الذي لم يسكن في الأحياء الفقيرة ولم يتشرف بزيارتها والتجوال فيها حديثا، لا يعرف منفوحة ولا الجرادية والسبالة والظهيرة وثليم وغيرها من أحياء الرياض القديمة غير المجددة ولا المطورة ولم يتم التعامل مع تركيبتها السكانية بما يحقق الفصل بين العائلات الفقيرة والعزاب من العمالة غير النظامية أو حتى النظامية. مشاريع الإسكان المتعثرة قديما ووزارة الشؤون الاجتماعية المحايدة دائما ووزارة الإسكان البطيئة حاليا تسببت في مشكلة سكان منفوحة وأخواتها ووزارة الداخلية وحدها تدفع الثمن سابقا وحاليا ولاحقا إذا لم تتحرك الوزارات المعنية. هذه الأحياء اختلط فيها اللحم بالعظم وليس أصعب على أمهر الجراحين بل وحتى الجزارين فصل اللحم عن العظم. رجال الأمن يعرفون منفوحة جيدا وكل ما يحتاجون إليه هو تعاون المواطنين في أمرين هامين، هما التبليغ والحذر ثم عدم التهويل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم إقحام أنفسهم في مخاطرة غير محسوبة وترك رجال الأمن يقومون بمهامهم بهدوء وحكمة وخلاف ذلك فإن رجالا خططوا لحملة التصحيح ونفذوها وأصروا عليها لن يغيب عن أذهانهم ما قد يحدث عند التنفيذ والتفتيش. قنوات التلفزيون المحلي غائبة عن المشهد، وقنوات الفضاء التجارية سوف تهوله، وتبالغ في طرحه، وبين هذا وذاك سوف نفتقد للتوعية المتزنة للطرفين من سكان منفوحة (الساكن الضحية والساكن المخالف)، فالضحية سيخاف كثيرا والمخالف سينتفخ قليلا وسيتواجد الهلع والتشجيع على التمادي في المخالفة، ولو تمكنا من موازنة بين سلبية المحلي ومبالغة التجاري تقوم على تغليب الصالح العام والمصلحة الوطنية فإن (بالونة) منفوحة المنفوخة سيتم إفراغ هوائها دون خطر انفجار. المهم بعد ذلك أن نصلح حال وزارتي الشؤون الاجتماعية والإسكان ونعجل بإصلاح حال أحياء الفقراء المختلطة.
مشاركة :