"التعاطف الانتقائي" عنصرية تزيد إغراق السودانيين | | صحيفة العرب

  • 9/7/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كوارث تملك “كاريزما” تستحق الاهتمام كانفجار بيروت، وأخرى فقيرة وغير جذابة، كفيضانات السودان، كان هذا موضوع النقاش على تويتر الأحد بسبب عدم اللا مبالاة مع الكارثة التي يشهدها السودان. الخرطوم - تعالت الأصوات على موقع تويتر الأحد منتقدة “التعاطف الانتقائي” تجاه الأوضاع الكارثية في السودان بسبب الفيضانات، وأعلن مجلس الأمن والدفاع بالسودان حالة الطوارئ بعموم البلاد بعد وفاة نحو 100 شخص وتشريد أكثر من نصف مليون آخرين وانهيار أكثر من 100 ألف منزل جراء الفيضانات والأمطار التي فاقت معدلاتها الأرقام القياسية التي رصدت خلال عامي 1946 و1988. وقرر المجلس، وهو أعلى هيئة أمنية في البلاد، اعتبار السودان منطقة كوارث طبيعية، كما أعلن حالة الطوارئ في كل أنحاء البلاد لمدة 3 أشهر. ومند أسبوع، يحاول ناشطو السودان بيأس حشد التعاطف بنشر صور ومقاطع فيديو توثق معاناة السودانيين بسبب الفيضانات ولكنها لم تشهد صدى يذكر. وقبل شهر، أقام مستخدمون، من كافة البلدان والأعراق والخلفيات، مواقع التوصل الاجتماعي ولم يقعدوها تعاطفا مع لبنان على خلفية انفجار مرفأ بيروت يوم 4 أغسطس الماضي. ولا يزال التعاطف يملأ الشبكات الاجتماعية حد اللحظة. ومن وحي هاشتاغ #من_قلبي_سلام_لبيروت انتشر الأحد على نطاق واسع هاشتاغ #من_قلبي_سلام_للخرطوم. وقال معلقون إن كارثة السودان تعتبر مثالا حيا على التعاطف الانتقائي، مؤكدين أن بعض الكوارث تمتلك كاريزما تستحق الاهتمام كانفجار بيروت، وأخرى فقيرة وغير جذابة، كفيضانات السودان، وفق تعبير بعضهم. وتساءلت ناشطة حقوقية: وتداول معلقون على إثر ذلك صورا ومقاطع فيديو من السودان وصفوها بأنها “مؤلمة وقاسية”. ولا يقارن بعض مستخدمي تويتر “ألم اللبنانيين بألم السودانيين”، وفق تعبيرهم ولكنهم يوجهون رسالة لمن تبرّع ودعم وساعد.. “أن يفعل المثل”. وكتبت ناشطة: HayaMasarji1@ 97 شهيدا و1200 جريح في فيضان نهر النيل على العاصمة السودانية #الخرطوم وضواحيها والآلاف من المنازل المدمرة.. ولم نر البلاد والشعوب العربية تتضامن معها.. بالرغم من أن الفيضان لا يزال مستمرا حتى الآن ويحصد العشرات من الأرواح والمنازل. وقالت مغردة: AlaHamdann@ قديش بشع! انه هاد الهاشتاغ الإنساني، النشطاء السودانيون عم يحاولوا يقنعوا الناس إنهم ينشروا عنه؟ إنه يوصل صوت السوداني. قديش العالم منحاز وعنصري؟ وبيختار إنه بلد أهم من بلد تاني، حسب لونه ووجوده الإعلامي وأهميته الفنية، كيف صرنا نقيس أهمية الإنسان؟ #من_قلبي_سلام_للخرطوم #السودان. وتساءل إعلامي مصري: واعتبر معلقون أن “التعاطف الانتقائي خير دليل على النفاق العربي والدولي في أقذر صوره”. وشرح آخرون أن السبب هو الظلم الذي تعرض له السودان إعلاميا. وقال مغرد: Hayder_Chef@ السودان، هذا البلد دائما مظلوم إعلاميا من قبل العرب سواء كانوا إعلاميين أو ناشطين، في ما يتعلق بكل النكبات والأزمات التي تحدث فيه. لا أعرف لماذا الناس يرون شعبا منكوبا وشعبا آخر قد يكون أكثر نكبة منه ولا يتم أخذ الموضوع بعين الاعتبار والأهمية! #من_قلبي_سلام_للخرطوم. وقال معلقون إن “التعاطف الانتقائي هو نوع من أنواع العنصرية. وشرحت تغريدة: والتعاطف رد فعل لا شعوري في الدماغ تتحكم به خبرات الإنسان السابقة، وتشير إيما ملكويني، الرئيسة التنفيذية لشركة “إلبي ديجيتال”، إلى أن موقعي فيسبوك وتويتر ساعدا في ظهور جيل أكثر تعاطفا من غيره. لكن التعاطف لا يشمل الجميع. وقبل سنوات قليلة، نشر موقع “السخرية المصورة” المكسيكي، خارطة أظهرت تفرقة في التعامل مع الكوارث والاعتداءات التي تتعرض لها بلدان العالم، من حيث التعاطف والاهتمام الإعلامي والشعبي. وفي الخارطة احتلت الولايات المتحدة ودول غرب أوروبا المركز الأول، تلتها دول أميركا اللاتينية أو منطقة شرق أوروبا وأخيرا الشرق الأوسط وأفريقيا. وقال ناشط: يذكر أن الأمر لم يختلف في وسائل الإعلام عن مواقع التواصل الاجتماعي. وعادة لا يتفاجأ الأفارقة، وغيرهم من السود في جميع أنحاء العالم، من عدم تغطية الإعلام خاصة الغربي لمآسيهم. وتنشأ هذه الفجوات في التفكير من تاريخ مقلق. وذكرت كريستينا شارب، الأستاذة في جامعة تافتس، في كتابها “في اليقظة: على السواد والوجود” (In the Wake: On Blackness and Being)، أن السود في الولايات المتحدة وجميع أنحاء العالم يعيشون وكأنهم غير موجودين، وأن شبح العبودية جعل آلام السود وموتهم أمورا غير مفهومة بشكل أساسي بالنسبة للعالم. ويشير تحليل شارب إلى أنّ السود لا يكتسبون التعاطف بسهولة، أي كانت طريقة موتهم. وتعتقد أن الخرافات العنصرية تتحدى المعتقدات الأساسية المتمثلة في التعاطف الإنساني. ومنذ مدة يخوض السود في العالم نقاشات حادة لتغيير نظرة العالم إلى قضاياهم. ShareWhatsAppTwitterFacebook

مشاركة :