مصور رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي الذي يدعى جمال بنجويني أصبح نجم مواقع التواصل الاجتماعي بسبب صوره التي صنعت الكاظمي إعلاميا، فهل يمكن استعادة هيبة الدولة من خلال الصور، كما يردد بنجويني. بغداد- أثارت صور جديدة لرئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، مع طفلة ناشدته عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أجل لقائه، حيث استقبلها في مكتبه مع عائلتها جدلا إلكترونيا واسعا. وجددت الصور المنشورة على حسابات الكاظمي على مواقع التواصل النقاش حول “صناعة الكاظمي إعلاميا”. وتعاني الطفلة نرجس، من ضعف في البصر منذ ولادتها، وتحتاج إلى رعاية طبية. وطلب الكاظمي من الجهات المختصة تقديم كل سبل المساعدة والرعاية الطبية التي تحتاجها الطفلة. وكان الكاظمي قد التقى أكثر من مرة بأطفال عراقيين مع ذويهم، كانوا يطلقون مناشدات لمقابلته عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وكل مرة تثير الصور المنشورة اهتمام العراقيين على مواقع التواصل. وتنقسم الآراء حول الصور بين منتقد لها ومعجب بها. وفي كل مرة يكون المصور موضوع النقاش. ومنذ توليه رئاسة الحكومة في شهر مايو الماضي، يثير مصور الكاظمي، جدلاً مستمراً بين العراقيين، بنوع لافت من اللقطات وصفها البعض بأنها “هوليودية”. واستطاع مصور الكاظمي في الأيام الأولى لتولي الأخير رئاسة الحكومة، أن يكسب تعاطف وود الشارع مع رئيس الحكومة. ويبدو مصور الكاظمي عارفا بطبيعة المجتمع العراقي الذي يتعاطف أغلبه بسرعة مع أي شخصية تبدو عليها ملامح القرب منهم. ومع انتشار صوره بشكل كبير على منصات التواصل الاجتماعي، اتهم مدونون الكاظمي باستمالة الشارع بصور “سينمائية” وغامضة في بعض الأحيان. وقال مغرد: وقال معلق: مصطفى محمود مصور ذكي يستغل لقطات يُظهر فيها الكاظمي محل اهتمام وأهمية. ولم يهدأ العراقيون حتى كشفوا هوية المصور وهو الفنان الكردي، جمال بنجويني، الذي حصد جوائز دولية، بصوره التي تروي واقعا تراجيديا. وولد جمال بنجويني (39 عاما) في أحد مخيمات اللاجئين على الحدود الإيرانية العراقية بعيدا عن مدينته بنجوين في خضم حرب طاحنة دارت رحاها بين البلدين على مدى ثمانية أعوام، وكبر على صوت الأسلحة، لكنه كان مختلفا عن الأطفال الآخرين، لأنه كان يراقب الصحافيين والمصورين الذين كانوا يتوافدون إلى المخيمات بين الحين والآخر لإعداد قصص صحافية عن اللاجئين ومعاناتهم. ويقول بنجويني “كنت أشاهد المصورين والصحافيين الذين يتوافدون على المخيم، وأقول مع نفسي متى أصبح مصورا مثلهم في يوم من الأيام”. وبسبب الحرب الداخلية التي شهدها الإقليم بين أعوام 1992-1998، اضطر جمال إلى أن ينقطع عن الدراسة بعض السنوات، وفي عام 1999 اصطحب الرئيس العراقي السابق جلال طالباني وزوجته هيرو إبراهيم أحمد معهما بنجويني إلى السليمانية وساعداه على استكمال الدراسة فيها وكان يبلغ من العمر حينها 17 عاما، واشترى أول آلة كاميرا. ويقول بنجويني “بعد انتقالي إلى السليمانية، اشتريت آلة كاميرا وبدأت بالتقاط الصور الفوتوغرافية للتماثيل والمنحوتات التي أنحتها، فقد تعلمت فن النحت منذ الثامنة من عمري”. ومع بدء حرب