انتهاء مرحلة الثانوية العامة بصعوبتها، وما تسببه للطلبة وللأسرة من ضغط نفسي وعصبي، تأتي بعدها مرحلة أخرى لا تقل أهمية وصعوبة عن الثانوية العامة، وهي رحلة البحث عن الجامعة والتخصص المناسب، فهناك عدة عوامل يتم على أساسها اختيار الجامعة، ويعتبر قراراً غير سهل يشارك فيه أولياء الأمور أبناءهم لتحديد مستقبلهم. يعمل الآباء والأبناء جاهدين للوصول للجامعة والتخصص المناسب الذي يتماشى وميول أبنائهم، بعد استشارة أصحاب الخبرات ومن لديهم تجارب سابقة حتى يصلوا إلى المكان المناسب الذي سوف يكمل الأبناء فيه دراستهم ويؤهلهم للحياة العملية فيما بعد. حددت خولة البلوشي طالبة في وقت مبكر التخصص الذي تريد تكملة دراستها الجامعية فيه وهو مجال التكنولوجيا والروبوتات باعتباره المستقبل، وفي تطور مستمر يوماً بعد يوم. وتقول: شاركت منذ عامين في مسابقة مدرسية خاصة بالروبوتات، وحصلت على مركز متقدم، ومنذ ذلك الوقت زاد شغفي واهتمامي بعالم الروبوتات وقررت الالتحاق بجامعة بها هذا التخصص لكي أدرس الروبوتات بشكل مفصل، حيث قررت الالتحاق بجامعة زايد تخصص أمن وحماية معلومات، لكن في حالة حصولي على منحة دراسية باعتباري من أوائل الثانوية العامة أفضل السفر لكوريا لأنها من أكثر البلدان اهتماماً بهذا المجال، وألتحق بجامعة تختص بالروبوتات، وذلك لأن الدراسة هناك متقدمة بشكل كبير في هذا المجال. تقول علياء ناصر: بطبعي اجتماعية، لذلك اخترت تخصصاً يتماشى مع ميولي الشخصية وهو الإعلام وشجعتني إحدى قريباتي، التحقت من قبل بكلية الإعلام، على الالتحاق بكلية الإعلام، وأوضحت لي تفاصيل الدراسة، وأرى أن من أهم العوامل في اختيار الجامعة رغبة الطالب وميوله، لأنه إذا أُجبر على تخصص فلن يحبه، وسوف يفشل فيه، كما شجعني والداي على هذا الاختيار الصائب، وعند سؤالي عن الجامعات المختلفة، وجدت أن جامعة الشارقة من الجامعات القوية لذلك قررت الالتحاق بها. تريد نورهان صلاح الدين، من أوائل الثانوية العامة، الالتحاق بتخصص نادر لأنها تحب التميز، لكن معدلها العالي جعل والدها ينصحها بالالتحاق بكلية الطب، تقول: بحثت كثيراً على الإنترنت عن التخصصات النادرة وما لفت انتباهي تخصص علوم الفضاء وهندسة الجينات، وكنت أفكر في دراسة الجراحة، وخاصة جراحة القلب نظراً لقلة الطبيبات النساء في هذا المجال، وعندما عرضت على أهلي دراسة الهندسة لم يشجعوني لأنها مناسبة للرجال بشكل أكبر، أما عن تكملة الدراسة الجامعية، ونظراً لارتفاع مصاريف الجامعات في الإمارات فسوف ألتحق بجامعة في بلدي مصر، أما في حالة حصولي على منحة دراسية فسوف أختار جامعة الإمارات للالتحاق بها. يقول خالد رائد: أحلم منذ الطفولة بالالتحاق بكلية الطب، لذلك اجتهدت في دراستي طوال سنوات الدراسة، وبذلت قصارى جهدي لأحقق هذا الحلم وبالفعل جنيت ثمار هذا التعب، وحصلت على معدل عالٍ في الثانوية العامة يؤهلني للالتحاق بهذه الكلية التي طالما حلمت بها سنوات عديدة، ورغم أن الكثير أخبروني بأن دراسة الطب صعبة، لكنني سوف أجتهد وأتغلب على الصعوبات بالإرادة. أكدت شوق حافظ حبها لقراءة الجرائد ومتابعة الأحداث السياسية ومشاهدة القنوات الإخبارية مثل الحدث والعربية بشكل مستمر لذلك تقول: قررت الالتحاق بما يتناسب مع ميولي وينميها فوجدت تخصص العلوم السياسية مناسباً لتطلعاتي، ولكني ترددت بعض الشيء في الالتحاق بهذا المجال، نظراً لأن مجال العمل بعد التخرج محدود ولا توجد فرص كثيرة مثل باقي المجالات كإدارة الأعمال وغيرها، فأتمنى من المسؤولين تقديم الدعم لخريجي هذا المجال، وقررت الالتحاق بجامعة الإمارات لأن تخصص العلوم السياسية هناك قوي، أهلي شجعوني وأخبروني أن أدرس المجال الذي أشعر أنني سوف أتميز فيه رغم انتقالي لمدينة العين بمفردي والبعد عنهم والالتحاق بالسكن الجامعي. تقول إيمان علاء الدين: عندما درست مادة الأحياء أثناء الثانوية العامة وجدت لدي شغفاً كبيراً بها وأريد معرفة الجديد والمزيد عن الكائنات الحية