أكد خبراء سياسيون غربيون أن معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية، تشكل «نموذجاً فعالاً وناجحاً» للخطوات التي يتعين قطعها لإحلال «السلام الحقيقي والشامل» في منطقة الشرق الأوسط، بعد عقود لم تُكلل فيها أي جهود بُذِلَت على هذا الصعيد، بالنجاح. وشدد الخبراء على أن تلك المعاهدة، بما تنطوي عليه من مقومات تضمن إقامة «تعاون بناء في شتى المجالات»، تمثل «حجر أساس إرساء الأمن والاستقرار على نحو دائم في المنطقة، وهو ما يجعلها أحد أهم الأحداث التي شهدها العالم بأسره، خلال الشهور القليلة الماضية»، الأمر الذي انعكس في ردود الفعل الإيجابية الواسعة، التي حظيت بها منذ اللحظة الأولى لإعلانها، على الساحتين الإقليمية والدولية. وفي تصريحات نشرتها مجلة «ذا أميركان إنترست» الأميركية واسعة الانتشار، أشار الخبراء إلى أن التوصل إلى هذه المعاهدة، يشكل برهاناً جديداً على أن دولة الإمارات وقادتها، «يقفون دوماً على الجانب الصحيح من التاريخ»، في منطقة تعج بالصراعات الدموية، والنزاعات المسلحة، والاختلافات الدينية والطائفية. ويتجسد ذلك، بحسب الخبراء، في تبني الإمارات قيم التسامح والإخاء والاحتفاء بالثقافة والإبداع، داخلياً وخارجياً، وهو ما يتضح من خلال المشروعات غير المسبوقة، التي تشهدها الدولة على هذا الصعيد، وعلى رأسها مشروع «بيت العائلة الإبراهيمية»، الذي سيضم مسجداً وكنيسة وكنيساً تحت سقف واحد، ووُضِعَ حجر أساسه في أبوظبي عام 2019، في إطار إحياء الإمارات لـ«عام التسامح». واعتبر الخبراء أن المشروع، الذي سيكتمل إنشاؤه عام 2022، يمثل إحدى لبِنات «الإسهامات الإماراتية الحاسمة والعملية» في مواجهة دعاوى التطرف والكراهية، التي تقودها تنظيمات إرهابية مثل «الإخوان» و«داعش»، قائلين إنه «في الوقت الذي كان فيه تنظيم كـ(داعش) يدمر الكنوز الثقافية والتراثية في منطقة تاريخية مثل تدمر السورية، كانت الإمارات تعكف على تنفيذ مشروعات ثقافية رائدة مثل متحف اللوفر أبوظبي»، الذي افتُتِح عام 2017. وشددوا على أن تحركات كهذه تقود المنطقة بأسرها «على طريق صنع سلام يخاطب القلوب والعقول»، على نحو يُفند كل حجج «المزايدين والمتاجرين بالقضية الفلسطينية»، ممن يتجاهلون عن عمد المكاسب المؤكدة، التي تنطوي عليها المعاهدة الإماراتية الإسرائيلية، وعلى رأسها الإبقاء على حل الدولتين قابلاً للحياة، من خلال الحيلولة دون ضم إسرائيل لمناطق تشكل نحو ثلث أراضي الضفة الغربية، ويريد الفلسطينيون أن تكون جزءاً من دولتهم المستقبلية. وأشاروا في الوقت ذاته إلى أن التأثيرات الإيجابية لهذه المعاهدة، تفوق تلك التي نجمت عن اتفاقيات السلام السابقة، التي أُبْرِمَت بين العرب والإسرائيليين، وذلك بالنظر إلى أن الاتفاقيات التي شهدها الشرق الأوسط خلال العقود الماضية، بين مصر والأردن من جهة وإسرائيل من جهة أخرى «اقتصرت على الشق العسكري، دون التطرق إلى الجوانب الأخرى الضرورية، للتعاون والتعايش بين شعوب المنطقة». ركب السلام تتميز المعاهدة الإماراتية الإسرائيلية، وفقاً لتصريحات الخبراء، بأنها «ذات طابع شامل، سياسي واقتصادي وتنموي وثقافي، في ضوء أنها تفتح الباب أمام تسيير رحلات جوية، وتكثيف التعاون الاقتصادي والتجاري، وتعزيز الجهود لتطوير التبادل الثقافي والأبحاث العلمية المشتركة، لمواجهة مخاطر تحدق بشعوب الشرق الأوسط جميعاً». وخَلُصَ الخبراء في ختام تصريحاتهم إلى أن «العلاقات الواعدة، التي تُبشر بها هذه المعاهدة، ستؤدي بشكل حتمي إلى انضمام دول شرق أوسطية أخرى إلى ركب السلام»، مؤكدين أن «كل المراقبين يجمعون على أن تنفيذ تلك المعاهدة، سيجعل حدوث ما يُعرف بـ(تأثير الدومينو) في المنطقة مسألة وقت لا أكثر». وأكد الخبراء الغربيون في تصريحاتهم أن التحرك الإماراتي الشجاع على طريق السلام، والمكاسب المترتبة عليه «يوفران للشعب الفلسطيني فرصة تاريخية جديدة»، للحصول على حقوقه المشروعة، وتعزيز قضيته الوطنية، دون متاجرة بآلامه ومعاناته.
مشاركة :