التوترات في شرق السودان تقود البرهان إلى أسمرة | | صحيفة العرب

  • 9/7/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الخرطوم - توجه رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، صباح الإثنين، إلى إريتريا في "زيارة قصيرة"، يرافقه فيها مدير جهاز الأمن والمخابرات العامة جمال عبدالمجيد، ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية ياسر محمد عثمان. وبدا واضحا من طبيعة الوفد المرافق للبرهان أن الزيارة أمنية بامتياز، وسط ترجيحات بعلاقتها بالتوترات السائدة في شرق السودان، والتي باتت تشكل مصدر قلق كبير للسلطة الانتقالية في هذا البلد. وتشهد العلاقات الاريترية السودانية تحسنا ملحوظا في ظل سياسة الانفتاح التي ينتهجها قادة السودان الجدد مع دول الجوار. وزار البرهان إريتريا في يونيو 2019، واتفق مع رئيسها أسياس أفورقي أنذاك على فتح الحدود بين البلدين، عقب إغلاقها من قبل نظام الرئيس السوداني المعزول عمر البشير لعام ونصف العام. كما زار رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، أسمرة أيضا، في نوفمبر الماضي، وبحث مع رئيسها آنذاك، العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في البلدين. وتوترت العلاقات الثنائية بين السودان وإريتريا، في فبراير 2018، بعد قيام حكومة البشير آنذاك بإغلاق الحدود؛ نتيجة اتهامات متبادلة بإيواء المعارضين وتغذية أنشطة التهريب. ويقول مراقبون إن الزيارة الجديدة لرئيس مجلس السيادة السوداني إلى اريتريا تهدف إلى البحث في مقاربة تنزع فتيل التوترات في شرق السودان والتي تؤثر ليس فقط على الخرطوم بل وأيضا على أسمرة، لاسيما مع حديث عن تعاون بين فلول نظام البشير وعناصر الحركة الاسلامية الاريترية الذين لديهما نفوذا قويا على الحدود المشتركة، ويغذيان ما يحدث في تلك المنطقة. وفشلت المقاربات الأمنية والسياسية في السودان في وضع حد للتوترات الحاصلة، والتي اتخذت بعدا قبليا. وتريد السلطة الانتقالية الحصول على دعم أريتريا لتهدئة الوضع في الشرق، الذي أصبح بؤرة التوتر الوحيدة، بعد أن نجحت في تحقيق اختراقات نوعية في مناطق دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، وهي على وشك أن توقع مطلع أكتوبر المقبل على اتفاق سلام نهائي مع الجبهة الثورية المؤلفة من حركات مسلحة تنشط في تلك المناطق. ويشكل تحقيق السلام وفرض الأمن والاستقرار على اقاليم السودان أولوية السلطة الانتقالية التي قامت على أنقاض نظام الرئيس المعزول عمر البشير، الذي أطيح به في ابريل 2019، بعد احتجاجات شعبية غير مسبوقة.

مشاركة :