ودورة حياتها، وفي بعض الأحيان كنت أبحث على الإنترنت للحصول على معلومات إضافية لذلك قررت الالتحاق بكلية الطب لكي أطبق ما أدرسة بشكل عملي، إضافة إلى أن والدتي تعمل ممرضة وشجعتني على الالتحاق بإحدى الكليات العملية وأريد التخصص في الطب النفسي أو الشرعي، وذلك لأنني أحب الاستماع لمشاكل الآخرين وتحليلها والوصول لحل، ولكن مجموعي في الثانوية سيحدد الجامعة التي ألتحق بها، ونظراً لارتفاع رسوم الجامعات في الدولة قررت العودة إلى بلدي وتكملة دراستي الجامعية بها. يعتبر سيف المزروعي نفسه من الطلبة المختلفين والمميزين نظراً لأنه يحب مادة الفيزياء التي يعاني صعوبتها الكثير من الطلبة، ويقول: أثناء دراستي جذبتني مادة الفيزياء بقوانينها خاصة قسم البصريات والفضاء وأردت الالتحاق خلال الدراسة الجامعية بتخصص متعلق بهذا المجال، ولأنه مجال حديث ونادر ولأنني أحب الاختراعات شعرت بأنني سوف أقدم جديداً، فقررت الالتحاق بجامعة في أمريكا نظراً لتقدمها في هذا المجال، كما أن والدي مهتم بشكل كبير بعلوم الفضاء ودائماً يشتري كتباً عنها، ويحضر لي كتباً مناسبة لسني لقراءتها للاطلاع على المزيد من المعلومات عن عالم الفضاء، كما أنني كنت أحب دائماً الجلوس في مزرعتنا والنظر ليلاً للنجوم والتأمل فيها، وتدور في مخيلتي أسئلة كثيرة عن حركة النجوم والكواكب. قالت شذى مهيب: استعنت بأهلي وأقاربي وكذلك أصدقاء والدتي للتعرف إلى الجامعات المختلفة، وإفادتي بتجاربهم المختلفة، وتفادي الأخطاء التي وقعوا فيها، وبعد بحث أصبح أمامي عدة اختيارات ما بين المعهد البترولي ودراسة الهندسة الصناعية أو الكيميائية واخترت هذه التخصصات لأن فرص العمل بعد التخرج متوفرة، أما في حالة عدم قبولي في المعهد البترولي لأنه يتطلب أن أكون حاصلة على شهادة الأيلتس من دبي أو أبوظبي فسوف ألتحق بجامعة الإمارات. واجهت أمل الجسمي صعوبات كثيرة عند اختيارها للتخصص وللجامعة المناسبة، تقول: كانت هناك اعتراضات كثيرة من جانب أهلي بخصوص التخصص والجامعة فكانت رغبتي في البداية الالتحاق بكلية الطيران ولكنهم اعترضوا لأنه مجال صعب وغير مناسب للفتيات، كنت أريد الالتحاق بكلية الطب، لكنهم اعترضوا مرة أخرى لامتداد الدراسة لسبع سنوات، وكانت أختي تدرس إدارة الأعمال فأرادوا أن أكون مثلها، لكن ميولي كانت بعيدة عن الحسابات والأرقام، فقررت الالتحاق بتخصص الهندسة الإلكترونية بكلية التقنية لاعتمادها على الجانب العملي بشكل كبير وبذلك تتكون لدي خبرة أكبر. يقول حمد عبيد: والدي ضابط في الجيش وهو مثلي الأعلى منذ الصغر، لذلك أردت أن أكون مثله، وقررت الالتحاق بكلية الشرطة بعد تشجيع أهلي، وخدمة الوطن واجب علينا فسوف أبذل كل جهدي لحمايته، وهذا أقل ما يمكن تقديمه لهذا البلد المعطاء. برامج إرشادية يقول د. بشير شحادة مساعد رئيس جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا للمتابعة والتطوير: للأهل دور أساسي في اختيار الجامعة والتخصص المناسب مع أبنائهم نظراً لخبرتهم الطويلة، وأي طالب يتأثر بتوجيهات أهله، وينقسم الطلبة عند اختيار الجامعات إلى عدة شرائح، شريحة تختار التخصص على حسب ميولهم العلمية أو الأدبية، وشريحة تختار على حسب حاجة سوق العمل وتبحث عن أي تخصص مطلوب بشكل أكبر وتتجه إليه وهذا ما نطلق عليها الشريحة الواعية، وتختلف ميول الطالب مع التخصص الأكثر طلباً قي سوق العمل ومن هنا تبدأ الحيرة والتردد، كما أن القدرة المالية تعتبر من العوامل التي تحدد اختيار الطالب. وهناك طرق عديدة للتعرف إلى الجامعات وتخصصاتها وكيفية الدراسة فيها كالبحث على الإنترنت وعن طريق مواقع التواصل الاجتماعي ومن تجارب الآخرين، كما تعمل وزارة التعليم العالي ومجالس التعليم بتوفير برنامج إرشادي ولقاءات للطلبة في المدارس لتوضح لهم الجامعات المختلفة وتخصصاتها، بالإضافة إلى معارض التعليم التي تقام في الدولة والتي تضم عدداً كبيراً من الجامعات في مكان واحد ليعرضوا كل ما يخص الجامعات.
مشاركة :