دمشق – كشفت مصادر عربية لـ”العرب” أن أوساط النظام السوري متخوفة من الزيارة التي سيؤدّيها إلى دمشق اليوم الاثنين وفد روسي رفيع المستوى يضم وزير الخارجية سيرجي لافروف. وأوضحت أن تخوف النظام السوري من الزيارة يعود إلى أن مجيء لافروف يمكن أن يعني فرض قرارات معينة على رئيس النظام بشّار الأسد سيتوجب عليه اتخاذها قريبا. وتشمل هذه القرارات قبول تنفيذ القرار رقم 2254 الصادر عن مجلس الأمن، والذي يعني الإعداد لمرحلة انتقالية في سوريا في ظلّ صياغة دستور جديد. سيرجي لافروف: سنواصل مساعدة السوريين من أجل تغيير الدستور سيرجي لافروف: سنواصل مساعدة السوريين من أجل تغيير الدستور وكان الإعلان عن زيارة لافروف إلى دمشق جاء في سياق اجتماعات اللجنة المكلفة بإعداد دستور سوري جديد عقدت الأسبوع الماضي في جنيف. وشارك في تلك الاجتماعات مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا النرويجي غير بيدرسون الذي لاحظ عدم وجود أي عجلة لدى النظام للبحث في صياغة دستور سوري جديد تجري في ظلّه الانتخابات الرئاسية السورية في يونيو 2021. وقال لافروف إن بلاده ستواصل مساعدة السوريين من أجل تغيير الدستور، في إطار قرار مجلس الأمن رقم 2254، بصفتها دولة ضامنة في مسار أستانة. وأضاف لافروف، قبيل اجتماعه مع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا بيدرسون في العاصمة موسكو مؤخرا، “لم يتم حل جميع المشاكل ولم يتم الاتفاق بشأن كافة الأمور المتعلقة بالعمل المستقبلي، لكن بشكل عام كان الاجتماع مفيدا ومثمرا إلى حد كبير”. ولاحظت المصادر العربية التي تتابع الوضع السوري عن كثب أنّها المرّة الأولى منذ عام 2012 التي يزور فيها وزير الخارجية الروسي دمشق. وأشارت إلى أن الوفد الروسي الذي سيصل إلى العاصمة السورية سيكون برئاسة نائب رئيس الوزراء يوري بوريسوف. وسيضمّ الوفد أيضا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، الذي ليس معروفا بإعجابه بأداء النظام السوري مثله مثل لافروف، استنادا إلى شخصية عربية مرموقة تعرف الشخصيات الروسية المحيطة بالرئيس فلاديمير بوتين جيّدا. وتأتي الزيارة المقررة من قبل وزير الخارجية الروسي إلى دمشق، والذي سبق له أن استقبل وليد المعلّم وزير الخارجية السوري في موسكو في عام 2013 وأنّبه على استخدام النظام السلاح الكيميائي في الغوطة، في وقت تشهد فيه العاصمة السورية تجاذبات بين آل الأسد وآل مخلوف. وعلمت “العرب” أنّ هذه الخلافات مرشحة لأن تزداد عمقا في ضوء إصابة محمد مخلوف بوباء كورونا. وأفادت مصادر سورية بأن حياة محمد مخلوف والد رامي وحافظ وإياد وإيهاب في خطر بسبب تقدّمه في السنّ. Thumbnail ومعروف أن محمد مخلوف هو خال بشّار الأسد الذي كان لفترة طويلة من أصحاب النفوذ القوي في سوريا ولعب دورا كبيرا في توفير المساعدات للعلويين بغية المحافظة على ولائهم للنظام. لكن العلاقة تدهورت في السنوات الأخيرة بين آل الأسد وآل مخلوف الذين كانوا يسيطرون عن طريق رامي مخلوف، الابن الأكبر لمحمّد مخلوف، على جزء كبير من الاقتصاد السوري. وساهم في تدهور العلاقة بين العائلتين صعود نجم أسماء الأخرس الأسد، زوجة بشّار الأسد التي دخلت في منافسة مع آل مخلوف في مجال السيطرة على القطاعات المربحة في الاقتصاد السوري. وأفادت شخصية سورية بأن حافظ مخلوف، وهو ضابط في الأمن السوري سابقا، عاد إلى دمشق بعد عدة سنوات أمضاها في موسكو بسبب خلافات مع بشار الأسد. وحرص حافظ مخلوف، الذي كان إلى جانب باسل الأسد لدى مقتله في حادث سير في عام 1994، على اصطحاب فريق طبّي روسي من أجل القيام بمحاولة أخيرة لإنقاذ والده.
مشاركة :