العراق عام 2003، توجه بنجويني إلى بغداد ومناطق العراق الأخرى للتصوير، ناقلا للعالم صورة الحياة في العراق في ظل الحرب، واستمر يرفد الصحف ووكالات الأنباء العالمية بصوره، واستمر في عمله حتى عام 2009. وانتشرت صور المصور خلال الستة أعوام تلك التي عمل فيها بنجويني مصورا صحافيا في العديد من الصحف الدولية المهمة. وعن قصة انضمامه إلى طاقم عمل رئيس الوزراء، يقول مصور الكاظمي “لا أحب العمل الوظيفي الروتيني لكن الكاظمي صديق شخصي لي، وبعد تكليفه وأثناء العمل على تشكيل الحكومة الجديدة اتصل بي وطلب مني العودة فوراً حيث كنت أقيم في أوروبا”. وعاد المصور إلى بغداد فعلاً، ويقول إنه وعد بتلبية طلب الكاظمي وبذلِ كل ما بوسعه لسبب واحد “أن رئيس الوزراء شخص كفء كما أن الحكومة الجديدة تستحق الدعم” ويضيف أنه “لا بد من العمل بمستوى عالمي لإعادة هيبة الدولة وإظهار ذلك للعالم”. وحاول معلقون جاهدين الوصول إلى حسابات المصور على مواقع التواصل الاجتماعي. وكتب مغرد ساخرا: وينفي المصور امتلاكه أي حساب على مواقع التواصل الاجتماعي رغم الجدل الذي يثيره. وقارن مغردون بين مصور الكاظمي ومصوري السياسيين الآخرين. وتساءل مغرد: zizu_97@ برهم صالح ما يجيب مثل مصور الكاظمي شگد جلف (كم يكلف). في سياق آخر، التقط مصور الكاظمي، عدة صور أشعلت جدلًا على المنصات الاجتماعية، خاصة صورة للكاظمي تظهره يرفع يديه بالدعاء في ضريح الإمام الحسين بكربلاء، حيث انبطح المصور أرضاً لأخذ لقطة استثنائية للكاظمي. وانتشرت الصورة بشكل كبير، بين الناشطين والمدوّنين، حيث اتهم بعضهم الكاظمي بالرياء. وقال مغرد: FSHh5p@ مصور الكاظمي الوحيد الي محلل خبزته وماخذها جديات صورني وأنا أدعو. ورد بنجويني “أردت أن تكون الصورة رداً على كل من يتستر بعباءة الدين في معاداة الدولة بداية من داعش وليس انتهاءً بالميليشيات والأحزاب وكل من يريد افتعال الحرب الطائفية والأهلية بغطاء الدين، وكانت الرسالة أن الإيمان علاقة خاصة بين المرء وربه”. وتطرق جمال بنجويني إلى صورة أخرى تظهر الكاظمي وهو داخل مروحية وينظر إلى ميناء أم قصر في البصرة، ووضّح أن “الرسالة كانت أن كل تلك المنافذ والمرافق تعود ملكيتها إلى الدولة فقط، وليس للفاسدين الذين يريدون الإثراء على حساب العراق”. وخلال افتتاحه مستشفى “الإمام الحسن المجتبى” في كربلاء، عقب تلكؤ دام عقداً من الزمن، أثارت صورة للكاظمي التقطت من خلال المفراس جدلا كبيرا. وقال المغرد مازن الزيدي: ويرى بنجويني أنه لا يتسنى لكل مواطن عراقي عادي لقاء رئيس الوزراء وجهاً لوجه “لذلك لا بد من أن تعكس الصور التي تصل إليهم الشخصية القوية ذات الهيبة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي القادر على إحداث التغيير، لأن الإعلام هو المرآة والنافذة لتحقيق ذلك”. وفي بعض الأحيان، ينقلب الجهد الذي يبذله بنجويني عليه، إذ صارت صوره للكاظمي، الذي بدا عاشقاً للتصوير، من بين أسباب انتقاد رئيس الوزراء، خصوصاً مع انقلاب الرأي العام ضده بسبب بعض الثغرات واستعداء أحزاب سياسية تجيد لعبة الإعلام. ويقول بنجويني “لكل صورة رسالة حتى وإن اختلفت توجهات تفسير تلك الرسالة بين شخص وآخر”. ويجزم مغرد:
مشاركة :