أمريكان إيرلاينز"، باتخاذ الإجراء نفسه الذي اتخذته "يونايتد إيرلاينز"، التي تعهدت بأنها لن تعيد فرض تلك الرسوم مجددا بعد انتهاء أزمة الفيروس. من جانبه، قال إد باستيان، الرئيس التنفيذي لشركة "دلتا إيرلاينز"، في بيان له "نرغب في أن يقوم عملاؤنا بالحجز والسفر بطمأنينة، علما بأننا سنستمر في تقييم سياساتنا للحفاظ على المستوى العالي من المرونة التي يتوقعونها". ولم يتطلب الأمر سوى تراجع حجم العمل في قطاع الطيران بنسبة 70 في المائة، من أجل التخلص من تلك الرسوم المزعجة للغاية بالنسبة إلى العملاء، وفي الحقيقة، فإن رفع رسوم التغيير لن يحدث فرقا كبيرا بالنسبة إلى المسافرين بغرض العمل، كما لن يفيد باقي المسافرين، لذا، فإن هناك بعض الإجراءات الأخرى الصديقة للعملاء التي قد تقوم شركات الطيران باتخاذها من أجل إنعاش تلك الصناعة. وتشمل تلك الإجراءات، تخصيص مساحة أكبر لجلوس الركاب، حيث إن أكثر ما يتسبب في إزعاج الركاب حقا هو قيامهم برحلة كاملة في ظل الدفع بالركبتين باتجاه المقعد المقابل لهم، ويشار إلى أن المسافة بين المقاعد يتم تقليصها منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي. كما تتضمن توفير مقاعد أكثر راحة، حيث إنه كلما كان الحشو داخل المقاعد بسيطا كان غير مريح، وهو أحد الأمور التي قامت بها شركات الطيران بصورة تدريجية من أجل تضخيم حجم الأرباح على حساب العملاء، حيث تقدم الشركات مقاعد مثبتة أضيق وأنحف من الطبيعي، كما سيتم النظر بجدية إلى الوجبة المقدمة ولم يعد بمقدورهم القول "فلنكتف بهذا القدر من أطباق الجبن"، وسيتم توفير طعام حقيقي من جديد على متن الطائرات. وستسعى الشركات إلى عمل حمامات أكبر، فعندما يصل الأمر إلى مرحلة عدم القدرة على الاستدارة في حمام الطائرة بدون لمس الجدران، فإن الأمور تكون قد تجاوزت الحد المعقول. والإجراءات تتضمن السعي إلى عدم التقيد بشرط عدم زيادة الوزن عن 50 رطلا، حيث يقوم بعض المسافرين بوضع الحقيبة على الأرض ويبدأون في سحب بعض أغراضهم منها، بحيث يكون وزن الأمتعة أقل من حد الوزن، وذلك لتجنب الاضطرار إلى دفع مبلغ إضافي قدره مائة دولار. وترى "بلومبيرج" أن كل ما تم اقتراحه سيؤدي إلى حرمان شركات الطيران من بعض الإيرادات المتكررة، ومن المحتمل أن تؤدي تلك الإجراءات إلى تراجع أسعار أسهمها في البورصة "أو بالأحرى تؤدي إلى مزيد من التراجع". وأضافت "لكن ماذا في ذلك؟ إن صناعة الطيران تسعى منذ عقود إلى توفيق أوضاعها، حتى وصل الأمر إلى تبقي أربع شركات طيران أمريكية كبرى فقط، حيث إن الشركات الجوية جعلت من الطيران تجربة بائسة بشكل متزايد، لقد ركزت تلك الشركات على الأرباح أكثر من التركيز على الركاب، ويجب أن يتغير ذلك الآن". وتشكك "بلومبيرج" في جدية عودة أعداد المسافرين بغرض العمل إلى ما كانت عليه في السابق قبل فترة تفشي الوباء، فلماذا يعود المسافرون الآن بعد أن رأوا الضوء في نهاية النفق؟ كما أنه من غير المرجح أن تجني صناعة الطيران الأرباح التي حققتها خلال الأعوام الستة الماضية. في النهاية، سيبدأ المسافرون في الطيران من جديد، لكن لن يحدث ذلك حتى تثبت شركات الطيران أنها تهتم حقا بالعملاء، وإلغاء رسوم التغيير هو مجرد بداية.

مشاركة :