دبي الخليج: أعربت شركة كور سافيلز، أكبر شركة لتأجير المكاتب وإحدى الشركات العقارية الدولية في دولة الإمارات عن تفاؤلها حيال آفاق السوق العقارية في دبي. كشفت في دراسة لها أنّ أسعار الشقق والفلل التي تراجعت في الإمارة منذ أن وصلت السوق إلى أوجّها في أواخر العام الماضي ستستقرّ خلال عام 2016 لتعاود النمو في أواخر عام 2016 أو عام 2017. وأفادت كور سافيلز بأنّ أحدث البيانات تشير إلى أنّ السوق العقارية في دبي وصلت إلى أوجّها في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2014، فحقّقت مستويات أعلى من تلك التي شهدها شهر أغسطس/آب 2008، وأنّ سوق المبيعات السكنية في دبي تراجعت بثبات بمعدل تراكمي بلغ 1.2 في المئة في الشهر للشقق و0.7 في المئة للفلل منذ ذلك الحين. غير أنّ الشركة تتوقّع أن تشهد دبي النمو مجدداً في إطار استعدادها لاستضافة معرض إكسبو الدولي 2020، وأبدت ترحيباً بتراجع الأسعار لأنها تراه تصحيحاً سليماً وإيجابياً للسوق بعد أرقام النمو القوية التي سجّلت في العام 2014. وينصح التقرير المشترين بالتركيز على أسعار المنتجات الملائمة في السوق، وتوقّع عوائد أعلى بكثير من الإيجارات، على أن يتبع ذلك ارتفاع قيمة رأس المال على المدى المتوسط إلى الطويل. عوامل خارجية ويعلّل تقرير كور سافيلز تراجع الأسعار بعدّة عوامل خارجية، شأن مشاكل انعدام الاستقرار في المنطقة والمخاوف العالمية حيال الاقتصاد الشامل. ويأتي على وجه التحديد على ذكر القمع الذي تنتهجه الصين حيال التدفقات الخارجية لرأس المال والعقوبات المفروضة على روسيا ومشاكل منطقة اليورو عموماً من بين العوامل التي تترك أثراً على السوق السكنية في دبي. إلا أنّ تصحيح الأسعار بوتيرة مستقرة يدلّ على أنّ قطاع العقارات في دبي يحقّق النضج بفضل المستثمرين أصحاب الرؤية على المدى الطويل والسوق التي تُعتبر أعمق عموماً ممّا كانت عليه عام 2008. لهذه الأسباب مجتمعةً، تحتلّ دبي اليوم موقعاً أفضل يخوّلها استيعاب الخضّات الاقتصادية الخارجية على نحو أفضل من العام 2008. ويُلقي البحث نظرة عن كثب على قطاع المكاتب في دبي، فيظهر أنّ القطاع سيبقى مستقراً، مع توقّعات لنمو ثابت وتوافر خيارات أكبر أمام المستأجرين في وقت تواصل فيه المدينة تبوؤ موقعا جيّدا لتأمين الخيارات بأسعار تنافسية أمام الشركات للاستثمار والنمو. وبما أنّ دبي تُعتبر من خيرة المواقع للقيام بالأعمال، بات وسط المدينة ومركز دبي المالي العالمي، باعتراف الكثيرين، يشكّلان مقاطعة الأعمال المركزية الموحّدة للمنطقة برمّتها، ولا تزال الشركات الأجنبية مستعدّة لدفع مبالغ باهظة لقاء امتلاك مكاتب في مواقع ممتازة كهذه. وتؤدي هذه النزعة إلى معدلات شغور منخفضة جداً في هذا القطاع. وتعليقاً على هذا البحث، قال دايفيد جودشو، الرئيس التنفيذي لشركة كور سافيلز: صدر أحدث تقرير لنا بعد إجراء تحليل معمق لفئات مختلفة من السوق العقارية. ويهدف إلى تقديم النصائح القائمة على الدراسات إلى عملائنا بغية توجيه قراراتهم في مجال الاستئجار والاستثمار، وإطلاع المؤجّرين والمستأجرين على تحرّكات السوق في أبرز المجالات. وبعد إجراء هذه الدراسة، نحن على ثقة بأنّ سوق المبيعات السكنية ستُعاود النمو خلال عام 2016 بعد أن شهدت ت راجعاً سليماً في الأسعار. إلا أنّ التعديل في الأسعار لا يعني أزمة، بل على العكس، التراجع الطفيف والسليم هو ما تحتاج إليه دبي فعلاً لمنح ثقة متجدّدة إلى المستثمرين على المدى الطويل بأنّ سوق دبي العقارية نضجت واكتسبت المزيد من العمق والسيولة. تعديل الأسعار في المواقع الممتازة إذا نظرنا إلى التغيرات التي طرأت على السوق السكنية في دبي، نرى أن الأسعار لكل قدم مربعة تبقى الأعلى في المناطق البارزة في المدينة مثل وسط مدينة دبي، ومركز دبي المالي العالمي وتلال الإمارات ونخلة جميرا. وتعتبر فلل تلال الإمارات الأعلى ثمناً في المدينة مع 3200 د.إ لكل متر مربع، يتبعها نخلة جميرا مع أسعار تبلغ 2600 د.إ لكل قدم مربع. وتبقى أسعار بيع الشقق القريبة من المركز المالي للمدينة عالية حيث يبلغ سعر القدم المربعة في مركز دبي المالي العالمي 2000 درهم وفي وسط مدينة دبي 2500 درهم.
مشاركة :